- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القنوات الفضائية والإذاعات شهر رمضان ليس ممرا لتسليتكم
حجم النص
بقلم: حسن كاظم الفتال
لا أنوي الشروع بالحديث عن قدسية شهر رمضان المبارك أو الاشارة إلى صيغ التعاطي معه أيام زمان أيام كانت الأشياء توضع بموازينها وكلٌ بمحله . ولا مكان للمتطفلين والدخلاء على كل مفاصل الحياة إلا ما ندر . الوصف الذي يوصف به هذا الشهر الفضيل حتى حين يعد البعض الوصف بأنه تقليدي ذو رتابة إنما هو الوصف الحقيقي له :هو شهر الخير والبركة .وشهر القداسة والعبادات والطاعات شهر مِيزَتُه أن الله جل وعلا فضله على الشهور وخصه بالذكر المنفرد في القرآن الكريم . وما من متحدث تحدث عنه إلا ووصفه بأن شهر الرياضة الروحية وأوان ترويض النفس وتهذيبها وتنزيهها وتنقيتها . مما يحتم علينا التعاطي معه بشكل مغاير كليا عن الأشهر الباقية اختصارا أقول : عودتنا في السابق وسائل الإعلام المرموقة أن تخصص وقتا معينا في هذا الشهر الفضيل تختلف نوع ما عن أيام السنة الأخرى خصوصا الإعلام المرئي والمسموع أي القنوات الفضائية والإذاعات فنتلقى برامج تعد وتقدم نحسبها ترقى لمرتبة مراعاة حرمة هذا الشهر ولو بنسبة معينة . وتُطرح في البرامج أفكار او أحاديثُ ينطوي محتواها ومضامينها على شيء من الفائدة والمتعة حتى وإن تفاوتت نسب نجاحها . أو لعلها تخصص حصة لبعض الشرائح المجتمعية على أقل تقدير .عندما تتخذها الجمهور المستهدف بخاصية برامجها. وبالمقابل كان ثمة من تشغله أمور أخرى مما يحسبه الناس بابا من أبواب التسلية واللهو أو أحد أنواعها. مما دعا لان يوجه البعض نقدا لمن يهدر أوقاتا بهذا اللهو والانشغال غير النافع. أما اليوم في زحمة تواجد القنوات الفضائية والإذاعات التي يتعذر علينا تعدادها صرنا نشاهد وتستمع من معظمها والدينية منها بالخصوص ما هو ممجوج أبلاه التكرار والتشابه وفقدان الهوية. إذ راح بعضها يقلد البعض الآخر في التشديد على تقديم وعرض برامج المسابقات تكون خالية المحتوى والجدوى والفائدة وبتسطيح وتجهيل تام . وأما على برامج المقالب الفاضحة التي إنتشرت بسبب العدوى للجهل والفراغ الثقافي والتي لا تراعي مشاعر الناس وتؤجج غضب الضيوف الذين تستضيفهم مما يجعل بعضهم في موقف لا يحسد عليه أبداً بل ربما يلام عليه أحيانا إذ يقع في الإحراج وربما في موقف مؤلم إذ يتعرض للسخرية والاستهزاء فيظهر البعض بصورة غير الصورة التي يرسمها له المشاهد اذ ينفلت من ضوابطه وتنفلت منه الأعصاب دون أن يمتلكها أو يسيطر عليها ختاما واختصارا نقول : بعيدا عن وجوب مراعاة حرمة الشهر وفرصة التعاطي معه بقدسية تامة نتساءل : أين حصة المجتمع من الثقافة التي يفترض أن يكتسبها المتلقي ولو بجزئية من خلال متابعته للفضائيات والاذاعات التي ينبغي أن تعد مصدرا مهما من مصادر الثقافة ؟ نعم .ربما ان الفوضى العارمة التي اجتاحت الوسط الإعلامي والثقافي والأدبي أتاحت للكثير من أن يقتحم الساحة ويجوب بها بتمام حريته دون أي قيود ودون أي ( صَدّاد ورَدّاد ) مكنتهم من اقتحام الوسط الإعلامي والثقافي وهذا ما يقر ويعترف ويشهد له الجميع حتى بعض المعنيين أنفسهم المدعين بالثقافة والعلمية خارج إطار المهنية والحرفية وقد بلغ الحال أن تستمع إلى جملٍ ومفردات وعبارات يخجل من إطلاقها أو سماعها بعض الأصناف التي يشير لهم المجتمع بنظرة دونية . السؤال الذي ينبغي أن يطرح على هؤلاء. من أجاز لهم ومنحهم المشروعية لأن يستغرقوا ويغرقوا البسطاء من الناس بهذه السطحية بالأمور الجانبية الهامشية والتقليدية البالية؟ فإذا أتيح لأن يصنعوا ما يروق لهم من خلال تواجدهم في الفضائيات والإذاعات بسبب المحسوبية والمنسوبية وبسبب الاقصاءات والتهميش والتغييب لمن هم أحق بإشغال أماكنهم . نقول بعد ذلك ينبغي على الفضائيات والإذاعات ان تجد وسائل أخرى للتسلية. وأن يراعي المالكون لها والعاملون فيها مشاعرَ المتلقي مشاهدة واستماعا وان يحترموا الذائقة المجتمعية العامة خصوصا وأننا نعيش في مرحلة حرجة نحتاج إلى إثراء الثقافة العامة والارشاد والتثقيف وحين يعجزون عن تحقيق ما يجب تحقيقه فليفسحوا المجال لمن هو أحق وأقدر على إدارة الدفة