- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أقترب عيد الفطر..هل سينهض الشهداء لإطفالهم؟
بقلم:عزيز الحافظ
لازالت حمى معركة الموصل وطيسة ولازالت أتون النار شديدة اللظى والاعلام العراقي نفسه مع جل الاحترام في سبات جليدي قطبي شمالي وجنوبي...لاأبخس تواجدهم مع الموت أبدا... ولكن المنقول لنا من لهيب المعارك وشظاياها ولظاها ونغمة الرحيل اللحظي لشبابنا وشيبة حشدنا المقدس.... لايتناسب مع القفز على الموت والتراقص معه حد التلاصق بين المقلة والجفون...
نعيش حياتنا ونتحمل كل ألم كعراقيين ولكننا من المحال ان نصل لحافات الموت كنهر عراقي جاري.., يرقد كل إعزاء لنا لهم طموح واماني ومستقبل.... بين طينيته الجرفية وجنبيه وينغمسون كل لحظة في عناق تراجيدي للشهادة يجازيهم حتى الموت نفسه بشهقة ودموع..
اليوم كتبت علي الاقدار في وطني ان ارتمي بين احضان الحزن ألثم جدار صبري...وأنبش باحثا عن جثمان الامل الذبيح..في المقابر... فلا خضراوية وبهجية للازهار والورود مزروعة تؤنس وحدة الامل والتفاؤلية القاتمة
في وطن إسمه العراق....
بدأت الحياة تعود للموصل وبدأت العوائل تعود للحياة الطبيعية رويدا رويدا فهناك مليون قصة واكثر.. ستبقى حبيسة عقول متألميها ومتأمليها...
ولكن عيد الفطر قادم فهل سينهض شهدائنا في الموصل من مضاجعهم الأثيرة بالمعنى الجهادي.... ليشتروا ملابسا للعيد لإطفالهم؟ هل سيتذكرون المقاسات؟ وسحنات الاطفال..هل سياخذون اطفالهم معهم للاسواق ؟هل ستفرح الزوجة ويتذكرها مع الاطفال ببدلة وقورة تجعلها تحلّق في سماء الفرح المكبوت؟ وهل سينسى امه؟ مخزن دموع الاكوان!!!والتي لازالت ترتدي اللون الاسود منذ.... وفاة حمورابي الى الان...
ولكني نسيت!!! هل مسموح للموتى بالخروج من مقابرهم!!!ولو بإجازة زمنية!!!
هل مسموح لهم بالكلام والصراخ على اطفالهم!!هل مسموح لهم بذرف الدموع؟ هل مسموح لهم بحمل النقود؟ فالشهيد في العرف الديني يدفن بملابسه ولكن هل لازالت هناك بقايا نقود فيها؟
مليون هل.... ولكن الاقفاص لاتفتح انفسها تلقائيا..
انتظرتك شمعة ذوبني الصبر لمن كضيت...
فوك الصواني وخيط.....
بس الخيط...يحبيب صفيت!
أجه العيد وماأجيت...
وهم اجه وماجاب روحي..
عايش بلاروح من يوم المشيت!!
ودعونه وكالوا اسبوع ونرد لعيونكم!
وفاركونه!
وكالوا الدنيا غريبه بدونكم!
وعشنه بين الراح والجاي إنتظار...
يكضي وحشة الليل وشيكضي النهار...
أقترب عيد الفطر... سيلبس كل الاطفال في العراق ماتيسر في خزانات ملابسهم....
ولكن سيتوجهون أول يوم العيد للمقابر!!
سيزورون قبرالذي كان مقدم محياه يؤنس نواظرهم.. يجالسهم ويمسكهم ويتمسك بقلوبهم ويقبل وجناتهم ويلثم شرايينهم... واليوم هو صامت في قبره لايستطيع النهوض لمعانقتهم...ولايطوقون رقبته بإيديهم البريئة..
ولايستطيع ان يرد على من يقول له بابا متى تعود؟
بابا أين أنت؟؟؟؟ محظور عليه الإجابة!!!
وهاهم يذرفون الدموع اللحظية عليه ويشاهدون امهاتهم وجداتهم ترش القبر بالماء..
أهذا هو العيد الذي رسموه في مخيلتهم؟
هذا هو التدمير الكبير للذوات الاطففالية فهي اول النكسات النفسية في بداية النشوء... ولكن من يهتم؟
والوطن كله نكسات ونكبات ودموع وصخب وإنتحاب...
نترك الحزن نفسه يشهق بشهقة الإلم......
أبي هل رأيت الجناح الابيض الملائكي الذي يحيطك على البعد؟
أبي إنهما ذراعي!!
فألتفت الآن!!!
أقرأ ايضاً
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير
- العيد يوم الجوائز لا تجعلوه يوم الجنائز
- شيوع عرقوبية المواعيد الترشيحية