- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كنه معرفة الإمام الحسين عليه السلام سر إلهي الجزء الثاني
حجم النص
بقلم: حسن كاظم الفتال لتواترية النصوص شهادة إن أول من عرفنا على الإمام الحسين صلوات الله عليه هو جده المصطفى محمد صلى الله عليه وآله حين يقول: أيها الناس هذا الحسين بن علي ألا فاعرفوه، وفضلوه كما فضله الله عز وجل، فو الله لجده على الله أكرم من جد يوسف بن يعقوب، هذا الحسين جده في الجنة، وجدته في الجنة، وأمه في الجنة، وأبوه في الجنة،وأخوه في الجنة، وعمه في الجنة، وعمته في الجنة، وخاله في الجنة،وخالته في الجنة، ومحبوهم في الجنة، ومحبو محبيهم في الجنة. وفي مورد آخر للتعريف يدلنا عليه الإمام الحسين نفسه عن جده صلى الله عليه وآله فيقول صلوات الله عليه: أتيت يوما جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فرأيت أُبيَ بن كعب جالسا عنده، فقال جدي: مرحبا بك يا زين السماوات والأرض!فقال أُبي: يا رسول الله! وهل أحد سواك زين السماوات والأرض ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله يا أُبي بن كعب والذي بعثني بالحق نبيا، إن الحسين بن علي في السماوات، أعظم مما هو في الأرض واسمه مكتوب عن يمين العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة. هنا يطرح تساؤل: هل هنالك عظمة أجل وأكبر وأسمى من هذه العظمة بعد خط اسمه على يمين العرش ؟ إن ما تقدم من توصيف من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله للإمام الحسين صلوات الله عليه كفيل بأن يبرز عظمة منزلة ومكانة الإمام الحسين صلوات الله وهو من أبسط المبسطات وأوضح المصاديق أو الدلائل التي تحقق لنا المعرفة عند الله وأحقيته بالمعرفة مما يدعونا أن نولي معرفته إهتماما بالغا. هكذا أعطى الله الإمام الحسين كرامته إن سر خلود الإمام الحسين صلوات الله عليه يكمن في سر نهضته العظيمة المباركة لأنها كانت امتدادا لرسالة جده المصطفى صلى الله عليه وآله بل امتداد لكل رسالات الأنبياء.فإن الله سبحانه وتعالى آل على نفسه أن يخلد رسالاته وأصحاب رسالاته من أولئك الذين وصفهم بقوله تعالى: ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيباً) ـ الأحزاب / 39 الإنسان الذي خلقه الله وكرمه على خلقه لم يتركه الله سدى (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) ـ القيامة / 36. فأرسل الله سبحانه وتعالى له الأنبياء مبلغين ومرشدين يهدون للهدى والحق والرشاد وشرع دستورا إلهيا عظيما يحقق للإنسان الحياة الكريمة. (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) ـ النحل / 36 مجمل ذلك تم عن طريق بعث الأنبياء والرسل ورسالاتهم (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ـ الإسراء/15 لذلك فقد حققت رسالات الأنبياء الخلود لأنها هدفت لإسعاد الإنسان ومنحه فكرا نيرا يستطيع أن يواصل حياته بكرامة تامة. وبما أن الإنسان بطبيعته وفطرته تواق أو ميال كل الميل للحرية فإن رسالات الأنبياء وجدت لتوفر للبشرية حياة الرغد والكرامة ولتحرر الإنسان من كل عبودية. وتتحدى الظلم والقهر وتمنع الجور والبطش الذي يحاول البعض أن يمارسه مع الإنسان مستغلا ضعفه إن وجد. أو مستغلا حاجته لمستلزمات حياته ولعل في مقدمتها حاجته للرغيف. لذا نلاحظ أن كثيرا من الطغاة يستخدم الرغيف سلاحا للقهر والإضطهاد. ومن أعظم الرسالات التي استحقت الخلود تلك التي جاء بها خاتم الرسل والأنبياء منقذ البشرية من الظلم النبي محمد صلى الله عليه وآله. وكانت للنبي صلى الله عليه وآله وسائلُه التي اعتمدها في تحقيق أهدافه .
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- التسرب من التعليم