لم يقتصر المنبر الحسيني على الخطباء والرواديد، بل تعداه إلى المنشدات من النساء في إقامة المجالس التي تكثر في شهر محرم الحرام لاستذكار مصيبة الحسين (عليه السلام) والتعلم من السيدة زينب (عليها السلام) كل معالم الصبر والإخوة والتضحية والصمود بوجه الطغيان لأنها مدرسة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني أخلاقية وتربوية.
ولا يكفي ذلك بإقامة المجالس الحسينية واللطم على الصدور والمشي إلى ضريح الإمام (عليه السلام)، بل يجب أن نسير على نهج الحسين وأخته زينب (عليهما السلام) ونكون حسينين و زينبيات بكل تصرفاتنا وأفعالنا.
ومع الأسف الشديد يكون دور المنشدة الحسينية (الملاية) مقتصرا على البكاء واللطم الذي أصبح تقليدا شائعا تاركة الدور (التوعوي) الذي يجب أن تقوم به من اجل رفع درجة الوعي بالمفاهيم الإسلامية التي لا يلتفت إلى تطبيقها الكثير من المسلمين وهي ذاتها المفاهيم التي قتل من اجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
ولكل هذه الأمور والعادات وغيرها ارتأت أسرة موقع نون الخبري أن تسلط الضوء على هذه الظاهرة وكان لها عدة لقاءات منها: المنشدة خيرية 37سنة تحمل شهادة الإعدادية تعلمت الإنشاد من ولادتها التي كانت (ملة المنطقة) قالت: إن مقيمة المجلس أو ربة البيت وحتى الحاضرات في المجلس لا يحبذن طريقة المحاضرة وبعدها الإنشاد، بل يفضلن الإنشاد من بداية المجلس إلى نهايته.
وأضافت غالبا ما يكون هناك محاضرة ثم الإنشاد بعدها بسبب التقليد المتبع وافتقار المنشدات إلى الثقافة الإسلامية الواسعة التي يجب أن تتمتع بها المنشدة.
وهناك منشدة فضلت عدم ذكر اسمها لأنها مشهورة جدا وتحجز مقيمة المجلس قبل شهر عندها كي تقرءا لها في بيتها قالت: وقتي في أيام محرم ضيق جدا ومزدحم بالمجالس حتى إني اضطر إلى إقامة مجالس من الصباح إلى المساء، وأنا اشعر بالإرهاق لكثرة الطلب على إقامة العزاء الحسيني لاني قد أبالغ إذا قلت انه في كل بيت في كربلاء هناك مجلس حسيني.
وأضافت لا يمكن الاستهانة بالدمعة التي تذرف على قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ولكن من الضروري أن تكون المنشدة واعية ومثقفة ولديها إحساس بالمسؤولية لكي تختار القصيدة الجيدة ذات المضمون الهادف وتحاول الابتكار والتجديد وتوصيل الرسالة التي أراد الإمام (عليه السلام) توصيلها للأجيال.
وعند سؤال الأخت أم زينب ربة البيت كيف تختارين ملة لعزائك؟ قالت: حسب شهرة الملة وسعرها وسهولة الحصول عليها في شهر محرم الحرام لان اغلبهن يكونن محجوزات.
وأضافت صاحبة الصوت الجميل في تقاليد المجتمع أفضل من المثقفة التي تعطي أفكاراً ولا تملك صوتاً جميلاً، لأنني ألاحظ إن صاحبة الصوت الجميل يأتي إلى مجلسها الكثير من النساء.
وتابعت الأخت أم رقية، إنها تفضل مجالس عزاء الرجال على النساء وخاصة التي تقام في الصحن الحسيني لان فيها توجيه وتوعية قبل الإنشاد وهذا ما نحتاج له كي نوعي أنفسنا وأطفالنا ونسير على خطى زينب (عليها السلام).
وفي الختام يتضح لنا بأنه يجب أن تكون لدينا مدارس أو دورات تثقيفية للمنشدات الحسينيات لكي يكون لدى المنشدة منهج صحيح تسير على ضوءه من أجل توصيل مبادئ الثورة الحسينية إلى المجتمع بصورة صحيحة وعلى أكمل وجه.
تحقيق/ تيسير عبد عذاب
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي