- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيد ترامب وحسّ الفكاهة المنحرف تجاه إيران والمليشيات الشيعية
حجم النص
د. محمد طه الحسيني ربَّما يحتاج المرء أحيانا إلى الفكاهة كطريق يستعملها لتمرير ما يدور في خلده مِنْ أفكار تجاه بعض الأشخاص تكون في الغالب معادية لهم، وهذا بالضبط ما يستعمله السيد ترامب مع إيران، فالسيد ترامب يطالعنا يوميا بنفسه أو بمعاونيه بفكاهات حول إيران عديدة، مثل أنَّها دولة إرهابية أو أنَّها دولة تدعم المليشيات الإرهابية أو أنَّها دولة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط وإلى آخر مِنْ هذه الفكاهات السمجة التي تحرف الحقائق عَنْ مواضعها، وقد يستغرب بعض السامعين لخطاباته وخطابات المحسوبين على إدارته هذه اللغة عالية "الدبلوماسية" منه ومنهم، وقد يقول كيف تغيّر الحال مِنْ عداءه لدولة مثل السعودية (وقطر والامارات، وباختصار لدول الخليج) الراعية للإرهاب إلى عداء دولة مثل إيران في المنطقة، بل ويلجأ إلى صداقة السعودية وامثالها؟ في الحقيقة علينا استعادة أمرين كان يصرّح بأحدهما على الأقلّ الرئيس ترامب أثناء حملته الانتخابية، وهوما يتعلّق بنظرته إلى السعودية مِنْ أنَّها دولة ترعى الإرهاب أولا ولذا هددها غير مرّة، وإنَّها دولة استمرارها في الوجود مُتَوقّف على الحماية الأمريكيّة، ولذا كان يدعوها إلى الكف عَنْ دعم الإرهاب كما ويدعو إلى الاكتفاء مِنْ حمايتها مجانا، وهذا الأخير ربَّما يكون أحد الأسباب الرئيسة في تغيير موقفه، وليتضح ذلك دعنا أخي القارئ نشبّه الأمر بما أبلغني به أحد السادة النواب قبل سنوات عدّة لتشبيهه بما يقوم به السيد ترامب، فقد أخبرني السيد النائب إنَّه إذا أراد أنْ يحصل على شيء ذو قيمة مالية كبيرة أو مبلغا كبيرا مِنْ المال مجانا مِنْ أحد الوزراء الكرام فما عليه إلّا الادلاء ببعض التصريحات النارية ضدّه، وهذا يجعل السيد الوزير يُسارع إلى إرضاء السيد النائب وإهدائه ما أراد، وعنْدَ تطبيقه على السيد ترامب إبّان حملته الانتخابية نجد أنَّه كان يحمل على السعودية حملات عدائية شديدة اللهجة، وبعد زيارة السيد ولي ولي (ههههه) العهد السعودي للولايات المُتّحدة الأمريكيّة ولقائه الخاصّ جدا بالسيد ترامب تغيّرتْ لهجةُ الأخير جدا وتَحوَّلتْ لديه السعودية الوهابية الإرهابية القائمة على الحماية الأمريكيّة، إلى دولة مسالمة مظلومة جاءها المذهب الوهابي الإرهابي مِنْ إيران الشيعية (ههههه) وهذه الأخيرة هي دولة الإرهاب والراعية له، وهي التي أنشأتْ المذهب الوهابي قبل أكثر مِنْ قرنين مِنْ الزمن، وهي التي أسّستْ القاعدة ورَعَتْ ضربها لبرجي التجارة، وهي التي لم تزل ترسل أبنائها الشيعة عفوا أعني الداعشية إلى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وأروبا لضربها وقتل أبنائها وزعزعة أمّنها (ههههه)، وهذه المغالطات وتلك الفكاهة المنحرفة تدعونا للتساؤل عمّا حصل في ذلك اللقاء وما الذي حصل عليه السيد ترامب فَغيَّرَ رأيه ـ كما يُقال ـ بمقدار (180) درجة؟! فيا أيها السيد ترامب هل تحتاج إلى مزيد مِنْ المال وانت الملياردير لتُعفّر وجهك الذي تعلوه علامات السماحة (ههههه) بمال السعوديين القذر وأنت في سنّ السبعين؟ أم تحتاجه إلى ذريتك الفقيرة المُتعبة، مِنْ بعدك وهم ورثة ملياراتك ولهم أعمالهم التجارية الواسعة؟! أمّا ثاني الأسباب الرئيسة فقد يعود إلى أنسباء السيد ترامب وهم اليهود الإسرائيليون الصهاينة، فَمِنْ يرتمي في أحضانهم يأمن غائلة السيد ترامب كالسعودية ودول الخليج الأخرى الراعية للإرهاب، أمّا مَنْ يعاديهم كإيران فيوصم بالإرهاب، فيا أيها الإخوة في إيران ما شأنكم وحماس وفلسطين لتقفوا معهم ضدّ إسرائيل، والمحزن أكثر أنَّ الدولة العربية إلّا ما استثنائها الواقع تنام يوميا في أحضان إسرائيل وتؤيدها حماس التي تعتبركم كفرة ومشركين، ويصفق لها الشعب الفلسطيني الذي يعتبركم مع كل ما تُقدّموه له مِنْ دعم ومساعدات وأموال يعتبركم روافض حكمكم الذبح، أمّا السعودية وأمثالها لا ممَّنْ باع قضيتهم فهم أولياء أمورهم. يقوم أحد الوهابية الدواعش بمهاجمة الشرطة الفرنسية في شارع الشانزليزية فيقتل ويجرح، وفي الوقت ذاته تتنحى الرئيسة الدورية لمجلس الأمن لتخطب باعتبارها ممثّلة دولتها الولايات المُتّحدة الأمريكيّة في مجلس الأمن فتصرخ إيرااااان دولة إرهابية والمليشيااات الشيعية مجموعات إرهابية (هههههه) أيها السيدة انظري إلى فرنسا هل أنَّ الذي ضربها اليوم إيراني شيعي أم وهابي على المذهب السعودي؟!. ولنعود إلى السيد ترامب ونجامله فنضحك على فكاهته ونجيبه بمزيد مِنْ أسباب الضحك، وقد نسأله بعض الأسئلة لنضحك معه على اجوبته الفكاهية، يقول السيد ترامب أنَّ إيران هي راعية الإرهاب (ههههه) السيد ترامب أليّستْ إيران شيعية والشيعة مِنْ أكثر شعوب الأرض سلما، أليّسوا هم مِنْ يُذبحون في مختلف بقاع الأرض بدم بارد مِنْ دون أنْ يُدافع عنهم أحد؟ يُجيب نعم والمذبوح هنا هو إرهابي أمّا الذابح الوهابي الداعشي فمسالم سعودي (ههههه) سيد ترامب السعودية دولة وهابية والوهابية تساوق (أي تساوي في المفهوم والمصداق) القاعدة وداعش، فيقول نعم لو لا إيران لما كان هناك داعش فإيران هي المسؤولة عَنْ داعش فهي دولة إرهابية (ههههه) فكاهة عظيمة يا سيد ترامب! سيد ترامب أَليّسَ الوهابيون السعوديون هم مِنْ ضربوكم في (11) أيلول وهدّموا برجي التجارة وقتلوا ما لا يَقلّ عَنْ (3000) أمريكي؟ فيجيب إيران هي دولة الإرهاب (ههههه) سيد ترامب جوابك خارج الهدف (ههههه). سيد ترامب أليّستْ إيران الدولة الوحيدة التي تحارب الإرهاب بكل جدّية وتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس مِنْ دماء أبنائها وأموال شعبها؟ السيد ترامب صحيح ولكنها مع ذلك دولة إرهابية (ههههه). سيد ترامب لماذا انسكب فنجان القهوة على قميصك؟ يُجيب لأنَّ إيران دولة إرهابية (ههههه). سيد ترامب ما رأيك بمحو الأمية في زمبابوي؟ يُجيب أنَّها عملية فاشلة لأنَّ إيران دولة إرهابية (ههههه). سيد ترامب ما سبب خسارة فريق برشلونة أمام اليوفنتوس الإيطالي قبل يومين؟ يُجيب لأنَّ إيران دولة إرهابية (ههههه). سيد ترامب لماذا برأيك يقتل التمساح حيوان الرنّة ويأكله؟ يُجيب التمساح إرهابي لأنَّه إيراني وينتمي للمليشيا الشيعية أمّا حيوان الرنّة فهو مسالم لأنَّه وهابي داعشي سعودي مظلوم (ههههه). أخي القارئ لا تنسى أنْ تجامل السيد الرئيس ترامب في كل فكاهته التي يُدلي بها وإنْ كانتْ سمجة ومنحرفة لئلا يتّهمك بأنَّك إيراني أو مليشياوي شيعي، وإذا أحببتَ أنْ تستبعد كل شكوكه عنك فادّعي أنَّك وهابي سعودي داعشي ذبّاح مجرم، فهذه جميعا أوصاف الشرق أوسطي المظلوم.