حجم النص
بقلم:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي يعتبر الإرهاب أحد أخطر مشكلات القرن الحالي ويشترك في هذه الخطورة مع الحروب والمجاعات والفقر وغيرها من المشكلات على المستوى العالمي. فالأعمال الإرهابية في أي مجتمع من المجتمعات هى تلك التي تحاول أن تغير بالقوة والعنف وضعاً قائماً ليحل مكانه وضع آخر. وهي جميع الأعمال العدوانية التي تحدث الخوف في القلوب، والرهبة في النفوس، والاضطراب في الأمن. ومن الملاحظ أن الارهاب بدأ يتوسٍع في مفهومه وأصبحت له أبعاد سياسية كبيرة وخطيرة، منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية، وظل الموقف على هذه الصورة حتى ظهر تنظيم «داعش» الذي كان يسمى باسم تنظيم دولة العراق والشام، غير أن الذي أثار اهتمام العالم العربي هو تكوين هذا التنظيم وقدرته على التحرك والعمل بسرعة كبيرة، وقد بدأ التنظيم يثير اهتمام العالمين الغربي والعربي، وذلك ما جعل الدول الغربية تحشد جيوشها من أجل مواجهة هذا التنظيم الذي لا يعرف أحد كنهه الحقيقي. وللارهاب اثار كثيرة تعود بالويل والخراب على المجتمعات فيعمل على حصد الأرواح، هلاك الأنفس، تدمير الممتلكات، نشر الخوف والرعب، زرع الضغينة البغضاء، إضعاف الأمة، وتبديد مكاسبها. في العصر الحديث؛ تنوع الإرهاب في أشكاله وصوره، فتكونت عصابات وحركات منظمة ومسلحة ذات أهداف ومعتقدات ومناهج وأفكار تعلنها للمجتمع الدولي، وترتكب أفظع الجرائم وأشدها، وبالطريقـة التي تراها في سبيل تحقـيق أهدافها، أو نشر أفكارها في العالم، وتفاوتت وجهات النظر نحوها بين التأييد لها أو رفضها، وبيـن شجـبها أو السكوت عنها، بل إن بعضها كـان للاستهلاك السياسي والإعلامي بـين الدول، بحيث أصبحت شعارات جوفاء بلا مضمون ودون تأثير عملي مؤثر على أرض الواقع، مما كـان سبباً في ظهور أفكار ومذاهب تدعو إلى الإرهاب المضاد، فنما الفكر المتطرف المنحرف، وعشش في عقول من لم يكن لهم حظ وافر من العلم الشرعي والمعرفة، أو في عقول من استطاع المنحرفون اقتناصهم والتغرير بهم وغسل أدمغتهم، حتى غدوا أداة في يد أولئك الإرهابيين المنحرفـين يوجهونهم كيفما شاءوا، وإلى حيثما شاءوا. والفكر مهما كان توجهه لا يواجه الا بفكر، وهنا أهمية الجهود الفكرية للقضاء على هذا المرض الخبيث. لذلك يجب ويتحتم تحويل العاطفة الجياشة ضد الإرهاب والفكر الضال لعمل منظم ومؤسساتي مدروس يحتاج لإستراتيجية واضحة طويلة الاجل. ولخطورة الارهاب وآثاره الفتاكة على المجتمعات وضعت هيئة الامم المتحدة استراتيجية عالمية لمكافحته. وتشكل هذه الاستراتيجية أداة فريدة لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وفق الدعائم الأربع التالية: 1. معالجة الأوضاع التي تساعد على انتشار الإرهاب. 2. منع الإرهاب ومكافحته. 3. بناء قدرات الدول الأعضاء على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد. 4. ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون باعتبارهما الركن الأساسي لمكافحة الإرهاب. وفي وقت اعتماد هذه الاستراتيجية، أقرت الجمعية العامة أيضا إنشاء فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب، التي شكلها الأمين العام في عام 2005. وتتألف فرقة العمل من 38 كيانا من كيانات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وهي تعمل على تعزيز التنسيق والاتساق داخل منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وتقدم المساعدة إلى الدول الأعضاء. لذا لا بد من ان تتضافر الجهات الحكومية والخاصة والتطوعية والخيرية في جهد منسق ومدروس دراسة علمية تتبعية لمحاربة ونبذ الارهاب.
أقرأ ايضاً
- في العصر الحميري !!
- حوادث السير في العراق.. إحصائيات مخيفة تفوق ضحايا الإرهاب
- الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ /32