- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القمة الغارقة في البحر الميّتْ/ تختزل أوجاع الأمة
حجم النص
بقلم:عبدالجبارنوري لا أدري لماذا أختار الملك الهجين البحر الميت لعقد القمة رقم 28 ربما دعاية أستعراضية لصيد مستثمر كامل الدسم من الخلايجة لجعله منتجعا سياحيا يضاهي هونالولو وجزر الكناري وشلالات نياكارا، وللحقيقة أن القمم العربية ماتت سريريا منذ عقود من الزمن، واليوم في قمة البحر الميت أعلنوا وفاتها حين سقط حمد وحمود والخليفي وسليمان في أمتحان حقوق حقوق الأنسان، وهذه نتائج تلك الأمتحاتات وقد حصلت عليها من دفاتر التأريخ الأنساني العتيقة: صفر/ في تعريف الأرهاب حين يسمون القوى الظلامية المتطرفة طائفيا وأثنيا ومناطقيا بالقوى المهمشة والمقصية، صفر / في العلاقات العربية العربية في تعاملهم مع العراق، و100% في تمييع القضية الفلسطينية وتقوية العلاقات الدبلوماسية التطبيعية مع أسرائيل، و100% في الحج والعمرة لواشنطن لقيادي أعداء المشروع الديمقراطي في العراق، وألا ماذا يعمل " جمال الضاري " سفير النوايا العميلة الدائم لدى أمريكا ؟. ولأن القمم جميعها منذ 2002 لا تعدو كونها مجرد أجتماع خطابي غير قابل للترجمة الفعلية على واقع الجغرافية والتأريخ، وأن هذه القمة وغيرها تجلس بشعار موحد وبقلوب شتى وطرح مشاريع حكوماتية هرمية بعيدة من طموحات ومطالب شعوبها والفهم الخاطيء للآرهاب بأن خطره محدود والواقع يوضح شموليته في الأبادة والتخريب، منذ قمة بيروت 2002 ساد على السطح في جميع القمم اللاحقة الطغيان السعودي، وأفكارها الملوّثة بالوهابية والتيمية المكفرة لشعوب الأرض، وأتباعها سياسة التنازل والأنبطاح أمام الكيان الأسرائيلي الغاصب ومغازلته والهرولة للتمثيل الدبلوماسي بكسب الأعضاء أو ربما أسكات الآخرين بأغراءات السيولة النقدية من ثروات النفط الهائلة أو أستعمال العصا الغليضة في تصدير بهائم التخريب والأرهاب، فمنذ ذلك الحين والقمة أتخذت مسارات خطيرة بالضد من موجبات تأسيسها، فساهمت بشكلٍ مباشر في: 1-أحتلال العراق عام 2003، والتغاضي عن الأحتلال التركي لأراضي العراق في بعشيقة ولأكثر من سنة،حين أكتفت بأدانة خجولة في البيان الختامي.2- تدمير دول الشرق أوسطية بأسم الربيع العربي بنفس القادة المجتمعين اليوم من السعودية وقطر والأمارات. 2- والآيديولوجية السائدة على المجتمعين النغمة الطائفية أو الدينية. 3- الوضع اليائس للأمة العربية وبلدانها وشعوبها حيث الفقر والمرض والجهل والأمية والبطالة. 4- الهشاشة في البناء السياسي وأفتقارها للبناء المؤسساتي وبنظم دكتاتورية مقيتة فيها سياسة كم الإفواه وألغاء الحريات وشمولية الحزب الحاكم والأستياء من الديمقراطية ومصادرتها بحجج واهية. 5- أشعال حرائق القضايا الساخنة في تمويل الأرهاب وأرسال المفخخات والأحزمة الناسفة وشرعنتها بفتاوى التكفير.6- الخطاب الكاذب للسعودي والقطري والخليجي ببراءتهم من دعم الأرهاب والواقع يقول شيئا آخر في دعم الأرهاب في سوريا والعراق لوجستيا وعسكريا حتى أن للمجتمعين في القمة الميتة اليوم جيوش تقاتل مدعومة بالمال النفطي والأسلحة مثل جيش محمد وجيش الجهاد وجيش الأسلام وجنود من المرتزقة السوريين والعراقيين، وأرسال السعودية وحدها 12 ألف أرهابي أنتحاري إلى البلدين المذكورين. 7- موت الضمير لقادة البحر الميت عن الكلام ولو بحرف واحد بالتنديد بحرب الأبادة من السعودية وحليفاتها الثمانين في جينوسايد سحق الشعب اليمني بشكل هستيري لا تبقي ولا تذر أسواق مشافي، دورعبادة، منازل سكنية، وبقنابل محرمة دوليا لم تستعمل حتى على أسرائيل.8- وأن القادة لم ينظروا إلى واقع حقيقة العراق السياسية، وأن الشرخ بين بعض الفرقاء لا يمكن علاجهُ بهذه العقلية البورجوازية التوفيقية في البيان الختامي الخجول بنظرة مؤدلجة أثنياً وطائفياً والغارقة بالعمالة لحد الأذنين بالعمالة للأجنبي. وأخيرا / أن قادة قمة البحر الميت تنتظر وبترقب عدو مبغض وشامت المشروع الأمريكي في العراق – بعد تحرير الموصل - المبيت بتجديد أحتلاله بدلائل أرسال المئات من جنود المارينز ثم يكبر الرقم إلى آلاف الجنود الأمريكان، وأشغال القواعد العراقية العسكرية وأخرى جديدة، وأن وزير الدفاع الأمريكي صرح خلال زيارة العبادي الأخيرة: { أن أمريكا باقية في العراق، ولن يتكرر الخطأ في الأنسحاب كما حصل في 2011 وهذ هو منطق ترامب سمسار العقارات المتهور، وهل يعي قادة القمة االشجعان!!! ما سيؤول بدولة العراق العربية مؤسسة الجامعة العربية ؟، وهيهات أن تسمع من في أذنيه صممُ، فأي حرمانات كوميدية صرنا نكابدها، وتستوقفني قصيدة " نزار قباني " في (الحاكم والعصفور) ربما تطفيء بعض من لظى لهيبنا المستعر وبعض من همومنا وأنكساراتنا على جغرافية كانت يوما تسمى الوطن: أتجولُ في الوطن العربي، وليس معي ألا دفتر، وأنا لا أحمل في جيبي ألا عصفور، لكن الضابط يوقفني، ويريد جوازاً للعصفور ربما أطلتُ عليكم من هذا التهريج الذي لا يغني ولا يسمن لأن مأساتنا الأعراب وليس العرب تبدو وكأنها تفتقد مسك الختام بل محرمٌ عليها -------