- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المهم والجديد في نصائح السيد السيستاني للخطباء
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لا احد يزايد او يكابر ان الواجهة الحقيقية والاشعاع المنير لواقعة الطف هو المنبر والمنبر قيل عنه الحسيني لما يحمله من دور ومسؤولية عظيمتين من اجل نشر الثقافة الحسينية، ومثلما اتباع اهل البيت عليهم السلام يستعدون لموسم محرم فان النواصب ايضا يستعدون للهفوات العفوية حتى يركزوا انتقاداتهم عليها. نعم اخطر دور يقوم به هو الخطيب الحسيني، ولان دوره خطير فقد وجهت المرجعية العليا في النجف من خلال مؤسسة الامام علي عليه السلام بعض النصائح للخطباء، وهذه النصائح كلها قيمة ورائعة ومن صميم واقعنا، ولكن وللحق اقول هنالك نصيحتين توقفت عندهما بتامل لما لهما من عمق علمي وعقائدي التفت اليها السيد السيستاني دام ظله الوارف، الاولى بالنص " ان تراث اهل البيت (عليهم السلام) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (عليهم السلام) (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية". هذه النصيحة لها ابعادها على المدى القريب والبعيد ولها ايجابياتها في الدفاع والهجوم، ولها معطياتها في الرد الاغاليط وطرح المفاهيم الصحيحة، نعم هنالك الكثيرين من طوائف ومذاهب العالم لا يعلمون ماهية ثقافة اهل البيت عليهم السلام، هنالك روايات من صلب واقعنا الذي نعيش فه، فمسالة اختيار محاسن مذهبنا لطرحها للراي العام الذي يترقب المنبر في شهر محرم من كل عام هي فرصة ليعلموا ثقافة اهل البيت عليهم السلام، لهذا المهم اختيار الروايات التي تحمل القاسم المشترك بين ثقافات البشر دون النظر الى الدين والمذهب فهنالك مفاهيم تخص الانسان حث عليها اهل البيت عليهم السلام والنصيحة الرائعة الثانية هي "المأمول من رواد المنبر الحسيني استشارة ذوي الاختصاص من اهل الخبرة الاجتماعية وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع في تحديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة ليكون عرض المشكلة مشفوعة بالحل عرضا تغييريا تطويريا ينقل المنبر من حالة الجمود الى حالة التفاعل والريادة والقيادة في اصلاح المجتمعات وتهذيبها". وللتاريخ اقولها اول مرة اقرا هكذا نصيحة رائعة ترتقي من خطيب المنبر الى افضل الدرجات عندما يستعين بذوي الاختصاص الاكاديميين في حل المشاكل الاجتماعية والنفسية فتكون محاضرته على درجة عالية من عصرية الخطاب المتين في تهذيب وتثقيف مستمعيه، حقيقة اعتدنا على سماع قصص شعبية وفي بعض الاحيان احلام خرافية لردع المخالف في اي مشكلة اجتماعية، والتي تاخذ اثرها لدى نفوس البعض ممن لم يطلعوا على تطور التفكير الاكاديمي ضمن الحدود الشرعية. نعم كثير من الخطباء قراوا النصائح لكن نامل ان يكون الالتزام بها وليس القراءة فقط. انا بدوري اود الاشارة الى امر مهم الا وهو عدم الانجراف وراء العاطفة في نقد المخالف او مدح الموالف فيخرج الخطيب عن حدوده فيتصيد النواصب المقاطع المبتورة للتهجم على المذهب، لهذا عليه ان يحسن العبارة وان يختار افضل الكلمات التي اذا بترت العبارة تظهر انها مبتورة ولا تسمح للاعداء في التاويل فمثل هكذا مواقف تعرض لها كثير من خطباء المنبر.