- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من هو (أبو محمد فرقان) حقيقته، مقتله، خلافته؟؟
حجم النص
(مقال تحليلي) بقلم:العميد ضياء الوكيل أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في (16 أيلول 2016) عن مقتل المدعو(أبو محمد فرقان) الذي وصفته (بوزير اعلام داعش) في ضربة جوية بواسطة طائرة بدون طيار في مدينة الرقّة السورية، ونظرا لأهمية هذا الخبر الذي يأتي في سياق مقتل عدد من القادة المهمين ضمن المستوى الأول في تركيبة التنظيم الإرهابي المتطرف... نقدم تحليلا أوليا سنحاول خلاله الإحاطة بهذا الحدث المهم وتداعياته المحتملة وكالآتي: من هو أبو محمد الفرقان..؟؟ شخصية قيادية في تنظيم داعش يكتنفها الكثير من الغموض والمعلومات المتوفرة بشأنه قليلة جدا وبغض النظر عن التسميات المفترضة (وائل عادل سلمان الفياض أو دكتور وائل وغيرها) فأن (المدعو أبو محمد فرقان) ليس له حضور إعلامي أو ميداني حتى أن التنظيم لم ينشر له صورة أو نشاط مرئي أو حديث صوتي على مواقعه الإلكترونية مما يجعل من (شخصيته الغامضة) أشبه بأُحجية لها أكثر من احتمال على الصعيد الأمني والواقعي وتدخل في لعبة الصراع الاستخباري المحتدم بين داعش والمخابرات الغربية.. هل (أبو محمّد فرقان) هو وزير اعلام داعش أم لا...؟؟؟ بعد مقتل (أبو محمد العدناني) مسؤول الإعلام والدعاية لداعش في (30 آب 2016) بغارة أمريكية بمنطقة الباب في حلب واعترف داعش بمقتله الا أنّه لم يعلن عبر وسائله المعروفة عن تعيين بديل للعدناني وهذا الموقف يطرح سؤالا مهما.. أذن كيف أطلقت الاستخبارات الأمريكية على (أبو محمد الفرقان) صفة وزير إعلام داعش...؟؟؟ وسنقدم هنا إجابة تحليلية لهذا السؤال: اعتمدت الاستخبارات الأمريكية هذا التوصيف استنادا للمعلومات التي نقلتها المصادر المكلفة بمراقبة (فرقان) على الأرض مع احتمالات الرصد الإلكتروني للاتصالات المختلفة رغم استخدام داعش لتقنية تشفير البرامج.. وبناءا عليه تم استهدافه وقتله، والمؤكد هنا أن شخصا قياديا مهما من داعش قتل في الغارة المذكورة ولكن لا يتسنى أمنيا ومعلوماتيا حتى الآن معرفة إن كان القتيل هو (فرقان) أو غيره لأن داعش لم يعلن عن مقتله وهذا مهم لأنه الطرف الآخر في معادلة الخبر والحدث ولا توجد دلالات أخرى تشير لمقتله مثل (صور الجثة) وهذه حتى وإن وجدت فلا يمكن التأكد منها لأنه لا تتوفر في الأساس صور قديمة أو حديثة للمدعو (أبو محمد فرقان) لغرض المطابقة وهذا يزيد من تعقيد المشهد الذي أضيف اليه تشويش آخر وهو إدعاء (أبو محمد المقدسي عبر تغريدة على موقعه في تويتر... مقتل أبو محمد فرقان) نضيف إلى ذلك أن قادة داعش المهمين لا يتنقلون بمفردهم على دراجات نارية وهذا ما ذكره البنتاغون في بيانه، ونحن أمام لُغزٍ يثير الكثير من التكهنات وبما يشكل تحديا للأجهزة الأستخباراتية الدولية والأقليمية الباحثة عن حقيقة الهيكلية القيادية لداعش ومن هم القياديون المؤثرون في القرار الداعشي العسكري والأيديولوجي... من هو الخليفة المحتمل للعدناني والفرقان..؟؟ هناك اثنان يتنافسان على خلافة العدناني وفرقان في قيادة المحور الإعلامي والدعائي الذي يعوّل عليه داعش كثيرا وهما: 1. تركي البنعلي المكنى (أبو سفيان) ويبلغ من العمر 31 عاما وانضم لداعش عام 2013 وكان يشغل ما يسمى (شرعي الخلافة) حتى أيار 2016 حيث أطيح به على خلفية فتوى (تبرأ منها لاحقا) وفيها دعا إلى تحريم قتال (النصرة) لأنها على حد وصفه على (منهج الأخوّة)..!! وهو صاحب الفتوى المثيرة للإدانة وفيها شرعن اغتصاب الأيزيديات، والبنعلي هذا كثير الظهور عبر تسجيلات في (اليوتيوب ومجلة دابق ومواقع الكترونية متعددة) وله خطاب تحريضي متطرف ويوصف حاليا بأنّه الأب الروحي للتنظيم وهو وصف غالبا ما يطلق على (عاصم طاهر البرقاوي المكنى أبو محمد المقدسي).. 2. علي بن موسى الشوّاخ الملقب (أبو لقمان) وهذا أعلن عن مقتله عدة مرات وتبين أن لا يزال حيا وله ظهور قليل عبر وسائل إعلام داعش.. من وجهة النظر المنطقية فمن المرجح أن يسند تنظيم داعش مهمة (الدعاية والإعلام) إلى تركي البنعلي لأنه يحتاج الى شخصيات شديدة التطرف ولها تواصل وحضور إعلامي مع أنصاره ومؤيديه والمتأثرين بنهجه المضلل.. لذا أعتقد واستنتج أن داعش سيتعمد تجاهل هذا الحدث ولن يقدم معلومات تؤكد أو تنفي مقتل (أبو محمد فرقان) خاصة بعد مقتل العديد من القادة المهمين مثل (أبو علي الأنباري، وأبو عمر الشيشاني، وأبو محمد العدناني) والتي كشفت كم هو هش وضعيف ومخترق الجدار المتهاوي لأمن داعش الذي لا يستطيع حماية قادته المهمين إضافة لانكساره الميداني مما يدل على بداية أفول وانحسار وسقوط هذا الكيان المزعوم وفكرته القاتلة وهذه حتمية وشيكة.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط