حجم النص
تقرير / قسمه كريم الفضلي تعد مشكلة التوحد من اعقد المشاكل التي تواجه الاسرة و لها تاثيرات نفسية واجتماعية تثقل كاهل المريض وأسرته وتعرضهم لضغوط اجتماعية تحرمهم من متابعة العيش في ظل ظروف طبيعية ومستقرة لمعاناتهم الكبيرة في التعامل معهم و توفير احتياجاتهم. وما استحداث دائرة صحة ذي قار الى وحدة ذي قار للتوحد واضطرابات النطق والتخاطب إلا خطوة للتخفيف من معاناة الاطفال التوحديون وذويهم، حيث يعد هذا المركز الاول من نوعه في المنطقة الجنوبية و يعتمد في تقديم خدماته على عدد من الملاكات الطبية والتمريضية والأخصائيين النفسييين المختصين بمعالجة الطفل التوحدي ممن يعملون كفريق واحد مع عائلاتهم من خلال برنامج خاص يلائم قدرات كل طفل ليخلق منه فردا فاعلا في مجتمعه و للمساعدة في كسر حاجز العزلة الذي بناه حول نفسه... ويذكر المشرف على العمل في الوحدة الاخصائي في السلوك التطبيقية الدكتور نعمه جلود التميمي ان هناك (525) طفلا مستفيدا من خدمات الرعاية التخصصية تلك يعالجون وفق اساليب علاجية سلوكية حديثة و ان (68) طفلا منهم انهوا تدريباتهم ليصبحوا مؤهلين للالتحاق في صفوف مدارس التربية ورياض الأطفال بعد ان حققوا تحسنا ملحوظا فيما يستمر تدريب 23 طفلا لتأهيلهم للاندماج بالحياة العامة. مبينا بان هذا الانجاز يحسب الى دائرة صحة ذي قار ويعد نجاحا متميزا وفق مقاييس المراكز العالمية العاملة في هذا المجال والتي تم الاتصال بها رغم ضيق المكان المخصص لتلك الوحدة و الاعتماد في تمويلها وتعزيز امكانياتها على الجهات الداعمة والتي تتقدم اليها الدائرة بالشكر متمثلة في العتبة الحسينية التي ساندت بتدريب الملاكات مع تقديم الدعم المادي والمعنوي ومرورا بدعم بعض من منظمات المجتمع المدني و الشخصيات فضلا عن تعاون بعض المؤسسات الصحية بمناقلتها لبعض المستلزمات الضرورية. (10.000)اصابة متوقعة في ذي قار ومشيرا الى ان هذه النجاحات تحمل الدائرة على ضرورة انشاء مركز توحد اكبر لاستيعاب الاعداد المتزايدة للاطفال المصابون بالتوحد في المحافظة فالإحصائيات العالمية تشير الى ان ما نسبته 1-2 % من الاطفال المصابين بهذا الاضطراب و عليه فان نسبة المرض المتوقعة بين اطفال المحافظة بحسب تعدادها السكاني قد تصل الى ما يقارب (10.000) طفل، وهذا ما تؤكده احصائيات الوحدة التي تسجل اسبوعيا مراجعة من 5-6عائلات لتسجيل اطفالهم التوحديون. موضحا بان الوحدة تستقبل الاطفال من عمر 3سنوات و ما فوق و قد تمتد لتصل الى 14سنة،الا ان افضل عمر للاستجابة الجيدة للعلاج يكون ما بين 3-5 سنوات. منوها الى اهمية الاكتشاف المبكر لمرض التوحد لصعوبة التعامل مع الاطفال الاكبر سنا والبطء في اكتسابهم للسلوكيات المرغوبة والمهارات الاجتماعية والمعرفية المطلوبة. مشيرا الى ان التاخر في اكتشاف الاصابة قد يؤدي الى درجة اشد من الاعاقة حيث ان الاشخاص المصابون بالتوحد يصنفون على انهم حالة من حالات ذوي الاحتياجات الخاصة كونه احدى حالات الاعاقة التي تعوق من استيعاب المخ للمعلومات وهؤلاء يحتاجون الى رعاية وتأهيل معينين. ولذلك فان التميمي يشدد على اهمية مراقبة وانتباه الاهالي لسلوكيات اطفالهم بعد الستة اشهر من الولادة وهو السن الذي يرجح ان تلاحظ به بداية الاصابة بطيف التوحد مما يتطلب ملاحظتهم لاي مشكلة في النطق او السمع او في التصرف و السلوك. اعراض وعلامات و شارحا بان اهم اعراض طيف التوحد التي يجب ان يلاحظها الاهالي حينما يبدا الطفل في فقد التواصل الاجتماعي وتاخر النمو الادراكي في الكلام وفي تطور اللغة والتي تظهر بعدم رغبة الطفل بالاختلاط بالاخرين او الكلام معهم او مشاركتهم اي اهتمامات حيث عادة ما يشكو اغلب امهات التوحديون من ان طفلهم لا ينظر اليهم ولا يتواصل بصريا مع المحيطين به ولا يعير اهتمام الى المناداة ولا يستجيب لهم عند سماع اسمه، كما انه عادة ما يكون لديه خزين من الكلمات ولكن يصبح بعد عمر السنتين لا يقدر على نطق تلك الكلمات مثل بابا /ماما/حليب، او قد تكون استجابته للأحاسيس الجسدية غير معتادة اي انه يرفض المصافحة او العناق او التقبيل، فعندما تريد الام احتضانه فانه يدفعها و لا يتقبل الاخر لان طبيعة مرضه تجعله يرفض التواصل الجسدي و لا يتفاعل مع الاخرين او مع المواقف والأحداث بصورة ملائمة، فحينما يتعرض لموقف قد يتطلب الضحك فانه قد يبكي او العكس او ربما يضحك بدون سبب اويبكي كذلك بدون سبب ويكون شعوره اقل من المعتاد للالم ولا يبدي خوفا من المخاطر، او ان تظهر لديهم حركات نمطية متكررة مثل الرفرفة باليدين او المشي على اطراف اصابع القدمين او انفعالات وحالات عصبية حادة او فرط حركة اي انه لا يهدا ولا للحظة ويكسر الاشياء ويصعد او يقفز من الاماكن العالية. حقائق ونظريات ومنوها الى ان معاناة الاهالي قد تزداد حينما يكون لديها طفلين او ثلاثة مصابون بهذا الاضطراب وهذا مما يرجح ان طيف التوحد قد يرجع الى خلل في جينات الوراثة رغم ما يعتقده المختصون بان هناك اسبابا اخرى للإصابة حيث ان هناك جدل اخر حول العلاقة بين الاصابة بهذه الاعاقة وبين انواع معينة من اللقاحات ، ومنهم من يعزوه الى مشكلة بالنظام الغذائي و قد يرجعه اخرون الى التعرض في بيئة الطفل الى عوامل ملوثات كالتعرض للسموم و المعادن السامة مثل الزئبق والرصاص او الاصابة بالالتهابات والفيروسات واخذ المضادات الحيوية بكثرة الى جانب ظهور نظريات حديثة تؤكد ان كثرة استخدام الاجهزة الالكترونية قد تساعد بالإصابة بهذا الاضطراب لاحقا. و موضحا ان الادمان على استخدام الالكترونيات قد يفقد الطفل مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع المجتمع ويفقده التواصل مع والديه او اللعب مع اقرانه ويحرمه من تنمية مهاراته الاجتماعية واللغوية لذلك عادة ما ننصح بعدم ترك الطفل في فراغ او مشاهدة التلفاز لساعات طويلة والانعزال بنفسه عن محيطه ونؤكد على الاهالي عموما وأهالي التوحديون خصوصا بتنظيم وقت الصغير واستغلاله في التعليم وتطبيق برنامج منزلي هادف. علاجات متعددة الابعاد ومشيرا الى ان العلاج الذي تعتمد عليه الوحدة هو علاج سلوكي وليس دوائي ولا يحتوي المركز على صيدلية ولا يصرف اي دواء للطفل ويرتكز على علاج تعديل السلوك. متابعا بان هناك لجنة علمية مشكلة تتألف من اخصائي اطفال تعديل السلوك وأخصائي نفسية وطبيب عصبية وباحث اجتماعي وأخصائي علاج طبيعي فبعد تشخيص الطفل يحول حسب شدة حالته الى المدربة المختصة بمتابعة حالته ويوضع له برنامج خاص بعد اجراء التحاليل اللازمة ومن ضمنها تحاليل نسبة السموم التي تجرى في مركز سموم ذي قار للتاكد من نسبة المعادن والرصاص والزنك والنحاس ولكن للأسف هناك تحاليل اخرى غير موجودة في المركز مثل تحاليل الزئبق مما يسبب المعاناة للأهالي رغم امتناننا لتعاون مركز السموم بدرجة كبيرة مع الوحدة. كما يحال الطفل الى جلسات التخاطب للمختصين في مركز السمع والتخاطب لتقوية الجانب اللغوي لفحص وتخطيط السمع لتحديد درجة وشدة الاعاقة. أنشطة للرعاية الذاتية وتنمية مهارات ولافتا الى ان الوحدة دربت اكثر من (22) مدربة للإشراف ومتابعة الاطفال وتأهيلهم عبر الغرف المخصصة للألعاب الخاصة بالأطفال التوحديين والتي تضم العديد من العاب تفريغ الطاقة والمستلزمات الضرورية كالمجسمات والاشكال الهندسية والحيوانات وأدوات للرسم لخلق التآزر البصري وتنمية مهاراته المعرفية و الاجتماعية في التواصل من خلال اللعب. ومنوها الى ان الوحدة تعتمد في نجاح العلاج على الانشطة التي تخص الرعاية الذاتية التي تقدمها للأسرة للمساهمة في اعاقة تطور المرض والمشاكل الناتجة عنه و مدى تعاونهم في مساعدة اطفالهم على تنفيذ الانشطة بسهولة فترتيب الانشطة بتسلسل معروف يساعد في هدوء الطفل مما يحقق التطور الانفعالي والاجتماعي المطلوب فضلا عن اهمية عدم اغفال دور الوالدين في استبعاد بعض المواد الغذائية من النظام الغذائي للطفل وخاصة البروتينات لأنها تحتوي على حمضي الجلوتين والكازين الامينيين وعليه فان العائلة تعطى ما يسمى بحمية مرض التوحد التي تحتوي على مجموعة من الوصفات لكيفية عمل وجبات وأطباق رئيسية خالية من الجلوتين وأخرى خالية من الكازين لتخليص الجسم منهما . واختتم التميمي قائلا بان الدائرة لم تألوا جهدا في تقديم الرعاية الصحية المطلوبة رغم ان رعاية التوحديون هو مسئولية مشتركة بين وزارات العمل والشئون الاجتماعية و التربية والتعليم والصحة. ومناشدا مديرية تربية ذي قار بفتح و تفعيل صفوف خاصة لدمج الاطفال التوحديون مع اقرانهم في المدارس ومعربا عن استعداد الدائرة لتدريب معلمات مدارس ورياض الاطفال لتحديد الاحتياجات التربوية الخاصة بالتوحديين والتعامل مع هذه المشكلة التي تخص كل افراد المجتمع العراقي وتأهيلهم بدل ان يكونوا اطفالا معاقين لان مرض التوحد هو ليس مرض وإنما هو اضطراب نمائي في الدماغ يمكن الشفاء منه بشكل نهائي.
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- بينهم عروس تستعد ليوم زفافها :قصف وحشي في بعلبك يخلف (19) شهيدا منهم (14) طفلا وأمرأة
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟