- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من أين لك هذا وأبواب الحلال مفتوحة؟!
حجم النص
واثق الجابري عندما يرفضك الآخر بعناوين ومبررات؛ على أن لا تحكم؛ فأكيد أن دمك يستباح في النهار قبل الليل، وأن كان للفساد والسراق باب لدخول الجريمة، فأنهم لا علاقة لهم بموضوع قتلك وأنت غير قادر على مجابهة مافياتهم، وأنهم ينخرون دولة وحكم وما عاد قتل فرد يشكل هاجس وعائق أمامهم، وأنهم دخلوا من كل باب وشباك وفي الساحات والحدائق والجنابر والمقابر. من أين لك هذا؟! سؤال كبير في ساحة الوطن، ومفتاح لأسئلة ومصائب، وسؤال أصعب ان تمت الموافقة؛ سيُسقط في الحظيظ من باع الوطن بموكب مُظلل وجدران تحوم حولها الاتهامات. من أين لك هذا؟! تجاوز حدود الشخص الى مجموعة أشباح ومن أين لكم هذا؟! تتجاوز الإجابة السطحية والمكتوبة المزورة، وشهادة المتملقين والمتسلقين، والحفاة الذين يركضون خلف سراب الضرورة والمضلة والتضاريس الفئوية وأضراس المنفلته والوقحة، وسؤال في الذات والملذات وشراء الدنيا بالوطن والآخرة، وردح على الأجساد بخاسرون باعوا وطنهم وآخرتهم بدنيا غيرهم. من أين لك هذا؟! سؤال أمام المواكب الكبيرة، وغبارها المتطاير على وجوه الفقراء، وعن القصور والقبور، والمنتجعات والسفرات والليالي الحمراء، والمسلحين والإرهاب والعصابات، ونخيل يموت واقفاً ومدن بلا خدمات ولا كهرباء، من أين لك هذا سؤال تردد على افواه الفقراء والمحرومين والثُكالى والأيتام والشهداء، وسؤال صعب الإجابة وقد ضاق الوقت وحوصر الوطن بالوحوش واللصوص والغرباء والندماء، الذيق كنا نعتقده رفقاء الخنادق وحملة البنادق عن الكرامة. من أين لك هذا؟! سؤال في إمتحان الوطن وتمهيد لأسئلة كثيرة؛ تشبه الى حد ما بحث الغريق عن طوق نجاة، وأمام عينيه يتراود الموت والغطس في الأزمات، وضاق الوقت وإلاّ حالة الرسوب النهائي، والترسب تحت الصخور الفئوية؛ الساقطة في قاع حظيظ مستنقعات الوطن، ومزابل التاريخ؛ سؤال صعب إيجاد نتائجه وما بعده أسئلة سهلة. إن نقص المناعة والقناعة ولدت أمراض عضال ومزمنة ومعدية، وشقت الجلد لأكل اللحم ونخر العظم، وتحولت الى سلاح يطلق النار بوجه الصديق قبل العدو؛ بل أعطت المبررات لمرافقة الدخيل، والرضوخ لمفاهيم قتل الأقرب وإعتباره مصد للعدو، وبذلك اذا ذكرت مصيبة شعبنا هانت مصائب الشعوب. ما أكثر عبرنا وأقل معتبرينا، وأنها سياسة وحكم، وتربية وإعلام، وفيروس عابر المكونات، وكأن الخطأ شرط أساسي للسياسة. أننا نعيش ماضي الآخرين ونختلف عنهم قرون، ولم تزدنا الحضارة والألكترون إلاّ دروع لحماية المفسدين، وأدوات بث لأفكارهم المرهونة بالتبعية والإقطاعية، والحضارة الناشئة من تصديق الخطأ على خطيئته، وعاد بعضنا لإختيار من تسائل عنه، وعن معيارية تضخمه وتورم موارده وجيوبه، وإنتاج فلسفة جديدة بالقبول باليسير لصالح تخمة صاحب الكثير، وإختراق دفاعتنا المتواضعة؛ من المهاجمة البارعة، وفي عقلنا دَوار ونخجل من السؤال؛ من أين لك هذا؟! وماذا ستفعل بالمال الحرام، وأبواب الحلال والجهاد متاحة؟!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"