- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق بين مطرقة التدخل الخارجي وسندان الانقسام الداخلي
حجم النص
بقلم:عامر الشيباني تعلمنا من موروثنا الشعبي أن شهر رمضان لا يتعلق بالصيام عن الطعام والشراب فحسب، بل يتعلق أيضاً بالكرم والاحساس بالآخر ونجدة المحتاج وفعل الخير، هو تذكير لنا بأن البشر سواسية وما من أحد منّا في مأمن من غدر الظروف. علينا ألا ننسى معاناة آلاف العائلات النازحة والمهجرة غصبا تاركة ارضها ونازحة في مختلف أنحاء العراق. باﻻضافة الى انتشار مناطق العشوائيات او كما تسمى محليا بأحياء التجاوز او الحواسم كما يصفها البعض، التي انتشرت على نطاق واسع من العراق. وبعد اثني عشر عاما على التغيير وسقوط الطاغية واستلام العراقيين التركة الثقيلة للنظام السابق واتخاذ المحاصصة في ادارة الحكم في البلد التي اسس لها بريمر الذي حكم العراق بعد سقوط الصنم على اساس الطائفية والقومية والحزبية الضيقة وتفرد البعض بالقرار السياسي. لم يشهد العراق بعد ذلك تحسنا في الوضع السياسي واﻻقتصادي، على الرغم من تنامي صادرات العراق النفطية في السنوات اﻻخيرة اﻻ ان المواطنين ما زالوا يعانون مستويات فقر حادة ولم تنعكس الزيادة الملحوظة في انتاج النفط على مدخول الفرد العراقي، ما اثر في تنامي الصراعات الداخلية وكثرة اﻻنقسامات ودعوات اﻻنفصال فضلا عن التهميش واﻻقصاء الذي يشعر به البعض، والتدخل الملحوظ لدول الجوار في الشأن الداخلي. وهذا يحتم على الشعب ان يعمل من اجل وحدة العراق وتفويت الفرصة على الفاسدين والعابثين بمقدرات البلد والتمكن من بناء دولة اساسها الدستور، دولة مؤسسات يكون فيها القانون فوق الجميع لنعمل معا في تغيير واقعنا المرير والوقت مناسب لإظهار تعاطفنا العميق مع من حولنا وتقديم الدعم للمضطهدين والكادحين الذين يناضلون من اجل الصمود في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، لنتذكر جيدا ان الفقر والجهل هما آفتا المجتمع. ان الشعور بالمسؤولية اتجاه اﻻخرين واجبنا اﻻنساني واﻻخلاقي. لنعرف اننا بمجرد مد يد العون اليهم نسهم بشكل او بأخر في توفير بعض المستلزمات الضرورية لهم، وارسال اشارات الى العالم اننا شعب قد يمرض لكن ﻻ يموت.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي