- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وفاة خديجة الكبرى أثيرة الرسول
حجم النص
بقلم:رائد العتابي. عندما يصل الانسان الى مستوى يكون ركنا من اركان الدين الخاتملترتفع تلك الانثى وتكون قوية الى هذا الحد فبصبرها وتضحياتها وحكمتها، واموالها،قام هذا الدين العظيم واعزه الله بها وبسيف علي اذ لولا اموالها وسيف علي لما قام للإسلامعمود ولما اخضّر له عود. وأي مرتبة سامية عندما تكونهذه المرأة واحدة من أقدس النساء واطهرهن مدى الزمان وتكون اصلا لأبناء النبي وأماً للزهراء والمعصومين عليهم السلام. ولدت ام المؤمنين خديجة الكبرى في مكة المكرمة قبل ولادة النبي بخمسة عشر عاما،يرجع نسبها الى جدها الاعلى غالب بن فهر،عملت بالتجارة التي ورثتها عن والدهاوكانت تساعد المحتاجين والضعفاء المرضى من ارباح تجارتها، امراة تتمتع بذكاءٍ وقوة شخصية وحنكة في تدبير الامور. دافعت عن الرسول ورسالته والقرآن بكل وجودها وما تملك مع تحمل العذاب والمعاناة والحصار في شِعب ابي طالب حتى اكلوا اوراق الاشجار وحشائش الارض لمقاطعة قريش،لا بيع ولا شراء ولا اخذ ولاعطاء ولا يتزوجوا منهم ولا يزوّجوهمولكنها عظّت على جراحها لانها آمنت بالوصول الى الهدف ونجاحه لا محالة فكانت المكافِحةوالمنافِحةوالصابرة من اجل ذلك الى انانتصر الاسلام وضرب جرانه في الارضشرقا وغربا . اعطت كل شئ لله من اجل ان يسلم الدين وتنجح الرسالة المنقذة. ان امرأة سمت بهذا السمو واثبتت وجودها بهذه القوة لهي جديرة ان يقفَالدهرُ امامها باحترامٍ وتبجيل. كانت نعمة الزوجة والمحامي والمعين والمساعد للنبي فهي له بيت وسكنومأوىعندما تحدق به المشاكل والأخطار، ونعم الدافع والمحفز من اجل مواصلة الطريق وابلاغ الرسالة السماوية. إن لهذه المرأة حقاً في أعناق المسلمين جميعاً لأنها اوصلت لنا الدينسالماً لننعم بالانتماء اليه. هي اثيرة الرسول من بين زوجاته ولم يتزوج غيرها طيلة حياتها وكان كثير المدحلها والثناء عليهاحتى غارت منها عائشة وورد عنها انها قالت:(ما رأيت خديجة قط ولا غرت على امرأةمن نسائهاشد من غيرتيعلى خديجة وذلك من كثرةما كان يذكرها)1.آمنت به في اصعب الظروف وأحلكها حيث كفر به الناس وابتعدوا عنه وحاربوه وصدقته اذ كذبه الناس واعتبروه شاعراً مجنوناً وواسته باموالها ووجودها اذ حرمه الناس وقاطعوه. اخبرهاالرسول صلى الله عليه واله قائلا :(ياخديجة ان الله عز وجل ليباهي بكِ كرام ملائكته كل يوم مراراً).2 وما أرفعه من وسام عندمايقلده إياهارسول الله:(خديجة سبقت جميع نساءالعالمينبالايمان بالله وبرسوله)3 وظلتتتقلب بين انوار المدح والثناء الى ان وصلت الى مرحلة الاصطفاءحيث قال الرسول: (لقد اصطفىاللهعليا والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمةوخديجة على العالمين)4. علمت بحكمتها ورجاحة عقلها فاختارت الرسول زوجاًقالت:(إني رغبتُ فيك لقرابتك منيوشرفك في قومك وأمانتك عندهم وصدق حديثك وحسن خُلقك)5كانت اول سيدة في الاسلام واول مصلية واول مؤمنة بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالبعن عائشة: (ان رسول الله صلى الله عليه والهوسلم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصبلاصخب فيه ولا نصب)6 اليكن معاشر النساءمن أحبت هذه المرأة وارادت تعزيتها فعليها بالعملوالتمثلبها في ظروف صعبة يمر بها البلد. ان المواساة العملية واداء ما اوجبه الله تعالى عليكن من حفظ الزوج في غيبته وحضوره وتربية الاطفال التربية الاسلامية الصالحة الرصينة والواعية وذكر الله تعالى على كل حال لهيافضل تعزية ومواساة، فأنتن اللاتي تصنعن التاريخ فاذا كان المهندس يقتل اثنين او ثلاثة في خطا يرتكبه في التصميم او الطبيب عشرة او عشرين فإن المرأة تقتل امة كاملة بخطئها ، لقد اوكل الله تعالى اليكن القدر الكبير من التربية وصنع الانسان والامم فان وراء كل إنسان ناجح متميز امرأة. الامهات يصنعن العلماء والقادة والذادة والاولياء والصالحين الذين يصلحون امر هذه الامة المتعبة وهذا الوطن المنهك، ولكُنّ في خديجة ام المؤمنين اسوة حسنة في التربية والاصلاح وصنع المستحيل وبلوغ القمم في الفضل والشرف ما أحوجنا جميعاً للرجوع الى هذه المفاخر من النساء لنقوّم بهنّ وضعنا ونصلح بهنّ حالنا ونربي بهنّ أنفسنا.فهل ثمن تضحياتكم ان تهدم قبوركم وتمحى بيوتكم وآثاركم من الوجودبحجة الشرك والعبادة من دون الله. لقد قضتعليها السلام صابرةً محتسبةًفي نفس عام وفاة سيد البطحاء ابي طالب عليه السلاموكان ذلك عام للحزن والغمعلى قلبالرسول في العاشر من شهر رمضان الفضيل، ونزل الرسول في قبرها ليبدد وحشة القبر عنها وليملأه سكينة وطمانينة،ولفها بردائه الذي كان عليه عندما نزلعليه الوحي بطلب منهافسلام على تلك الروح الطيبة الكبيرة والايمان والصبر الجباروعلى تلك المرأة الرمز. .................................................................................................................. 1 المستدرك على الصحيحين 2 كشف الغمة للاربلي 3 مستدرك الصحيحين للحاكم 4 بحار الانوار للمجلسي 5 دلائل الامامة للطبري 6 الاصابة
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- طوفان الاقصى يطيح بحلم اسرائيل الكبرى !!