- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زينب الكبرى مرآة الكمال والفضيلة
بقلم: د. محمد العبادي
تم تصنيف مؤلفات كثيرة حول عقيلة بني هاشم السيدة زينب (عليها السلام)، وقد كتب الاستاذ محمد رضا زادهوش مقالا بفهرست أو قائمة الكتب المؤلفة حول الحوراء زينب، واحصى (٣٣٤) كتابا، قد كتبت بلغات مختلفة كالعربية، والفارسية، والأردو، والتركية، والكردية، والإنجليزية.
لقد كان المقال عبارة عن (ببلوغرافيا) أو قائمة توصيف عن هوية كل كتاب من حيث اسم المؤلف، واسم الكتاب، ودار ومكان النشر، وعدد وسنة الطباعة، واللغة التي كتب بها أو ترجم إليها(١).
ان هذا العدد الكبير من المصنفات يعكس أهمية شخصية السيدة زينب ذات الأبعاد الكبيرة في التاريخ الإسلامي.
لقد ولدت السيدة زينب في الخامس من جمادي الأولى في السنة السادسة من الهجرة.
وكانت ولادتها في حياة جدها الرسول الأكرم (ص)، وهو الذي سماها (زينب) (٢).
ان اسم زينب يطلق على الشجرة الجميلة أو الحسنة المنظر وذات الرائحة الطيبة والزكية والتي تبعث في نفس الانسان الارتياح والانشراح عند استنشاق عبيرها.
ان الرسول الاعظم (ص) لم يكن عفويا عند إختياره لإسم السيدة زينب عليها السلام فهو يقول الحق والصواب (وما ينطق عن الهوى)(٣).
لقد كانت زينب عليها السلام كاملة الأوصاف ومعروفة بقوة ايمانها، وحسن خلقها واخلاقها، ورقة عاطفتها وجلادتها وصبرها؛ فهي جبل الصبر والتحدي وهي القائلة بمحضر ابن زياد : (ما رأيت إلا جميلا)(٤).
وهي عالمة آل محمد، كما ورد على لسان الإمام السجاد (عليه السلام) : (وانت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة)(٥).
ان السيدة زينب تكنى أم كلثوم، وأم الحسن، ويطلق عليها زينب الكبرى للتمييز بينها وبين من سميت بإسمها من أخواتها.
ومن ألقابها (عليها السلام)؛ الصديقة الصغرى تمييزا لها عن أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)، وتلقب ايضا بالعقيلة [أي الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها] فهي عقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين، وكذلك تلقب بالموثقة، والعارفة، والكاملة، وعابدة آل علي عليه السلام .(٦)
ان زينب عليها السلام كانت مجمع الكمالات والفضائل وألقابها كثيرة قد ورد ذكرها في زيارتها؛ فقد جاء في الزيارة : (السلام عليك ايتها الفاضلة الرشيدة، السلام عليك أيتها العاملة الكاملة .... السلام عليك يا من شهد بفضلها الثقلان...)(٧).
ان عظمة هذه المرأة الجليلة لازالت شاخصة بأنوارها إلى عصرنا هذا والى مابعده، لأنها ولدت من ذلك البيت النوري الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
_______
١- أنظر : مجلة آينه پژوهش، العدد ۱۱۵ في ١٣٨٨ش، مقاله بعنوان ( كتابشناسى موضوعي : كتاب شناسي حضرت زينب (س) ، ص٩١- ١٠٦.
٢- عقيلة بني هاشم زينب الكبرى، علي بن الحسين الهاشمي الخطيب ، ص٨٧.
٣- سورة النجم ، الآية٣.
٤- الفتوح ، ابن أعثم الكوفي ، ج٥ص١٢٢.
٥- الإحتجاج،الطبرسي،ج٢ص٣١.
٦- عقيلة بني هاشم زينب الكبرى، علي بن الحسين الهاشمي ، ص٨٧.
٧- وفيات الائمة، من علماء القطيف ، ص٤٨٣.