حجم النص
بقلم اسعد عبد الله عبد علي من الحظ العاثر للأمم, أن يسود فيها النفاق, فهو السبب الأكبر لكل المأسي, بلدنا ألان حالته المرضية متأخرة, فالمرض استفحل به, من دون أي مساعي للعلاج, وعلامته المميزة هي النخبة الحاكمة, التي تكون الأضواء مسلطة عليها, حيث ابتلينا بمحترفي لبس الأقنعة, فنجدهم يتباكون على العراق ووحدة أرضه وشعبه, هذا عندما يكونون في حضن الوطن, لكن ما أن يخرجوا من أسوار الوطن, ويقعوا في حضن الغريب, حتى يطير قناع الوطنية والحب والسلام, ويظهر الوجه الحقيقي, القبيح الممزوج ما بين الجهل والتعصب, والحقد الأعمى للاخر. أخر قافلة المنافقين, هو ما كشفته صحيفة أمريكية, عن تصريحات عجيبة لرجل, كان يجب أن يكون عراقيا أولا, وليس مجرد بوق لفرقته العجيبة. نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, مقال لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري, يصف فيه الحشد الشعبي بالمليشيات الطائفية وغير الشرعية! على خلاف تصريحاته في بغداد, وعلم التام بتصريحات رئيس الوزراء, باعتبار الحشد الشعبي مرتبط برئاسة الوزراء, بالإضافة لمعرفته بفتوى المرجعية الصالحة, التي دعت للجهاد الكفائي, والتي من خلالها تم صد الهجمة البربرية, التي قامت بها عصابات داعش, والتي كانت تسعى للسيطرة على العراق, فهذا الانقلاب في الرؤية والمنطق, يكشف مع من نحن نتعايش في العراق! كان يوصف سليم الجبوري, بأنه أكثر شركاء العملية السياسية اعتدالا, بل وأشدهم اندكاكا بالعملية السياسية في العراق, فإذا به ينزع ثياب الأمس الأنيقة, ويظهر بلباس مختلف, يتناغم مع المكان, فإذا كانت الصحيفة أمريكية, فعليه أن يترك ثوب الاعتدال, ويكون بثياب الرجل الطائفي, المدافع عن فئته وقومه, بعيد عن أهل العراق, بل يركل كل العملية السياسية, بقلم حبر أمريكي. لماذا ألان سليم الجبوري, يتهجم على الحشد الشعبي؟ هل لان الفلوجة قريبة من قبضة العراقيين الشرفاء, فكأنها خسارتين, تقدم الحشد من جهة, وخسارة الدواعش لمعقل مهم لهم, فلم يجد سليم إلا بوق الطائفية المزعج, لينفخ فيه, فتشتعل نار الفتنة من جديد, خصوصا مع الفوضى السياسية الحالية, عسى ان يستميل دول الخليج, كي تغرد معه, ويتحول من خلال سطوره الطائفية, إلى بطل أسطوري, والمحامي عن أهل السنة, وبهذا يكون زمن عمره السياسي طويلا. المتابع المنصف يمكن أن يدرك أن تكريت تم تحريرها, بأقل الخسائر والإضرار, وان أهلها رجعوا لها بعد بضع أسابيع, وتحريرها تم على يد أبطال الحشد الشعبي. أما الرمادي فلم يسمح للحشد بالمشاركة الكلية, بسبب النفس الطائفي لبعض ساسة أهل السنة, وذعرهم من أن تكون لشيعي, فضل في عنقه, فيفضل الأمريكان على العون الشيعي, وماذا فعلت القوات الأمريكية, دمرت مدينة الرمادي بقصف لا يرحم, والى ألان لم يعود أهل الرمادي, لان القوات الأمريكية لا تنهي أي عملية تماما, بل هي تدع الباب مفتوح, كي تستمر الفوضى. هنا يأتي السيد الجبوري, ليعبر عن رضاه المطلق للعمليات الأمريكية, وينعت أبطال الحشد الشعبي بالمليشيات الغير شرعية, انظر لحجم التفاوت في التفكير, قبول الذل على أن ينصفه أخوه الشيعي. مأساة أهل السنة, تنطلق من بعض الساسة, ممن يعيشون بأوهام ما قبل 2003, وينتظرون السطو من جديد, على الحكم في العراق.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد