حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي كلما تتأزم أمور الحكومة العراقية، وتشتد على عنقها الحبال المختلفة، يستقوي الشامتون والطائفيون، والبعثيون، والطامعون، سواء أكانوا نواباً في البرلمان العراقي، أم (زعماء) سياسيين (لنگة)، أم شيوخ عشائر خرنگعية، نصبوا خيامهم، ومضايفهم العربية في (فنادق لبن أربيل خمس نجوم)..! فتبدأ أولاً عمليات الاختبار، وجس النبض، وتفحُّص عضلات رئيس الحكومة، فيما إذا كانت هذه العضلات قادرة على (ملاواة) يدهم الزئبقية التي تفلت من التماسك مع يد الحكومة، حين تراها قوية، شديدة، صلبة، عصية على اللَي، وتشتد، وتصبح أقوى من يد محمد علي كلاي حين تجد يد الحكومة ضعيفة، وعضلات رئيسها رخوة. لذلك تستجمع كل قواها، بعد أن تأخذ (الأوكي) من الرياض والدوحة وأنقرة، فتبدأ هجومها ببث أناشيدها المعروفة والمعتادة، مثل نشيد (إطلاق سراح الأبرياء، والعفو عن المحكومين ظلماً)!! وطبعاً فإن احمد العلواني والهاشمي والعيساوي أول الأبرياء المحكومين ظلماً)!! بعدها يبدأ بث سمفونية (رفض مشاركة الحشد الشعبي)، ولكن هذه المرة بمساحة بث أوسع، فتجد عازفي هذه السمفونية أمامك على الشاشات أينما تدير وجهك، فمن قناة العربية، الى قناة الجزيرة الى قناة الحدث الى التغيير، الى الشرقية الى البغدادية الى بقية القنوات المبيوعة من (الراس للرجلين)!! وكلها تستضيف (رموز) الكراهية، وهم يطعنون بلا ضمير، ولا ذمة، بدماء شهداء الحشد الشعبي، الذين حرروا لهم أكثر من ثلاثين مدينة وقرية محتلة. والغريب أن جماعة سمفونية (رفض مشاركة الحشد الشعبي) لم ييأسوا من طلبهم يوماً، ولم يتوقفوا عن عرض بضاعتهم الرديئة، والفاسدة، في سوق النخاسة السياسي والطائفي رغم فشلهم مرات عديدة في تسويقها، إذ كرروا هذا (العزف) الطائفي قبل تحرير تكريت وفشلوا، ثم أعادوه مرة أخرى عند تحرير الرمادي وفشلوا كذلك، واليوم يعيدونه في تحرير الفلوجة، ويشتغلون عليه بقوة قبل تحرير الموصول ايضاً، لكن الحشد الشعبي البطل، يشارك في تحرير الفلوجة فعلاً، وسيشترك في تحرير الموصل، مثلما شارك من قبل في تحرير المدن العراقية الأخرى، رغماً عن أنوف السفلة الطائفيين والقتلة المجرمين، وسينتصر فيها (غصباً على بوز أثيل، وخشم اسامة النجيفي)!! وعودة الى عنوان المقال، بإطلاق سراح المجرم القاتل احمد العلواني، وما يسعى اليه الحالمون الواهمون عبر إقحام فقرة اطلاق سراح هذا المجرم، وبقية القتلة الآخرين عبر بوابة قانون العفو العام، أقول، وقبلي قالها ملايين العراقيين الملسوعين بنار الطائفية الحارقة، والمنكوبين بجرائم القتل الفاشي، أن هذا الأمر لن يحصل قطعاً، حتى لو انطبقت السماء على الأرض..!! فأنا لا أتوقع مطلقاً أن يوافق رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي على قرار مثل هذا، ليس لأنه بمثابة انتحار سياسي واخلاقي له فحسب، إنما هو أيضاً يتقاطع مع عقيدة وتوجهات وضمير هذا الرجل، ناهيك عن أن ثمة عدداً غير قليل من النواب الشرفاء -حتماً هناك الكثير منهم- سيرفضون مثل هذه الفقرة الظالمة، لأنها وصمة عار في جبين -وليس في قلم- كل نائب يوقع على مرور هذه الفقرة.. وعدا كل هذا، فإن للعراقيين كلمة في هذه القضية، لا سيما وأن العلواني والهاشمي والعيساوي وغيرهم من المجرمين المدانين، قد قتلوا أبناءهم، وذبحوا أغلى أخوتهم وأحبتهم، ولم يقتلوا، أو يذبحوا أبناء غيرهم من شعب المريخ، أو سكان الواق واق..!! فما أن بث الحالمون الواهمون هذه المعزوفة التكتيكية، التي قلنا أنها بمثابة جس النبض، حتى انطلقت ردود الأفعال المناهضة، من كل حدب وصوب، وكلها تتوعد برد عنيف سينال كل من يوافق على تمرير هذا الفقرة الخيانية لدماء الشهداء عبر قانون العفو العام.. ولأن المجال لا يسع لنشر هذه الردود أخترت لكم رد حركة عصائب أهل الحق -أحد فصائل الحشد الشعبي البطل- التي توعدت بـ ”رد موجع” بحق أية جهة تحاول إطلاق سراح المحكوم بالإعدام أحمد العلواني بصفقة سياسية. حيث قال رئيس كتلة الصادقون التابعة للحركة النائب حسن سالم إن كتلته "ستقف ضد أية جهة تحاول إبرام صفقة سياسية من شانها إطلاق سراح المجرم احمد العلواني، وسيكون ردنا قاسيا وموجعا عليها" وأضاف أن "إطلاق سراح العلواني يعتبر خيانة لدماء الشعب العراقي"..وبين سالم، أن “كتلة الصادقون سيكون لها موقف في حال تم التأكد من خبر صفقة إطلاق سراح العلواني”، لافتاً إلى أن “قانون العفو العام كثر فيه الجدل، واتحاد القوى يريد شمول المجرمين، وممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.. مؤكداً على “إصرار التحالف الوطني برفض شمول الإرهابيين بقانون العفو العام.