أقامت مؤسسة بيت الحكمة – قسم دراسة الأديان محاضرة موسومة بعنوان ( الشورى في الكتاب والسنة ) للمفكر والفيلسوف الأستاذ الدكتور شمران العجلي رئيس أمناء بيت الحكمة والتي تعد أولى نشاطاتها الثقافية للعام الدراسي الحالي على قاعة المكتبة المركزية في جامعة واسط بحضور السيد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور جواد مطر الموسوي وعمادة كلية الآداب وعدد من المثقفين والأساتذة تقدمهم الناقد الدكتور ثائر العذاري والدكتور طالب محسن الوائلي وحشد من الطلبة . ترأس الجلسة الدكتور حامد حمزة الدليمي رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب وقررها المدرس المساعد اياد كريم عبد ، ابتدأت الندوة بكلمة لرئيس الجلسة رحب فيها بالدكتور العجلي ممثلا لبيت الحكمة في رحاب جامعة واسط مقدما في الوقت نفسه نبذة مختصرة عن المحاضر وعن نشاطات بيت الحكمة وأوجه التعاون بين الجامعة وهذه المؤسسة ، بعدها تطرق الباحث إلى شرح عن بحثه الموسوم ( الشورى في الكتاب والسنة ) الذي يحاول فيه عرض موضوع الشورى من خلال القران الكريم والسنة المطهرة وأراء العلماء عرضا يكون ملائما للعصر منهجا ولغة والمفهوم اللغوي للشورى هو عملية استخراج رأي يكون اقرب للحق والصواب في أمر ما وبهذا كلما كان الرأي اقرب للحق والصواب كان أكثر إلزاما للمستشير ، وتشير الأدلة التاريخية إلى إن نظام الحكم في العراق القديم اعتمد تقريبا على الشورى في مملكة أور في عصر الوركاء وعند الاشوريين وكان العراقيون القدماء يتصورون إن الآلهة تحضر اجتماعاتهم ويتصورون إن تلك الاجتماعات مقدسة في السماء ، أما الحكم عند الساسانيين كان مستبدا مطلقا لا يجوز رده أو نقده بحال وفي أثينا كان هناك مجلس للشورى من الشعب قوامه ( 500)فرد يدير معظم شؤون الدولة ، ويروي القران الكريم في آياته نماذج من الشورى عند الأمم الماضية مثلا عند الكلدانيين قوم إبراهيم (ع) في العراق ، وتشاور أخوة يوسف (ع) ، تشاور الملأ من قوم فرعون لقتل موسى (ع) ، ومشاورة ملكة سبأ الملأ قالت ( يا أيها الملأ أفتوني في أمري ) ، أما في الإسلام فلم يغفل الإسلام هذا المبدأ العظيم في خلق الجماعة المسلمة وشد بنائها ونسج وشائجها فجعلها معلما من معالمها وجزءا من حياتها اليومية وخلقا من أخلاقيتها المتميزة فدرجه في عداد الفرائض والأخلاق المحمودة ورغب فيها وقرنها مع الصلاة في العديد من الآيات القرآنية فهو طابع أساسي للجماعة كلها يقوم عليه أمرها كجماعة ثم يتسرب من الجماعة إلى الدولة بوصفها إفرازا طبيعيا للجماعة ، فالشريعة بدأت تنسج خيوط هذا المبدأ من اصغر وحدة اجتماعية وراح الإسلام العظيم يرغب ويحث على الشورى بالآيات القرآنية وأحاديث الرسول (ص) ، والشورى منهج وقائي يتكفل بصورة موضوعية تقليل نسبة أخطاء الإنسان ، لذا جاء في الأثر \" ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله \" فكانت أية \" وشاورهم في الآمر\" وآية \" وآمرهم شورى بينهم \" دليلين رئيسين لمشروعية الشورى في القران الكريم وحثت السنة المطهرة على الشورى بالمعنى العام والمعنى الخاص في السنة القولية وفي السنة الفعلية تأكيدا لمشروعيتها في القران الكريم وفي كلام الأئمة الأطهار وأراء الفقهاء وأصحاب المذاهب والمفكرين الإسلاميين ، وأوضح الباحث ان هناك عدة مفاهيم في منطقة الشورى اللغوية فهناك الشورى وهناك التشاور وهناك المشورة وهناك الاستشارة وكلها تشترك في المفهوم العام وان عدم التفرقة بين هذه المفاهيم هو سبب الخلاف . ثم أذن رئيس الجلسة للحضور بطرح الأسئلة وفتح باب النقاشات ، وأول المناقشين كان الدكتور جواد مطر الموسوي الذي رحب في كلمة مختصرة بالمحاضر البروفيسور شمران العجلي عادا إياه المثقف والأكاديمي المعروف الذي له مساحة واضحة ومؤثرة في المشهد الثقافي العراقي مضيفا إن من حق جامعة واسط أن تعتز بوجوده فيها للمرة الثانية هذا العام خاتما كلمته بسؤالين للباحث الأول ما هو مدى تطبيق الشورى في الإسلام والثاني ما هو سبب اختيار الخليفة المأمون للإمام علي بن موسى الرضا (ع) خليفة من بعده وأجاب المحاضر : منذ ان تولى الأمويين السلطة لم يشهد الإسلام شورى سياسية بل كان الأمويين يختارون مستشارين خاصين بهم وهم عادة ليسوا مسلمين مثل سرجون مستشار معاوية وابنه يزيد وهو غير مسلم ،كانوا يعملون بطريقة أن يكتب اسم الخليفة الذي يأتي بعد الخليفة المتولي الحكم في ورقة موضوعة في ظرف يوزع على الناس ويؤمروا من خلالها أن يبايعوا هذا الخليفة الذي اختاره الحاكم أما عن سبب اختيار المأمون للإمام الرضا خليفة بعده فقد قال الباحث : إن المأمون اجبر على أن يعين الإمام خليفة من بعده نتيجة لتوسع القواعد الشيعية في عصر الإمام موسى الكاظم (ع) إذ أصبح هناك نوع من الانفتاح في عصر هارون الرشيد وان قتل المأمون لأخيه الأمين إنما كان استرضاءا للقواعد الشيعية بتقريب الإمام الرضا من البلاط السلطاني حتى يقال انه أي الإمام مع الحكومة آنذاك خوفا من الثورة ولكن في حقيقة الآمر إن الإمام الرضا قد رفض ذلك رفضا شديدا أدى إلى قتله في النهاية على يد المأمون .الدكتور ثائر العذاري التدريسي في كلية التربية كان ثاني المناقشين طرح عدة أسئلة منها لماذا يكثر ألان في العصر الحديث عن الشورى في الإسلام وهل يجوز للرعية إن تشاور ولي الأمر فقط أم إن ولي الأمر هو الذي يشاور الرعية ، وهل تجوز القيادة للمرأة شرعا فأجاب المحاضر : إن ديمقراطيات الدول المتقدمة هي التي أجبرت الباحثين الإسلاميين إلى البحث عن عودة الديمقراطية في زمن الإسلام وان الشورى أوسع من الديمقراطية وقد غيبت قسرا عن الواقع السياسي منذ حرب صفين ولحد ألان وعن تولي المرأة القيادة أجاب جوابا مختصرا لماذا ندعو فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين إذا لم نؤمن بقيادة المرأة .
متابعة / علي فضيلة الشمري
أقرأ ايضاً
- زراعة كربلاء تواصل عمليات التحري عن سوسة النخيل الحمراء
- قريبا :كربلاء ستشهد افتتاح مركز يعنى بالتدريب والتأهيل المهني والعاطلين عن العمل
- نموذج مبتكر للكشف المبكر عن مرض التوحد