- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاعجاز القرآني في ايجاد لغة واحدة تخالف اللغات المتعددة
حجم النص
بقلم:د. سليم الجصاني رئيس قسم اللغة العربية ـ جامعة الكوفة مقدمة الحمد لله كل الحمد له وحده الذي أعجز بالقرآن الكريم فدلّ اعجازه على عظمته، والصلاة والسلام على خير من فهم الذِكر وحمله سيد الكائنات النبي العظيم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين. وبعد...اذ يسعى البحث الموسوم بـ (الاعجاز القرآني في ايجاد لغة واحدة تخالف اللغات المتعددة) الى استثمار الاعجاز الذي اوجده القران الكريم للغة والذي جعل اللغة العربية هي الاطول بقاءًا دون انشطارٍ او تآكل وهو ما خالف كل اللغات التي تخضع لسنن التزاوج والانشطار والتآكل والموت فضلا عن خضوعها لاعمار مألوفة خرقت الفتها اللغة العربية وجاء هذا الخرق لنواميس اللغات ليس بسلطة العربية وانما بسلطة النص المعجز وهو ما يمكن الاحتجاج به علميا لمتخصصين في جميع لغات العالم ودارسيها ليفسروا لنا اسباب هذا الاعجاز ووقتها يتبين علميا ان الاستعمال القراني للغة العربية جعلها معجزة فكيف به؛ ومن غيره لبقيت شأنها شأن باقي اللغات، ومن أجل الوصول الى اهداف البحث لابد من عرض موجز يبين اختلاف الراصدين لعدد اللغات في العالم في وضع رقم دقيق لها، فبعضهم يشير إلى ما يقارب خمسة آلاف لغة ويذهب آخرون إلى وضع أرقام متعددة تنتقل من ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف لغة، ويترك آخرون الحديث عن عددها بسبب كثرتها التي لم تتوافر إحصائية دقيقة عنها، إذ ورد ان عدد لغات غينيا وحدها(1109) لغة وعدد لغات جزر اندونيسيا وماليزيا هي(1500) لغة، فضلا عن انعزال كثير من اللغات وعدم الوصول إلى معرفتها ودراستها، وكل هذه اللغات تخضع لقاعدة ما اصطلح عليه علماء اللغة من ان (اللغة كائن حي) لها اعمار وسنن تخضع لها، بيد ان لغة واحدة خالفت نواميس هذه السنن فكانت معجزة يمكن الاحتجاج بها امام علماء جميع اللغات اذا ما تبين لهم ان العربية هي لغة اعتيادية قبل الاسلام ومعجزة بعدها بفضل النص المعجز. وقد قسم البحث على النحو الآتي: ــ المبحث الأول: يبين طبيعة اللغات في العالم وكيفية تطورها مع تبيان علاقة اللغة باللهجات في نموها وتطورها وانشطارها المستمر فضلا عن وظائف اللغات ليكون الفصل مقدمة لفهم العربية وخصوصيتها. ــ المبحث الثاني: يعرض لاثر القران الكريم في العربية فضلان عن تبيانه لطبيعة اللغة العربية التي تقسم على قسمين؛ الأول منهما يعرض للغة العربية قبل مجيء الإسلام والآخر بعده، فضلا عن الهدف الرئيس من البحث الذي يروم تبيان اثر القران الكريم في تطور هذه اللغة وغلبتها على باقي اللغات في شكلها ومضمونها. ــ الخاتمة: تقدم نتائج البحث والتوصيات مع إمكان الاحتجاج بالاعجاز في عدد منفرد يخالف الاعداد المتزايدة التي تخضع لقاعدة تضمها ولسنن لاتستطيع كسر مالوفها ومخالفة نواميسها. ــ ثبت المصادر الذي اعتمد كتب علوم القران والتفاسير وفقه اللغة وعلم اللغة وكتب علوم العربية والبحوث والدوريات فضلا عن المواقع العلمية الالكترونية التي تعنى باللغات، فضلا عن مصادر اللغات الأجنبية. ونسأل الله تعالى أن يسهم هذا البحث في فهم طبيعة اللغة العربية وأهميتها ومكانتها بين اللغات الأخرى فيما صنع لها النص المعجز ولأضع هذا البحث بين يدي القاريء الكريم وهو يهدف إلى نصرة ومؤازرة القران الكريم وهداية الناس باعجازه العددي، لذا فان كنت قد وفقت فذلك بفضل من الباري سبحانه وبخلافه فمن هناتي وما توفيقي إلا بالله تعالى شأنه. المبحث الأول: طبيعة اللغات يختلف الراصدون لعدد اللغات في العالم في وضع رقم دقيق لها، فبعضهم يشير إلى ما يقارب خمسة آلاف لغة ويذهب آخرون إلى وضع أرقام متعددة تتنقل من ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف لغة(1)، ويترك آخرون الحديث عن عددها بسبب كثرتها التي لم تتوافر إحصائية دقيقة عنها، إذ ورد ان عدد لغات غينيا وحدها(1109) لغة وعدد لغات جزر اندونيسيا وماليزيا هي(1500) لغة، فضلا عن انعزال كثير من اللغات وعدم الوصول إلى معرفتها ودراستها(2)، مما يبين ضعفا فيها وعدم إمكان --------------------------------------------------- 1) ظ: الموسوعة الحرة 2) ظ: عالم بابلي تاريخ اللغات ومستقبلها، هارلد هارمان، ترجمة: سامي شمعون، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، دوحة ـ قطر، الطبعة الاولى، 2006م، ص:65 ظهورها ضمن الدراسات. وتصنف اللغة العربية بالمرتبة السابعة ضمن لغات العالم وفقا للمتحدثين بها(1)، ويعدها آخرون وفقا لاستقراء وإحصائيات حديثة بالمرتبة الرابعة بنسبة 3,25% بعد الماندرين الصينية التي يمثل استعمالها نسبة 12,44% والاسبانية 4,85% والانكليزية 4,83% تليها الهندية بالمرتبة الخامسة فالبنغالية والبرتغالية لتندرج جميعها في قائمة لغات تطول(2). ولا تتطابق حدود الدولة مع حدود اللغة في أماكن العالم المختلفة على نحو ملحوظ فخارطة السياسة ليست هي نفسها خارطة اللغة وعادة ما تكون الحدود اللغوية أقدم من حدود الدولة(3)، ولما ورد شواهد كثيرة منها اللغة الألمانية التي يتُحدث بها في المانيا وسويسرا والنمسا وايطاليا وجنوب سيبيريا من روسيا، وكذلك الفرنسية والانكليزية وغيرها من اللغات. وتخضع جميع هذه اللغات لسنن تتفق في خطها العام وتختلف في جزئياتها وهي متطورة على نحو مستمر في إطار الزمان والمكان(4)، وهي على نحو ما وصفها علماء اللغة في كونها كائنا حيًّا يلد اللهجات التي تنمو لتصير فيما بعد لغات مستقلة بذاتها تتزاوج مع اللغات الأخرى وتنجب لهجات تصير فيما بعد لغات تنتمي إلى مشجرات كمشجرات العشائر والقبائل إذ تجمعها خصوصيات وسمات مشتركة وبسبب هذه المشتركات جاءت تقسيمات الفصائل على فصيلتين أحداهما الهندية الأوربية والأخرى الحامية السامية، وفي تقسيمات أخرى أضافوا إليها الفصيلة الطورانية فيما أورده ماكس مولر(Max Moller)، إذ قسم اللغات إلى ثلاث فصائل تندرج عنها مجاميع لغوية؛ والفصائل هي الهندواوربية والطورانية وفصيلة اللغات الحامية ـ السامية التي تنتمي لها اللغة العربية، فضلا عن شليجل في تقسيمه إلى لغات غير متصرفة أو عازلة ولغات لصقية أو وصلية ولغات متصرفة أو تحليلية، والاخيرة تنتمي إليها العربية، وغيرها من التفصيلات التي يعنى بها دارسوها(5)، وربما تموت لغة ما دون إنجاب لموت المتكلمين بها على نحو أو آخر أو تراجعها أمام لغات أخرى؛ كاللغات الاميركو هندية التي اضمحلت واختفى كثير منها في القارة الأمريكية واللغات الكلتيَّة في الجزر البريطانية التي أخذت بالاختفاء(6). ووصف اللغات كونها كائنا حيًّا يعود للأسباب المذكورة من خضوعها لهذه السنن ومثال لها اللغة الفرنسية التي تكوّنت من لغات السكان الأصليين لوسط أوربا وبقايا الرومانية ولغات القبائل الجيرمنية التي كانت تغزو قلب أوربا بين الفينة والفينة مما -------------------------------------------- 1) ظ: اللغة العربية في العصر الحديث قضايا ومشكلات، الدكتور محمود فهمي حجازي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998م، ص: 153 2) ظ: الموسوعة الحرة 3) ظ: عالم بابلي تاريخ اللغات ومستقبلهان هارلد هارمان: 51 4) ظ: الألسنية علم اللغة الحديث المبادئ والأعلام، الدكتور ميشال زكريا: 105 5) ظ: فقه اللغة، الدكتور عبد الحسين المبارك، مطبعة جامعة البصرة، 1986م، ص:22ـ23، ظ: فقه اللغة العربية، الدكتور كاصد ياسر الزيدي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ جامعة الموصل، 1407هـ ـ 1987م، ص: 62 6) ظ: ــ الألسنية علم اللغة الحديث المبادئ والأعلام، الدكتور ميشال زكريا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان، الطبعة الثانية، 1403هـ ـ 1983م، ص: 106ـ107 أدى إلى نشوء الفرنسية المشتركة (فأهمية باريس السياسية والمنطقة الباريسية تفسر لنا بدرجة كبيرة انتشار لهجة الإيل دي فرانس l,lle de france أي الفرنسية في الأقاليم المجاورة وذلك بانضمام هذه الأقاليم إلى المملكة... وفرنسية الإيل دي فرانس لم تمتد فحسب على اللهجات التي تشترك معها في أسرة واحدة، أي اللهجات المشتقة مثلها من اللاتينية، بل اتخذت أيضا لغات مشتركة لدى الفلمنكيين والبريتانيين، مع لغتيهما الطبيعيتين من أصل جيرماني أو كلتي...)(1). وهو شأن اللغة الانكليزية التي نشأت منها لهجات أمريكية واسترالية وهندية وغيرها؛ ولم تستطع الانكليزية بعد انفصال الجزيرة البريطانية عن فرنسا ان تحافظ على شخصيتها على الرغم من اعتمادها في تدريس قواعدها على نحو معياري فيما يصطلح عليه بالانكليزية القديمة Traditional English، وسرعان ما ظهرت مرحلة أخرى أعقبت المرحلة المذكورة وهي البنيويةStructuralism لفردينان دي سوسر ثم النحو التحويلي التوليديT.G.G Transformation generative grammar لنعوم افرام جومسكي، ولم تستطع الانكليزية الحفاظ على بقائها على الرغم من اعتمادها على النحو اللاتيني لتسير على وفق سنن اللغات في التغيير ودارت دراستها ثانية من المعيارية إلى الوصفية بعد ان ابتدأت وصفية شأنها شأن كل اللغات. فضلا عن نشوء لهجات ضمن البلد الواحد فثمة الانكليزية الواشنطنية التي بدأت تتخذ شخصية تختلف عن انكليزية نيويورك أو غيرها من المقاطعات التي تُنبئ في المستقبل بلغات تنتمي إلى الانكليزية ربما يطلق عليها مجموعة اللغات الانكليزية كما أطلق على مجموعة اللغات الجيرمنية او الاسكندنافية مع لحظ ان الانكليزية القديمة تختلف عن الانكليزية الحديثة اختلافا ملحوظا. وكذلك شأن اللغة االفارسية التي تعدّ من اللغات الهندو أوربية فهي الأخرى مرّت بمراحل تضمنت الفارسية القديمة التي كانت في عهد الاخمينيين(559ـ333ق.م) والفارسية الوسطى وهي البهلوية التي دونت بالآرامية والصغدية في سمرقند في القرن الرابع قبل الميلاد وكذلك الخوارزمية، ثم الفارسية الحديثة، فضلا عن تضمن هذه المراحل لتطورات أخرى تحملها كل مرحلة (2)، كما ان الفارسية الحديثة تضم لهجات متعددة تنبئ بانفصالها مستقبلا لتكون لغات مستقلة ولاسيما انها تتوزع على دول غير إيران كأفغانستان وطاجكستان وازبكستان فضلا عن انجذابها بقوة نحو اللغة العربية التي تؤشر وجودا خطرا على حياة الفارسية، وكذلك هو شأن باقي اللغات وفقا لما تنقله الكتب المترجمة لطبيعة اللغات وسننها التي تشير بوضوح إلى عدم قدرتها على البقاء طويلا دون انشطار إلى لهجات ثم لغات أو انصهارٍ في لغات أخرى أو موتٍ من دون بيان لأثر لها سوى ما كُتبت به أو ما وصفت به في حال عدم توفر حروف تُكتب بها، وربما عاشت وماتت دون معرفتنا بأمرها لعدم ذكر المؤرخين لها. فضلا عن ان نشأة اللغات ومنها اللغة العربية من المسائل المجهولة ولا يوجد دليل ------------------------------------ 1) اللغة، ج.فندريس، تعريب: عبد الحميد الدواخلي و محمد القصاص، مصر، (د.ت)، ص: 330 2) ظ: فقه اللغة العربية، الدكتور كاصد ياسر الزيدي: 63 ملموس وقطعي يؤكد أصل النشأة الأولى على نحو الدقة(1)، ويعد بعضهم العربية كذلك دون تمييز لمرحلتها إذ أشار بعضهم إلى ان (ليست العربية، كما يدعي بعض اللغويين العرب، لغة متميزة تنفرد بخصائص لا توجد في لغات أخرى، ومن ثمة لا يمكن وصفها بالاعتماد على النظريات الغربية التي بنيت لوصف لغات أوربية، بل العربية لغة كسائر اللغات الطبيعية وتشترك معها في عدد من الخصائص (الصوتية والتركيبية والدلالية)، وتضبطها قيود ومبادئ تضبط غيرها من اللغات، وبصفتها "عربية" تختص بمجموعة من الخصائص التي لا توجد في كل اللغات، وإنما توجد في بعض اللغات. وكونها عربية لا يعني انها تنفرد بخصائص لا توجد في أية لغة من اللغات. بل لا نكاد نجد ظاهرة في اللغة العربية إلا ونجد لها مثيلا في لغة أو لغات أخرى، هند أوربية كانت أو غير هند أوربية)(2)، ولا يؤيد ما ورد واقع اللغة العربية عندما يطلق الكلام دون تقسيم لمرحلتيها المتمثلة بالأولى التي سبقت مجيء القرآن وأخرى بعد المجيء، فهي لغة اعتيادية في المرحلة السابقة للقران ربما تتميز ببعض الخصائص كما يرى بعضهم تميزها ببعض الصفات(3)، وهو أمر غير متفق عليه إذ يذهب آخرون إلى تميزها بالإعراب على سائر اللغات الجزرية، بيد اننا نجد ما ذهبوا إلى تفرده موجودا أو ما يشابهه في اللاتينية وعدّوا الحديث عن مناسبة الحروف لمعانيها والترادف والمشترك اللفظي يميز العربية وهو أمر لا يؤيده واقع اللغات فهي ظواهر موجودة في لغات أخرى كالانكليزية لذا ما أشاروا إلى انها صفات مميزة لها؛ نجدها صفات لا تؤهلها للتفرد المطلق ولاتحولها إلى معجزة بين اللغات وهو ما يبينه الواقع من وجود اللهجات وتقره الدراسات (ما تستطيع ان تقرره هذه الدراسة هو ان لهجات القبائل العربية كانت حقيقة قائمة أملتها قوانين تكوّن اللهجات التي تصدق على كل اللغات ثم نستطيع بعد ذلك ان نجد آثار هذه اللهجات واضحة على الأدب الجاهلي)(4)، ومما هو مؤكد ان لكل لهجة بيئة خاصة بها تنتمي إلى بيئة أوسع هي اللغة التي تضم لهجات أخرى(5)، ويختلط مفهوم أفصح اللغات إذ غلب الحديث ردحا من الزمن ان اللغة العربية هي أفصح لغات العالم ولهجة قريش هي أفصح اللهجات وهو ما أشار إليه جمع من المفسرين في تفسير قوله تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(يوسف:2)، إذ ورد (وذلك لأن لغة العرب هي أفصح اللغات ---------------------------------------- 1) ظ: اللهجات وأسلوب دراستها، الدكتور أنيس فريحة، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1409هـ ـ 1989م، ص: 15، ظ: فقه اللغة في الكتب العربية، الدكتور عبده الراجحي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1392هـ ـ 1972م، ص: 77، ظ: فقه اللغات العروبية وخصائص العربية، أ.م.د خالد نعيم الشناوي، الجنوب للطباعة والنشر والتوزيع، العراق، الطبعة الأولى، 2013م، ص: 29 2) ظ: اللسانيات واللغة العربية نماذج تركيبية دلالية، الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء ـ المغرب، الطبعة الأولى، 1985م، ص:56 3) ظ: فقه اللغة، الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن، مطبعة دار الحكمة للطباعة والنشر، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ بغداد، 1411هـ ـ 1990م، ص: 55 4) الأدب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموَّحدة، الدكتور هشام الطعان، منشورات وزارة الثقافة والفنون، الجمهورية العراقية،1978م، ص:235 5) ظ: فقه اللغة، الدكتور عبد الحسين المبارك:37 وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم اللغات)(1)، ويذهب البحث إلى أن الكلام لا يستند على دليل علمي يؤيد ذلك إذ لم يطلع السابقون على لغات الأرض كافة وهي في تزايد وتكاثر مستمر كي يطلق هذا الرأي، ولم يُعرف عن بقية اللغات انّها غير بيّنة ولا تؤدي المعاني التي تقوم بالنفوس، فلآداب الأمم وفنونها الألسنية الأثر الكبير في مجتمعاتها، فضلا عن ان مفردة (عربي) الواردة في الاية القرانية لا قطع في دلالتها وربما تعني الوضوح لأي انه قران واضح بيّن. وعند العودة إلى المعجمات نجد ان الفصاحة لغة تعني الوضوح والإبانة(2) وهو معناها الاصطلاحي في اللغات كافة، باستثناء اللغة العربية التي حددت الفصاحة على نحو معياري في الكلمة والكلام والمتكلم، ففي الكلم شرطها خلوها من الغرابة ومخالفة القياس وتنافر الحروف وفي الكلام خلوه من تنافر الكلمات وضعف التأليف وعدم التعقيد(3)؛ وهذا الاصطلاح يتعلق ربما باللغة العربية وحدها، وهو ما يخلتف عن مفهومه في باقي اللغات التي تعتمد فيها الفصاحة على سعة الانتشار لتكون واضحة ومؤثرة في عدد كبير من متكلمي اللغة الواحدة. فضلا عن ان لهجة قريش ليس أفصح لهجات العرب وفق المعيارية ولكنها أقواها وأوسعها انتشارا بسبب مكانتها الدينية والاقتصادية وغلبة قريش على باقي القبائل العربية ودليل ذلك ان قريش لهم رحلتي الصيف والشتاء واختلاط بلغات أخرى كالرومية والحبشية مما يدخل مفردات لم تألفها العربية إليها دون القبائل المنزوية في داخل صحراء الجزيرة العربية التي لم تختلط بما اختلطت به قريش فكانت بعيدة عن المفردات الدخيلة. وعوداً على بدء نجد اللغة العربية بعد مجي القران الكريم تميزت واختلفت عن باقي اللغات فيما أُشير إليه من سنن لتتفرد على غيرها بسنن خاصة غير ما ورد من سنن باقي اللغات. المبحث الثاني: الاثر القراني في الاعجاز بلغة واحدة جرت العربية على سنن اللغات قبل مجيء الإسلام ونزول القران الكريم وكانت لهجاتها مقدمة للغات تنشطر عنها، وربما ضاعت العربية في حال استعمار الفرس -------------------------------------------- 1) تفسير القران العظيم، ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القريشي الدمشقي(ت 774هـ)، تقديم: يوسف عبد الرحمن المرعشي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان ـ بيروت، 1412هـ ـ 1992م، ص:2/467 2) الصِحاح المسمى تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصير إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (400هـ)، حققه وضبطه شهاب الدين أبو عمرو، دار الفكر، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى، 1418هـ مادة (فصح)، لسان العرب، ابن منظور(630 - 711هـ)، اعتنى بالتصحيح: أمين محمد عبد الوهاب، ومحمد الصادق العبيدي، دار إحياء التراث العربي مؤسسة التاريخ العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية (بدون تاريخ)، مادة (فصح). 3) ظ: البلاغة والتطبيق، د. احمد مطلوب ود. كامل حسن البصير، منشورات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، العراق، الطبعة الثانية، 1420هـ ـ 1999م، ص: 57 لهم أو الروم واستمرار هذه الغلبة والسيطرة على الأرض لوقت طويل ينسيهم لغتهم بعد انجرارهم مع اللغة الأقوى وهي لغة المستعمر وربما توزع العرب على لغات متعددة، لذا هي لغة لا تختلف عن بقية اللغات في استقبالها للدخيل بتعريبه أحيانا وبقائه على حاله في حالة أخرى، وكان هذا الأمر موضع نقاش طويل بين مؤيد ورافض وبين قائل بنزول القران باللغة العربية بتراكيبها وألفاظها دون سواها وآخر يجد ان في العربية ألفاظاً من غيرها كالطور بمعنى الجبل في السريانية والقسطاس بمعنى العدل بالرومية والسريّ وهو النهر الصغير باليونانية والسندس بمعنى الرقيق من الستر بالهندية(1) فضلا عن أمثلة كثيرة لألفاظ تؤكد مصادر كثيرة انها ليست عربية فمنها مما لم تُعرف زراعته عند العرب أو صناعته فيها وانما هو مما ورد من لغات أخرى. بيد ان بعضهم ذهب إلى ان العربية ارتقت(على غيرها من لغات البشر، وخُصَّت من دونها جميعاً بأسباب الرفعة والقوة والخلود. أما هذا النضج وذلك الاكتمال للغة العربية، فلم يكن ذروة وصلت إليها ثم تنحدر عنها، بل إن عناصر هذا الاكتمال والقدرة على متابعته هي من خصائص تكوين هذه اللغة الفريدة، مما دعا كثيراً من الباحثين اللغويين في القديم والحديث إلى التعبير عن شدة إعجابهم بخصائص العربية، وقدرتها على مسايرة الحياة واستيعابها والتعبير عنها، بقوانين تكاد تكون توقيفية من عند الله...إذ لا يُعقل أن يفعل مثل هذا أقوامٌ لا همَّ لهم سوى التنقل في أرجاء البادية بحثاً عما يمسك الرمق)(2)، والأمر ليس على نحو ما ورد فالعربية تسير على وفق ما سارت عليه اللغات، لذا يجيب النص على نفسه بنفسه فلا طاقة لأيٍّ من الأقوام ان تجعل من لغتها معجزة تتفرد بها على الآخرين. ولكن وبعد نزول القران الكريم على لغة العرب أعلى النص المعجز من شانها وراح علماء المسلمين ينّظرون لقواعدها ويرسمون حدودها بعدما أحسوا خطر اللحن الذي تعدى المألوف ووصل النص القرآني في الرواية المشهورة من ان احدهم قرأ (أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(التوبة: 3)، بكسر(رسوله) وعطفها على المشركين مما أساء إلى المعنى وقلبه نحو الضد مما استشعر الإمام علي (عليه السلام) والمسلمين من بعده خطر اللحن الذي وصل إلى دائر الخطر وهو ما دفعه ليوصي أبا الأسود الدؤلي بوضع اللبنات الأولى للنحو وكما يشير المؤرخون ان سبب تسمية النحو تعود لقول الإمام لأبي الأسود (انح هذا النحو) (3)، وهنا لابد من تسجيل سبب تقعيد القواعد ورسم حدود مستويات اللغة الذي يعود للحفاظ على لغة القران الكريم وليس على اللغة العربية على الرغم مما يشير إليه طائفة من علماء العربية من أسباب أخرى كالسبب القومي والحضاري والاجتماعي فاللغة موجودة قبل مجيء الإسلام ولم يتقدم احد محاولا الحفاظ عليها على الرغم من تغيّرها وان كان تدريجيا ------------------------------------------ 1) ظ: البرهان في علوم القران، الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي(ت794هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، منشورات المكتبة العصرية، صيدا ـ لبنان، 1391هـ ـ 1972م، ص: 281ـ290 2) أبحاث في اللغة، الدكتور محمد علي سلطاني، دار العصماء، دمشق ـ سوريا، الطبعة الأولى، 1422هـ ـ 2001م، ص: 71 3) ظ: المدارس النحوية، الدكتورة خديجة الحديثي، دار الأمل، اربد ـ الأردن، الطبعة الثالثة، 1422هـ ـ 2001م، ص: 39ـ40 وهو تغيير تفرضه رحلة الشتاء والصيف والاختلاط بالأقوام الأخرى فتكون نسبة التغيير مختلفة في كثرتها وقلتها تعود لقوة متاخمة العرب بالأعاجم كما في العراق واليمن أو احتكاكهم بهم كما هو الأمر في وسط الجزيرة العربية. لذا بدأت دراسة العربية دراسة وصفية بوضع دائرة الاحتجاج اللغوي بمعياريها الزماني والمكاني باتفاق المذهبين النحويين؛ مذهب البصرة والكوفة مع اختلاف في حد الضابطين إذ ضيّق البصريون ووسع الكوفيون فقد درسها العلماء الأوائل دراسة وصفية في تتبعهم لكلام العرب الموثوق بعربيتهم والخاضعين لدائرة الاحتجاج اللغوي بمعياريها الزماني والمكاني، ثم انتقلت دراسة العربية إلى المعيارية(1). ثم تحولت الدراسة الوصفية إلى معيارية فيما بعد ترصد كل انحرافاً في اللغة واستعمالاتها وما يخرج عن القواعد الموضوعة واصل الاستعمال الذي واكب نزول القران الكريم. مما أنبأ بلغة عربية تحمل سنن خاصة بها وهي عربية القران الكريم التي تختلف عن عربية ما قبل القران وهو ما يفسر ان تكون العربية الرسمية في وقتنا المعاصر هي هي العربية الممتدة في تاريخها إلى وقت نزول القران الكريم فكانت بحقّ معجزة في طول عمرها وقدرتها على المحافظة على خصوصيتها دون باقي اللغات ولكنها تحولت إلى معجزة بسلطة النص القرآني لا بنفسها، وهو أيضا أي ـ النص القرآني ـ أعطى وظيفة ثالثة للغة العربية لم تألفها باقي اللغات التي عرفت وظيفة الاتصال النفعية وهي التي تستعمل بمستواها البسيط بين الناس على نحو عام لتلبي احتياجاتهم الحياتية فضلا عن الوظيفة الثانية وهي الوظيفة الجمالية الإبداعية للغة والتي يستعملها الأدباء والمثقفون الذين خبروا اللغة ومرسوا استعمالها، وهو شأن كل اللغات التي تُستعمل للتواصل والإبداع، باستثناء النص القرآني الذي استعمل العربية استعمالا اعجازيا فكان الاعجاز في استعمال اللغة لا في اللغة أي في الكلام (speech) وليس في اللغة (language) وهذا الاعجاز اختص به النص القراني الذي دانت له بلغاء العرب ومتكلموهم بعدما عجزوا عن المجيء بمثله في مستويات التحدي التي أطلقها القران الكريم التي وصلت إلى التحدي بالمجيء بعشر سور لتصل بعدها إلى سورة واحدة من دون تحديد للسورة كبرت أو صغرت وكثرت آياتها أو قلت وهو أمر على الرغم من إحراجه لمتكلمي العرب وشعرائهم بيد انه جعل منهم ينهضون نحو الارتقاء باستعمال اللغة نحو مستوى النص القرآني قدر استطاعتهم؛ مما يؤشر رفع العرب لمستواهم في استعمال العربية ومحاولتهم مجاراة القران الكريم باستعمالاته وأساليبه ولغته واستمرت هذه المجاراة والدراسات إلى يومنا هذا من دون أن تنفك عنه لأنّها وجدت فيه معينا لا ينضب ومنهلا لا ينفذ لدراستهم في اللغة ومستوياتها فكان القطب الذي تدور حوله الدراسات دون توقف إذ سجل تأثيرا كبيراً على اللغة العربية ليحولها من لغة اعتيادية إلى لغة معجزة شهدت لها الأدلة العلمية بكونها تمتلك أطول حياة بين اللغات بما خرق سنن اللغات وشهدت ----------------------------------------------- 1) ظ: اللغة بين المعيارية والوصفية، دكتور تمام حسان، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1412هـ ـ 1992م، ص:23 لها الأدلة العلمية على قدرتها في التخلص من الدخيل واللهجات التي تعاقبت عليها عبر السنين والقرون، فضلا عن قدرتها وقوتها وغلبتها على لغات كثيرة جاءت مع الغزاة والمستعمرين للأمصار العربية كالتتر والترك والفرس والانكليز والفرنسيين وغيرهم. وهي في ظل هذه اللغات القادمة بين محافظة على وجودها وبين متغلبة أو متعلقاتها على بعض اللغات وهو ما ملحوظ من دخول عدد كبير من المفردات العربية إلى الفارسية والتركية وغيرهما فضلا عن تأثير متعلقاتها كاستعمال الحروف العربية في كثير من اللغات الآسيوية كما هو ملحوظ في أفغانستان وإيران وأذربيجان وكثير من دول آسيا الوسطى وما كانت هذه الغلبة لولا مؤازرة القران الكريم لها مما يسجل قدرة عالية على الاستمرار والبقاء بوجه المتغيرات دون انجراف ملحوظ أمام التغيّرات التي تطرأ على المجتمعات كالتطور العلمي وظهور أعداد كبيرة من المفردات مع تزايدها المستمر، فضلا عن كسر مألوف الاستعمال في لغة التواصل الاجتماعي عبر منافذه ولما ورد حقَّ أن تكون اللغة العربية هي المؤمل عليها لغة موحدة لمستقبل البشرية على نحو الفرض وليس التطبيق في المستقبل المنظور، لما أثبته ماضيها الذي يعيش في حاضرها ولدعم النص المعجز لها؛ فهو معجز في استعمال اللغة وفي بقائه وفي نصه الواحد وفي غير ما ورد مما لا يتسع ذكره، وهذا التأييد من النص المعجز للغة جعلها تخرق نواميس كل اللغات وقواعدها بما لا تستطيع كل اللغات مجاراتها عليها، جعلنا نتطلع إلى إمكانية ان تنهض باحتياجات البشرية دون غيرها من اللغات لتحفظ لهم الجهد والوقت والمال دون حاجة إلى ترجمة ما كتبه الماضون كما في باقي اللغات الأخرى ودون خوف من انشطارها وتوزعها في لغات متعددة يضيع معها الموروث التاريخي والعلمي من دون تقديم جهد ووقت وإمكانات في ترجمته لإحيائها بما يناسب العصر. وتحولت بذلك إلى لغة دولية أو عالمية international language او universal language وما يتصف بالعالمية هو عدد محدود من اللغات التي انتشرت للتجاوز في استعمالها الإطار المحلي ولتصبح وسيلة تفاهم بين أبناء قوميات ولغات مختلفة غير ان معايير العالمية يعدها بعضهم لا تتعلق ببنية اللغة وخصائصها الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية بل بمجالات الاستعمال(1)، وتعدّ الأكادية والآرامية وغيرهما من اللغات العالمية للمواصفات المذكورة غير انّ كثيراً من هذه اللغات تآكلت أو اضمحلت وتغيّرت وربما انتهت، فضلا عن ان موصفات العالمية في العربية تعلقت بخصائص مستوياتها اللغوية فضلا عن مجالات الاستعمال التي توافرت بسبب ما قدمه النص القرآني لها. ------------------------------------------ 1) ظ: اللغة العربية في العصر الحديث قضايا ومشاكل، الدكتور محمود فهمي حجازي: 149 خاتمة خلص البحث الى طائفة من النتائج جلها يتعلق بالتاثير القرآني فيما جعله للغة العربية من تفرد في دراستها ووظائفها وميزاتها، ولعل من اكثر هذه النتائج أهمية هي: ـ اللغة العربية هي أقوى اللغات وليست أوسعها انتشارا ومفهوم الأقوى في السابق يعود لقوة بسط النفوذ بالتجارة أو العلم والفنون أو القوة العسكرية او غيرها، ولم يكن ما ورد سببا في قوة العربية بل كان سبب قوتها وبقائها هو القران الكريم. ــ لهجة قريش ليس أفصح لهجات العرب ولكنها أقواها وأوسعها انتشارا بسبب مكانتها الدينية والاقتصادية وغلبة قريش على باقي القبائل العربية ودليل ذلك ان قريش لهم رحلتي الصيف والشتاء واختلاط بلغات أخرى كالرومية والحبشية مما يدخل مفردات لم تألفها العربية إليها دون القبائل المنزوية في داخل صحراء الجزيرة العربية التي لم تختلط بما اختلطت به قريش فكانت بعيدة عن المفردات الدخيلة. ــ الفصاحة لغة تعني الوضوح والإبانة وهو معناها الاصطلاحي في اللغات كافة، باستثناء اللغة العربية التي حددت الفصاحة على نحو معياري في الكلمة والكلام والمتكلم، ففي الكلم شرطها خلوها من الغرابة ومخالفة القياس وتنافر الحروف وفي الكلام خلوه من تنافر الكلمات وضعف التأليف وعدم التعقيد؛ وهذا الاصطلاح يتعلق باللغة العربية وحدها، وهو ما يخلتف عن مفهوم الفصاحة لباقي اللغات التي تعتمد فيها الفصاحة على سعة الانتشار لتكون واضحة ومؤثرة في عدد كبير من متكلمي اللغة الواحدة. ــ اللغة العربية المُوِّحِدة للهجات للحفاظ على التراث والتأثير على التماسك الاجتماعي العربي لما للغة العربية من أثر كبير، أو اللغة العالمية الموَّحَدة بعد رقُي العقل البشري بتفكيره بلغة توحده على نحو الفرض وليس التطبيق وعلى نحو اللغة الرسمية أو الإبداعية وليست الشعبية أو النفعية؛ نجد ان العربية هي الأقوى للقيام بهذه المهمة. ــ نشأة اللغات الانترنيتية يؤثر سلبا على وحدة اللغة وهو قطعا يؤثر في اللغات على نحو عام، لكن العربية أكثر قدرة من بقية اللغات في التخلص منه كما تخلصت من كثير من المفردات الفارسية والتركية والفرنسية والايطالية وغيرها. ــ محاولة زج اللغة العربية في سنن اللغات الأخرى وإلباس ما يجري في اللغات عليها هو عدم فهم لخصوصية هذه اللغة وطبيعة تأثير النص القرآني عليها. ــ القران الكريم حوّل اللغة العربية من لغة اعتيادية إلى لغة معجزة باستعماله لها لتكون متميزة على بقية اللغات. ــ تُستعمل اللغات لوظيفتين أحداهما النفعية والأخرى الإبداعية والعربية انفردت بوظيفة ثالثة هي الاعجازية في الاستعمال القرآني. ــ أدلة علمية فضلا عن الملموسة تشير إلى إمكانية ان تكون اللغة العربية هي لغة الإنسان بعد رقي عقله وتوحده، أو ربما تكون اللغة الموحدة على سبيل الفرض وبالقوة دون التطبيق والفعل، أو انها اللغة العلمية مستقبلا. ـ إذا كنا لا نعرف بدايات اللغة العربية وهل هي فرع أو أصل برأسه بما لا يسعفنا به الدليل؛ فلعلنا نعرف حاضرها وهو ما يشير الى معرفة مستقبلها. ــ تقسم العربية على مرحلتين الأولى مرحلة ما قبل القران الكريم وهي اللغة العربية الاعتيادية والثانية التي تأثرت بالنص القرآني وهي لغة القران ما بعد القران وليست اللغة العربية ما قبل القران. ------------------------------------------ ثبت المصادر ــ أولا ـ القران الكريم ـ أبحاث في اللغة، الدكتور محمد علي سلطاني، دار العصماء، دمشق ـ سوريا، الطبعة الأولى، 1422هـ ـ 2001م. ـ الأدب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموَّحدة، الدكتور هشام الطعان، منشورات وزارة الثقافة والفنون، الجمهورية العراقية،1978م. ــ الألسنية علم اللغة الحديث المبادئ والأعلام، الدكتور ميشال زكريا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان، الطبعة الثانية، 1403هـ ـ 1983م. ــ البرهان في علوم القران، الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي(ت794هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، منشورات المكتبة العصرية، صيدا ـ لبنان، 1391هـ ـ 1972م. ــ البلاغة والتطبيق، د. احمد مطلوب ود. كامل حسن البصير، منشورات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، العراق، الطبعة الثانية، 1420هـ ـ 1999م. ـ تفسير القران العظيم، ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القريشي الدمشقي(ت 774هـ)، تقديم: يوسف عبد الرحمن المرعشي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان ـ بيروت، 1412هـ ـ 1992م. - الصِحاح المسمى تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصير إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (400هـ)، حققه وضبطه شهاب الدين أبو عمرو، دار الفكر، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى، 1418هـ. ـ عالم بابلي تاريخ اللغات ومستقبلها، هارلد هارمان، ترجمة: سامي شمعون، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، دوحة ـ قطر، الطبعة الاولى، 2006م. ــ فقه اللغة، الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن، مطبعة دار الحكمة للطباعة والنشر، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ بغداد، 1411هـ ـ 1990م. ــ فقه اللغة، الدكتور عبد الحسين المبارك، مطبعة جامعة البصرة، 1986م. ـ فقه اللغة العربية، الدكتور كاصد ياسر الزيدي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ جامعة الموصل، 1407هـ ـ 1987م. ــ فقه اللغات العروبية وخصائص العربية، أ.م.د خالد نعيم الشناوي، الجنوب للطباعة والنشر والتوزيع، العراق، الطبعة الأولى، 2013م. ــ فقه اللغة في الكتب العربية، الدكتور عبده الراجحي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1392هـ ـ 1972م. - لسان العرب، ابن منظور(630 - 711هـ)، اعتنى بالتصحيح: أمين محمد عبد الوهاب، ومحمد الصادق العبيدي، دار إحياء التراث العربي مؤسسة التاريخ العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية (بدون تاريخ). ـ اللسانيات واللغة العربية نماذج تركيبية دلالية، الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء ـ المغرب، الطبعة الأولى، 1985م. ــ اللغة، ج.فندريس، تعريب: عبد الحميد الدواخلي و محمد القصاص، مصر، (د.ت(. ــ اللغة بين المعيارية والوصفية، دكتور تمام حسان، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1412هـ ـ 1992م. ــ اللغة العربية في العصر الحديث قضايا ومشكلات، الدكتور محمود فهمي حجازي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998م. ــ اللهجات وأسلوب دراستها، الدكتور أنيس فريحة، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1409هـ ـ 1989م. ــ المدارس النحوية، الدكتورة خديجة الحديثي، دار الأمل، اربد ـ الأردن، الطبعة الثالثة، 1422هـ ـ 2001م.
أقرأ ايضاً
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة
- رصانة لغة الخطاب الاعلامي