- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
واقعة الطف أَوْج الصراع بين الخير والشر
حجم النص
بقلم:صادق القيم "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ",التكبر كان بداية الصراع بين الخير والشر حين ابى اللعين السجود لأدم (عليه السلام), زاعما انه خلق من طين وهو خلق من نار والنار اكثر قيمة من الطين, فلم يسجد وبداء الصراع حين طرد من الملائكة ليكون من الكافرين, " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين", ان في ظاهر هذه الاية تفسير لكل ما حصل من صراع على مدى الدهور. قتل قابيل لاخيه هابيل وغرق اهل نوح و مصيبة موسى النبي مع بني اسرائيل, وعدم الانصياع لنبي معقود اللسان و رمي يوسف في البئر, و محاربة العذراء وال عمران من كهنة اليهود و محاولة صلب عيسى من قبل بني اسرائيل لنبي ليس له اب, كلها كانت بدافع التكبر والغيره وان محاربة قريش والاعراب للنبي محمد (عليهم وعلى نبينا واله افضل الصلاة والسلام), كانت بنفس دافع التكبر الذي منعهم من الانصياع والتسليم للنبي مع علمهم بصدقه وامانته حيث كان يلقب بالصادق الامين. وامتد هنا الحقد العربي لمشايخ وكهول مكة من الاعراب حتى مرغ الاسلام انوفهم بالتراب, ودخل الاسلام مجبرين اذ لاخيار كان امامهم, لكن بقى حقد ابناء الطلقاء ممتدا حتى جاء الامر الالهي, الذي كان بمثابة الضربة القاسمة التي كسرت كبريائهم ودمرت هيبتهم يوم بيعة الغدير, بقوله تعالى" ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته... يعصمك من الناس إن... لا يهدي القوم الكافرين ", فقال عليه واله افضل الصلاة والتسليم " ألا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ". اشتد حقد المنافقين وابناء الطلقاء الذي كانوا في البدء اسياد مكة, فابتدء بالسقيفة وصولا الى معركة الطف حين لم يبايع الحسين (عليه واله الصلاة والسلام) يزيد, فاشتد غيضه وطفح غروره طالب براسه الشريف او يأتي ويبايع, فخرج ابن سيدة النساء مع اهله وعياله من المدينة متجه الى الى مكة, من ثم الى العراق قاصدا الكوفة بعد ان توافدت عليه الوفود تدعوه بالقدوم الى العراق, حين علم بنوايا الاموين وخططهم لقتله وقد اعدو العدة وجعل توقيتها في موسم الحج, وقد فوت عليه واله الصلاة والسلام الفرصة, بخروجه في الثامن من ذي الحجه متجه نحو العراق حفاظ على حرمة مكة بقوله, " إن أبي حدثني أن لها كبشاً به تستحل حرمتها وما أُحب أن أكون أنا ذلك الكبش" هنا لعب الشيطان دور وارتد اهل الكوفة عن زعمهم انا لك ناصرون, فقد اشتروهم بالمال او هددوا بالسيف, ليتجه نحو كربلاء وليقدم قرابينه للرحمان الواحد تلو الاخر, "ارضيت يارب خذ حتى ترضى" ليعلن انتصار الدم على السيف, واليخرج المنتصر مكسورا خاسرا اخرته, وبعد وصول الخبر الى الملعون قال ابيات شعرا كان مطلعها, "ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل", هنا كان الحقد الدفين الذي اوصل يزيدا لقتل ابن بنت النبي عليهم افضل الصوات والسلام, حقد اعراب مكة على اهل البيت (عليهم السلام) حقد الدعي ابن الدعي, لكن وهب الجليل الحسين عليه السلام انتصارا بشرنا به على لسان سيدتنا زينب عليه السلام, بقولها ليزيد"فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة... على الظالمين"..