- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هبل لن يموت .... أماتَ هُبَلْ؟!
حجم النص
بقلم:احمد الجنديل من قال لكم هذا هُبَل لم يمتْ ولن يموت، ربما غادر اسمه، أو هجرَ ملامحه، أو ترك سيفه ليستبدله بسيف آخر لكنه لم يمت ولن يموت. وهبل متسامح وأريحي وشفاف، يتحدث بهدوء وموضوعية، ويخاطب شعبه بمودّة ومحبّة، وعندما يأخذ غفوة قصيرة، يستفيقُ مذعوراً على نهيق نداء الخوف من مؤامرة تحاك ضدّه، فيسرعُ إلى ذبح أريحيته وشفافيته، ويبدأ بصفحة جديدة من تاريخ ملوث بالدماء والدموع. وهُبَل لا يأتي فارغاً، فهو المناضل المجاهد المعجزة، صاحب الإرادة والفكر الثاقب، يحمل أفكاره التي تحيل الرماد إلى ذهب، وعندما يتناسل الشعراء من تحت سراويله، يبدأ سوطه ليعلَم الجميع فنون الترويض، ومبادئ التأليه. ارفعوا الستار قليلاً، وجربّوا الشجاعة مرّة واحدة، ستجدون هُبَل وأعوانه، فهم وطنيون بلا وطن، متدينون بلا دين، قبليون بلا قبيلة، طائفيون بلا طائفة، شرفاء بلا شرف، فهبُل لا يعرف غير قوائم الكرسي الجالس عليه، وشعاراته لا تملك نافذة للخروج غير نافذة العرش المتمسك به. في بلاد الغرب الكافر، يحمل الحاكمُ لقباً واحداً، وعندما تنتهي فترة حكمه يخرجُ من الباب الذي دخلَ منه، وفي بلد الإيمان المطلق، يحمل الحاكم على صدره متحفاً من الألقاب، ولا يغادر عرشه إلا عندما يغادر رأسه جسده، تشيّعه لعنات مَنْ صفقوا له، وهتفوا بحياته. وفي بلاد الغرب الزنديق، لا يملكُ الحاكم غير هوية المواطنة التي يملكها الشعب، ولأنها الهوية الأولى التي تموت عند قدميْها كل الاعتبارات، فقد منحها الجميع جهدهم وعرقهم، ووضعوا على رأسها تاج القدسية، وفي بلد الفوازير والأساطير السياسية، تتناسل الهويات في سراديب المنافقين، وتتكاثر بالانشطار الأميبي، ومع تكاثرها تضيع هوية الوطن والمواطن، ومع ضياعها تهبّ عواصف الظلام، ويضيع كلّ شيء إلا وجه هُبَل. وفي بلد الغرب الملعون، اجتمع القوم وقرروا ذبح هُبَل، ذبحوه من الوريد إلى الوريد، خلعوا النياشين التي تدّبج صدره، وأحرقوا ذيل الطاووس وارتاحوا، وفي بلد التزوير والتخدير والتبرير، يتغذى هبل من دماء صغارنا، نعرضُ عليه فتياتنا لينشر بركاته على أجسادهن، نصلي وراء جواريه المخمورات، نقدم أرواحنا قرباناً لعرشه المقدس، نركع بين يديه أذلاء، نسجد في قصوره المشيدة بجماجم الأبرياء، والمزيّنة بدموع الفقراء، والمغسولة بأنفاس المظلومين. هُبَلْ لم يمت ولن يموت، ما دام يتبختر في دمائنا، ويَزني في عروقنا، وينام في رؤوسنا. إلى اللقاء
أقرأ ايضاً
- الحرب النوعية
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام