- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دعوة للضحك .. أمير قطر يدعو الى مواجهة الإرهاب
حجم النص
بقلم:نبيل لطيف كادت تنتابني حالة من الغثيان وانا اقرأ انباء فظاعات المجموعات التكفيرية بمختلف مسمياتها، في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفي كثير من المناطق الاخرى، بسبب رائحة الدم التي تفوح منها، ولم ينقذني من هذه الحالة الا كلمة امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني التي القاها في افتتاح القمة الخليجية التي استضافتها بلاده الثلاثاء 9 كانون الاول / ديسمبر، فقد قللت من وطأة اخبار وصور السفاحين، وجعلتني اضحك وانسى للحظات فظاعة ما كنت اقرأ وأرى. كلمة الشيخ تميم اضحكتني، لا ادري لماذا، هل كان ما يقوله مزحة؟، ام بسبب شدة تناقضها مع الواقع؟، المهم انني ضحكت، صحيح انها كانت ضحكة مُرة، الا انني ضحكت على كل حال، وقد ضحكت مثل هذه الضحكة من قبل وذلك عندما اشتكى الصهاينة من الخطر الذي يشكله اهالي غزة المحاصرين منذ سنين على امن "اسرئيل" ذ و"الشعب الاسرائيلي"!!، وضحكت ذات الضحكة ايضا وانا اسمع الولايات المتحدة الامريكية تطالب غزة ان توقف "عدوانها السافر" على "اسرائيل الوديعة المسلمة". ومن اجل الا اكون بخيلا وان احتكر الضحك لنفسي، في هذا الزمن النكد الذي عز فيه الضحك في ظل قيادة الدول الخليجية للعرب واللعب بمصيرهم، لذا سأحاول ان اجعل القارىء يضحك، من خلال نقل فقرات قصيرة من كلمة امير قطر امام القمة الخليجية، لاسيما حديثه عن مخاطر الارهاب الذي يهدد المنطقة وشعوبها. في كلمته اشار الشيخ تميم الى ظاهرة الارهاب التي تتفشى وتتسع في المنطقة، وقال ان هذه الظاهرة: "تتطلب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. وانه لا مجال أمامنا إلا مواجهة الإرهاب. واضاف: “لكن لا بد أن تبذل جهود لتجنيب المجتمعات العربية آفة التطرف والإرهاب بالوقاية قبل العلاج. فالشباب الذين ينجذبون إليه لا يولدون متطرفين، ولا الإرهاب صفة تميز دينا بعينه أو حضارة بعينها". هذه نكتة امير قطر التي اضحكتني، فالرجل يتحدث عن ضرورة استئصال جذور ظاهرة الارهاب وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تفتك بالمنطقة، بينما هو واشقائه الملوك والامراء والشيوخ الى جانب امريكا واسرائيل، هم السبب الاول والاخير للارهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة برمتها. لا يختلف اثنان في العالم، هذا اذا استثنينا قناة "الجزيرة" القطرية طبعا، على ان قطر هي من اكبر ممولي وداعمي المجموعات التكفيرية في سوريا والعراق وليبيا، وهذه ليست تهمة نلصقها نحن بقطر، هذه تهمة موثقة بالارقام والاسماء والصور، قالتها ومازالت تقولها شقيقات قطر الخليجيات، وما الصراع الدائر بين الشقيقات، قطر والسعودية والامارات، على الارض الليبية والتي يذهب ضحيتها الشعب الليبي المظلوم، الذي نُكب بالمجموعات المتطرفة التي تدعم كل شقيقة من هذه الشقيقات مجموعة منها، الا جانبا من الصراع القائم بين الدول الخليجية على ارض ليبيا، حيث يواجه فيها الشيخ تميم التطرف والارهاب في ليبيا على طريقته الخاصة!!!. كما ليس خافيا على احد الدور المخرب والمخزي لقطر وشقيقاتها في ليبيا، عندما حرضن الشقيقات الخليجيات بما يمتلكن من اموال فائضة، الناتو للتدخل عسكريا في ليبيا وتدمير هذا البلد العربي وجعله مرتعا للارهابيين من مختلف انحاء العالم، الى الحد الذي تحول الى مرتع ل"داعش" التي اقامت هناك معسكرات تدريب للارهابيين، الذين سينتشرون في ارض الله لزرع الفتن والدمار فيها. اما مواجهة الشيخ تميم للارهاب في سوريا فحدث ولا حرج، فقطر والسعودية تتقاسمان دعم وتموين اكبر واخطر تنظيمين ارهابيين في المنطقة وهما "جبهة النصرة" و "داعش"، حيث ترفل الاولى بحماية قطر وشيخها تميم، بينما الثانية ترفل بعز السعوديين، ويقوم هذان التنظيمان، بفضل كل هذا العز والدلال، بتحويل سوريا والعراق واليمن وبعض مناطق من لبنان الى مسالخ بشرية بمعنى الكلمة. نظرة سريعة الى قناتي "الجزيرة" القطرية و "العربية" السعودية، وهما تغطيان مجازر عصابات "النصرة" و "داعش"، تكفي ليدرك المرء مدى حجم تبني الاسرتين الحاكمتين في قطر والسعودية وبالتحالف مع تركيا الاردوغانية، للتنظيمات التكفيرية في المنطقة، حيث لا تسمع في هاتين القناتين كلمة "داعش" او "التكفيريين" او "الارهابيين"، فكل ما تسمعه هو "الدول الاسلامية" و "الشيخ فلان" "المجاهد علان" وهذا" الفاتح" وذاك "الناصر" وفي اسوء الحالات نسمع كلمة " متطرفين"، اما جرائم هذه التنظيمات فكلها مشكوك في صحتها، وان كل الدماء التي تسيل على مدار الساعة في سوريا والعراق ولبنان، فهي بالتاكيد من فعل "العلويين" في سوريا و "الشيعة " في العراق و "حزب الله " في لبنان " والحوثيين " في اليمن. كيف يمكن تصور مستقبل المنطقة عندما تكون قطر والسعودية والبحرين والامارات هم من يرفعون لواء محاربة الارهاب؟!، ان من يشاهد الشيخ تميم وهو يتحدث عن ضرورة مكافحة الارهاب، بينما السعوديون والاماراتيون والبحرينيون يؤيدونهم بهز رؤوسهم، يشعر بمدى سريالية الاوضاع التي تعيشها منطقة الشرق في ظل القيادة الخليجية للامة العربية ولدول بحجم مصر والعراق وسوريا، كما سيشعر لا محالة بحالة من الذهول التي تنتاب الانسان اثر تعرضه لصدمة لا يقدر على تحملها، وقد يضحك من هولها كما ضحكت انا وغيري. * نبيل لطيف/ شفقنا
أقرأ ايضاً
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!