- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا دشاديش أهل الخليج ناصعة البياض!..
حجم النص
بقلم:قاسم العجرش صحيح أن الحكومة الحالية؛ ليست مسؤولة عن أخطاء الحكومة السابقة، لكن من المؤكد أنها مسؤولة عن معالجة تلك الأخطاء، ناهيك عن بديهية عدم السير على منهاجها وسياسياتها. من بين أكثر مخلفات الحكومة السابقة أثرا على المواطن، هو الفساد الكبير، المتمثل بإنفاق الحكومة أموالا ضخمة، دون أن تحدث تلك الأموال تغيرا محسوسا في حياة المواطن. في قضية الخدمات والفساد ثمة ما هو جدير بالتمعن، وهي أن دول الخليج تقع في مقدمة بلدان العالم، في قوائم الفساد، لأن الرقابة على العوائد المالية الهائلة، والمتأتية من تصدير البترول شبه معدومة لسببين؛ ألأول أنها ضخمة جدا بحيث يتعذر إحصاؤها، والثاني أنها تدار مباشرة؛ من قبل الأسر الحاكمة هناك، حيث تعتبر ما تحت يدها من أموال ملكا لها، وثمة تقديرات تفيد بأن ما لا يقل عن ثلث إيرادات البترول، تذهب الى تلك الأسر، وهذا يفسر سرية المتحصل من العوائد النفطية في دول الخليج!. بيد أن شعوب دول الخليج والجزيرة العربية، تحظى بخدمات ممتازة، فالصحة والتعليم والسكن والنقل والبنى التحتية، متقدمة حتى على المستوى العالمي. هذا الوضع التناقضي، بين الفساد الكبير، وجودة الخدمات المقدمة من الدول للمواطنين هناك، خلق حالة لدى المواطنين، يبدون فيها وكأنهم غير معنيين بالفساد الكبير، ماداموا قد ضمنوا حياة مرفهة، بل وكأن ثمة إتفاق غير مكتوب بين المواطنين والدولة، مؤداه أن على الدولة أن تقدم أفضل الخدمات، وأكثرها رفاهية للمواطنين، مقابل أن تضمن الدولة الأسرية ولاء المواطنين، وعدم إلتفاتهم أو إعتراضهم على الفساد.. لقد خدرت دول الخليج شعوبها بالخدمات الفائقة الجودة، وبالرفاهية الفاشية، والتي تبدو بأبهى صورها، على دشاديشهم الناصعة البياض! الفساد الخليجي مسكوت عنه، مع أنه معروف لكل أبناء الشعب، لأن الدولة قائمة بواجباتها على أفضل ما يكون، تجاه الفرد والمجتمع.. صحيح أن الفساد في الخليج لا يمكن أن يدوم الى الأبد، لكن الأصح أن حسن أداء الدولة؛ يعمي عيون المعترضين عنه، ويلقم أفواههم عسلا! حكومة العبادي التي خرجت من رحم العملية السياسية ذاتها، التي أنتجت الحكومة التي سبقتها، لا نتوقع منها أن تكون حكومة أنبياء، ومادامت قدمت نفسها يوم نالت الثقة، ببرنامج طموح، مدعوة لأن تسكتنا عن ما سيحصل من فساد، بخدمات لا نريدها أن تبلغ حد الرفاهية، بل على الأقل حد الكرامة الإنسانية! كلام قبل السلام: تبا لك يا نفسي! فما أعرفه كبير، ولو قلته كله لقوض ما أريد! سلام…..
أقرأ ايضاً
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- لماذا أتذكر الجعفري؟!