حجم النص
عبد الزهرة الطالقاني في الحقيقة ان هناك ابطال هم جنود مجهولون كما يرد في المصطلح العسكري الذي اصبح مثلاً شائعاً بين الناس.. فليس ابناء القوات المسلحة هم الابطال فقط عندما يجابهون العدو وينتصرون للعراق.. وليس القوات الامنية الاخرى الساندة فحسب، بل هناك ابطال اخرون غفل عنهم المشهد المشحون بالحماسة والتهيؤ والحشد، فلم يسلط عليهم الضوء رغم انهم وسط الاضواء.. بل انهم هم من يصنعون الاضواء.. إنهم جنود الاعلام المراسلون الحربيون، ومعدو ومقدمو البرامج الهادفة، هؤلاء الذين ينقلون الحقيقة الى المتلقي ومن الميدان مباشرة لكشف التزييف والتشويه الذي يبثه الاعلام المعادي. فالمعركة لم تكن في الميادين والمدن التي يتواجد فيها مجرموا داعش ومن لف لفهم ومد يد الطاعة والعون لهم فحسب، وانما موجودة ايضاً على شاشات الفضائيات.. فهناك شاشات تحب العراق وتؤمن بوحدته وازدهاره واستقراره وتقدمه، وشاشات اخرى تسعى الى تجزئته وتشتته وتخريبه والتحكم به من قبل عصابات اجتازت الحدود وتحكمت برقاب الناس.. هذه المعركة التي قلنا عنها تحدث عبر الشاشات يشترك فيها محللون ومذيعون ومعدوا برامج ومقدمون ومهندسون وممثلون، ومأجورون وخائنون ومتمردون.. ومقابل هؤلاء ابطال متصدون يردون الكيد الى نحور اولئك، ويكشفون الزيف بالحقيقة ويبطلون الدعايات والشائعات، بالكشف عن المستور وراء تلك الدعات والشائعات، هؤلاء الجنود البواسل ابطال العراقية والفضائيات الشريفة الاخرى، التي نذرت نفسها لدعم الحشد الوطني، والوقوف الى جانب العراق في السراء والضراء،والدفاع عنه امام الهجمة العدائية التي تريد به شراً.. وقد انتصر هؤلاء على اولئك العملاء المأجورين الذين يبثون الاكاذيب من الموصل واربيل، ويحاولون ان يمسوا الجيش العراقي والمواطن العراقي بالسوء، ويروجون للفرقة والطائفية والتجزأة.. وبغير هؤلاء الجنود المجهولون ماكان لنا ان نتعرف على كثير من التضليل والحرب النفسية التي يستخدمها العدو.. ويحاول من خلالها التاثير على معنويات المواطنين.. انهم جنود اعلاميون شجعان رافقوا القوات الامنية عند تنفيذها العمليات العسكرية في المناطق الساخنة.. فهم في الخطوط الامامية.. وعندما يعودون الى استديوهاتهم، يحدثون الناس كونهم شهودا على ما يحصل هناك معززين احاديثهم بالصور، ما يبعث في النفوس الاطمئنان والسكينة.. فاذا كانت ساحة المعركة تشهد البندقية مقابل البندقية، والسلاح امام السلاح، والاطلاقة اتجاه الاطلاقة.. اما هنا وعلى الشاشات.. فالكلمة امام الكلمة، والخبر مقابل الخبر، والبرنامج ازاء البرنامج، والصورة بدل الصورة، والتحليل ضد التحليل.. الند بالند.. الوضوح لتبديد الغموض، والحقيقة لكشف التشويش، وصور البطولة والفداء بدل صور التراجع والتخاذل.. يقابل هؤلاء الجنود.. جنود اخرون خلف الكواليس، يهيئون للصوت والصورة ويعدون للبرامج والاخبار والفقرات الاخرى، يعزز ذلك تقنيون وفنيون ومتخصصون واداريون ومصورون ومخرجون ومحررون ومراسلون وراصدون ومتابعون.. كل هذا الجيش الذي يجابه جيشاً آخر يمتلك من الامكانات الفنية والمادية وسعة انتشار لا يستهان بها.. لذلك فعندما يحقق ابطال الاعلام انتصاراً على الشاشات، فان هذه الانتصارات تنعكس ايجابا على موقف القوات المسلحة في ساحات المواجهة، وهذا ما يجسد الدور المهم لوسائل الاعلام الوطنية عندما يمر الوطن بازمات، تنتصر له، وتقف الى جانبه، وتساند ابناءه الغيارى المقاتلين، وترد التهم الى نحور مروجيها، وتبطل الباطل، وتحق الحق، وتظهر الحقيقة، وتدحر الشائعة.. بوركتم من جنود مجهولين ايها العراقيين في اي مكان، يامن تقدمون الدعم لقواتكم الامنية في قتالها مع الدواعش المجرمين.. وحيا الله اعلامي العراق الشرفاء والعار لاولئك الذين باعو شرفهم ووطنهم بحفنة من الدولارات. القاهرة