حجم النص
بقلم: عباس الانصاري سجل التاريخ العراقي متخم بالقصص و الروايات الواقعية التي جرت على ارض ما بين النهرين منذ اكد و اور مروراً بالبصرة و الكوفة الموصل حتى استقرت في بغداد وبدئت بالانسلاخ و التجدد ومازال خلق الله في هذه الارض ينحتون سجل التاريخ بصرخات الخوف و الجوع و الالام والعذاب، العراقيون قد جربوا كل الحكومات و كل الانظمة و كل القوانين العادلة الالهية و الظالمة الدموية العباسية المتعفنة و الملكية الراضخة و القاسمية المتدحرجة حتى فتح جيلنا المعاصر عينه على النظام الصدامي المقرف الذي ظلم به الحجر و الشجر قبل البشر، ثم ظهر من خلف تلك اللوحة الغارقة بلون الدماء سحب الدخان و رائحة البارود و جحافل مرتزقة متنوعة الدماء و مختلفة الاعراق تزحلق ابناء العوجة عن عرش بغداد و تفتح كل الابواب و تسرح خفافيش العالم و تدعوهم لوليمة ما تبقى من ذلك الشعب الذي حكم بالحديد و النار، من ثم تدور الايام و تخرج الجحافل ويبقى الشعب وحده في ارض الاجداد، السؤال هنا هل سيحكم الشعب الشعب ام سيظهر لنا فارس الغبراء صاحب الحسام الوردي ليحتز رؤوسنا ؟ هل سنختلف من اجل ان نتحد ؟ هل سننتخب من اجل ان نتعلم ؟ هل سنجرب الحب من اجل ان نفارق الالم ؟، كثير من الاسئلة اخبئها في جيبي و متخمة مكتبتي برسائل ابناء ارض الرافدين الباحثين عن الحقيقة، منظومة الحق و الباطل واضحة كما يعلن الصباح عن وجود الشمس فالباطل يعلن عن وجود نقيضه الحق التي ارادت مشيئة الله ان يغيب ليرى الله ماذا نفعل بأنفسنا و بعضنا البعض، لذا أنا اقول اتقوا الله بأنفسكم و ببعضكم ايها العراقيين، و اعيدوا تشغيل منظومة الوحدة و المشاركة و منظومات الاخلاق و الاخلاص و العفو و افتحوا اعينكم على الابداع و التنافس الشريف و اشيعوا حق الاكفاء على الكفوء و حق الانزه على النزيه، اجعلوا الله يرضى عنكم و تخلصوا من لعنة الاحفاد التي ستلاحقكم غداً حتى وان اختبئتم تحت الرمال.
أقرأ ايضاً
- التحكيم العراقي بين التخلف والفساد
- التحكيم العراقي بين التخلف والفساد
- تخلف العراق اهم الاحداث العالمية .. منظمة شانغهاي أنموذج