- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل نتعاطف مع بديوي لانه اعلامي ام انسان؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لايمكن لمن يحمل بين ثناياه نتف من الانسانية الا ويتعاطف مع الشهيد الدكتور محمد بديوي، ولا احد ينكر بشاعة الجريمة، والكل يطالب بالقصاص العادل بحق المجرم. اخذت هذه الجريمة مكانا واسعا وعلى مختلف الاصعدة، وصدى اعلاميا كبيرا، اعلان الحداد واستنكار جماعي وتنفيذ القاء القبض فورا وباشراف رئيس الوزراء وندوات تعقد لتداعيات هذاالعمل الاجرامي وووو، وكلها حق. ولكني اسال هل هذا التعاطف لان الشهيد يحمل شهادة الدكتوراه ؟ فان كان كذلك فالاطباء من حملة شهادة الدكتوراه افضل من الاعلامي وكم من طبيب قتل بنفس الطريقة التي قتل فيها الشهيد البديوي ان لم تكن ابشع،منهم مثلا الدكتور وسام علي كريم اثناء عودته من خارج العراق وعلى طريق حي العدل السريع، طبيب قتل في عيادته واخر اثناء عودته الى بيته وثالث في داره وبكل الاسلحة الارهابية رصاص وعبوة وسكين. هل نتعاطف مع الشهيد كانسان ؟ هذا حق ولكن كم انسان سقط في العراق بابشع الوسائل الاجرامية فما الفرق بين انسانية البديوي وانسانية الفقراء ؟ هل نتعاطف مع الشهيد لانه اعلامي ؟ فماذا يعني اعلامي فهنالك وظائف افضل من الاعلامي فالمعلم افضل والاستاذ الجامعي افضل والمراة التي هي ام فهي الافضل على الاطلاق، فكم وكم من هؤلاء سقطوا شهداء ومن غير ضجيج سوى خيمة او حجز جامع لمدة ثلاثة ايام لمجلس الفاتحة. فالاعلامي هو بحد ذاته يحاول ان يستغل هذه الحادثة لاثارة فتنة بين العرب والكرد فلماذا لم يستطع القضاء اخذ دوره في القصاص من هكذا اعلام منافق ؟ وفتنة الاعلامي في هذا المجال اثرها السيء يكون اكبر واكثر على المجتمع برمته. وامر اخر مهم في ما يخص القاتل، ان طريقة تجاوزه وقتله للشهيد تطرح تساؤلا مشروعا، هل ان هذا الضابط ارتكب هذه الجريمة باعتبارها الاولى في حياته ؟ انا شخصيا لا اعتقد ذلك فاسلوبه يؤكد على انها ليست اول عملية قتل بل ان هنالك غيرها لم تحدث ضجة ولسوء حظه جاءت هذه المرة الضحية شخصية اعلامية ومن حملة الشهادات العليا. وسؤال اخر يطرح نفسه هل ان المواطن يراوده الشك بان هذه الجريمة سوف تغلق ولم يقتص من القاتل طبقا لصفقات من خلف الكواليس ؟ نعم يراوده الشك وبكل تاكيد. هل يمكن ان تكون لهذه الجريمة علاقة مستقبلية بعملة الاتفاق على تصدير النفط ؟ نعم بفضل العقول المتخلفة من السياسيين والاعلاميين ممكن ان تاخذ طريقها الى هكذا مجال. كم عراقي قتل منذ ان سقط الطاغوت الى اليوم ؟ كم مواطن سقط في كركوك والموصل واصابع الاتهام موجهة الى القوات الكردية ؟ وكم مواطن كردي قتل في كركوك والموصل والاصابع موجهة الى عناصر عراقية عربية سواء كانت بعثية او وهابية ؟ ماذا فعل الاعلام والقضاء والحكومة لهذه الجرائم ؟ لا شيء فهل هنالك من يصنف درجات الانسانية لدى العراقيين عربا وكردا؟