حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يبدو أننا نبقى نُصر على جهلنا وتخلفنا ونرجسيتنا العالية , والتي كثيراً ما كانت سبباً رئيسياً لإخفاقاتنا المتكررة , ويبدو إن أصحاب القرار الرياضي الحكومي في بلادنا , يشعرون بأنهم فوق مستوى الآخر , فلا توجد لديهم ثقافة التعامل مع الآخر ولا حتى ثقافة الاطلاع على تجارب الآخر والاستفادة منها , فهم قابعون في أبراجهم العاجية بعدما قذفت بهم المحاصصة الطائفية المقيتة إلى كراسي مهزوزة وقلقلة ,صحيح لدينا وزارة تعنى بأمر الرياضة والشباب اسمها وزارة الشباب والرياضة , فيها وزير يفترض أن يكون متمرس في عمله لأنه اكتسب خبرة متراكمة فهو وزير لدورتين حكوميتين , وصحيح إن هذه الوزارة متخمة بكافة إشكال وألوان وإحجام المستشارين ولكافة الشؤون الرياضية والشبابية والثقافية والفنية والتجارية والهندسية وووو (الهم زد وبارك) , وصحيح إن للوزير وكيلان اثنان , احدهما على الميمنة والآخر على الميسرة وتمترس الوزير في القلب ,وصحيح هناك العديد من المدراء العامين لمختلف الألوان والإشكال والإحجام ولمختلف المهام التي ما انزل الله بها من سلطان , كل هذه الجحافل من الكفاءات العلمية والرياضية والفنية والثقافية والتقنية والهندسية والمعمارية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية ,لم تستطع أن تتفق يوماً على رأي موحد وقرار موحد وموقف موحد وبيان موحد , فكل يبحث عن ليلاه التي شغفها حباً , فقد توزعت وتبعثرت وتشتت هذه الكفاءات ذات اليمين وذات الشمال ,حتى إننا شعرنا ذات يوم إن الوزير لوحده يصرح ويعلن ويقرر وما على الجميع إلا أن يستمع ويمتدح ويصفق من موقعه (صفق في الزاوية التي أنت فيها) , وحينا تسأل احدهم عن قرار ما أو رأي ما أو إجراء ما يجيبك بطريقة لا أبالية (ذبها براس الوزير... واطلع منها أمير) ,المهم أن يبقى هذا أل (احدهم) في موقعه كمستشار أو مدير عام أو وكيل وزير أو أي منصب آخر ,وآخر تقليعة جديدة لوزارة الشباب والرياضة في عراقنا الجديد , هي قيامها (بإيجار القاعات الرياضية المغلقة في المحافظات للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات) وذلك لاستخدام تلك القاعات من قبل المفوضية في العملية الانتخابية المقبلة والتي يشهدها عراقنا الحبيب , ونحن هنا لا نحمل المفوضية أي مسؤولية فهي تعمل وفق ما تراه هي مناسباً لها , بل نقول لوزارة الشباب والرياضة المسؤولة قطاعيا وحكوميا عن الرياضة والشباب في البلد , ترى أين يذهب شبابنا ورياضيينا طيلة هذه الفترة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حيث تم تسليم هذه القاعات للمفوضية من الآن , خاصة أذا ما علمنا إن بعض المحافظات لا تمتلك سوى قاعة داخلية واحدة وحتى لو كانت هناك قاعتين فقد تم استئجارهما أيضا من قبل المفوضية ولمدة شهرين كاملين , من الآن ولحين انتهاء العملية الانتخابية بكل تفاصيلها ,كنا نتصور واهمين إن رياضتنا يمكن أن تنتعش من خلال الاستثمار الذي أوعدتنا به وزارة الشباب والرياضة , لكننا لم نكن نعلم إن رياضتنا ستتوقف بالإيجار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أما كان الأجدر أن يكون هناك إجراء آخر يمكن أن تقوم به الوزارة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا السؤال يقودنا إلى أن نقول إن الجحافل من المستشارين والوكلاء والمدراء العاميين والكفاءات الرياضية والعلمية والفنية في الوزارة ربما لا تعلم بهذا الأمر وحتى إن علمت فهي قد استساغت الأمر وعملت تحت شعار.... (ذبها براس الوزير.... واطلع منها امير). مسلم ألركابي [email protected]