أصبحنا \"بفعل الفساد المالي والاداري \" نعيش في واقع مؤسف للغاية، واقع تتحطم عليه أحلامنا (سريعاً) كحلمنا بالعراق الجديد والمستقبل الأفضل، واقع طغت فيه مصلحة الفرد والاحزاب على المصلحة العامة، واقع مليء بالغش والخداع وعدم مراعاة الله في ما استرعانا به.!
ما جرني إلى قول هذا الكلام هو أني وغيري من المواطنين والطلبة على حد سواء نعاني كثيراً من انقطاع الكهرباء وخاصة في فصل الصيف، ولكون الكهرباء من حاجات الشعب الملحة لا بد لنا أن نقف أمامها وقفة جادة لا متقاعسة، ولأن طلبتنا الاعزاء يحتاجونها كثيراً وخصوصاً في موعد الامتحانات فأننا نفاجأ بانقطاعها أكثر في هذه الفترة تحديدا، ما يجعلنا نجزم بالقول أنها مقصودة إلى حد ما .
فانك اينما تذهب ترى الطلبة في الحدائق والكازينوهات وفي العتبات المقدسة وفي الساحات وتحت اعمدة الكهرباء المنصوبة في الشوارع العامة يفترشون الارض اويتأبطون كتباً ودفاتر يهربون من المساكن التي اصبحت جحيماً لايطاق بسبب انقطاع التيار الكهربائي يطالعون والعرق يتصبب من اجسادهم يتذمرون من هذا الحال ولكن لا سبيل للخلاص منه ، واذا كان حال الطلبة ومعاناتهم بهذه الدرجة فأن الاسوأ من ذلك هو معاناة الطالبات اللواتي لايستطعن الخروج للمذاكرة والتحضير في الكازينوهات والحدائق والساحات العامة لذلك تجدهن سجينات البيت ونحن وفي هذه الاجواء كانت جولة موقع نون بين طلبتنا حيث ابتدأنا
بالطالب كرار عبد الرسول متفوق في السنوات السابقة وقد تمنى ان يتواصل هذا التفوق ولكن الاجواء غير مشجعة وبرغم ذلك فهو يحرص كل الحرص على التحضير اليومي لواجباته المدرسية اما عن الامتحانات فيقول انها وبمساعدة اسرته يحاول بذل قصارى جهده في مطالعة كتبه المدرسية .
الموظفة ام سناء اعربت عن قلقها الدائم الذي تعيشه في ايام الامتحانات وتسعى لتوفير كل الامور لولديها وابنتها وهي تقول ساعدهم الله كيف يقومون بتأدية الامتحانات في ظل هذه الاجواء الصعبة فمن حرارة الجو والوضع المتردي \"
يجب تزويد القاعات الامتحانية بالكهرباء اثناء تأدية الامتحانات
نبيل طامي مدرس اوضح ان على العائلة ان لا تركز على اولادها وتضغط عليهم خلال ايام الامتحانات حصراً بل عليها ان توزع جهدها في متابعة واجباتهم اولاً بأول وعلى مدار السنة الدراسية ويفضل المتابعة اليومية لانها تعطي نتائج ومردودات ايجابية تعم بالفائدة على الطالب وتختصر الجهود التي يبذلها احسن من تركيز الجهد في ايام معدودة تفقد الطالب تركيزه وتؤثر على حالته النفسية وتمنى ان تزود القاعات الامتحانية بالكهرباء اثناء تأدية الامتحانات خاصة وان الوقت معروف ومحدد لا يتجاوز الساعتين.
حسين علي ولي امر ثلاثة اولاد في المدارس عبر عن يأسه من اي اجراء تقوم به الحكومة لحل ازمة الكهرباء مؤكداً ان السنوات التي مضت توضح ان وزارة الكهرباء لاتهتم براحة المواطنين وتسائل لماذا لاتعطي وزارة الكهرباء اوقات استثنائية في فترة الامتحانات من اجل راحة الطلبة
واضاف ان ابنائه الثلاثة يذهبون الى العتبتين الحسينية والعباسية للقراءة كون هذين المكانين يتوفر فيهما كل سبل الراحة من اجل ان يؤدي الطالب قراءة المناهج التربوية المخصصة للامتحانات وتساءل كيف يمكن للطالب ان يتفوق ويجتهد في ظل هكذا اوضاع ولا امل ينقذنا من هذا الجحيم الذي نصطلي فيه في اشارة الى انقطاع التيار الكهربائي .
أنزعج كثيراً عندما تنطفئ الكهرباء وتنتابني حالة من الضيق والكآبة التي ليس لها علاج إلا ضوء الكهرباء
احمد الوائلي احد طلبة السادس علمي حمل كتابه ليقرأ في الصحن الحسيني الشريف قال أنزعج كثيراً عندما تنطفئ الكهرباء وتنتابني حالة من الضيق والكآبة التي ليس لها علاج إلا ضوء الكهرباء وخاصة وقت الامتحانات ، فالحالة النفسية تكون متعبة بسبب المطالعة وعند انطفاء الكهرباء تصل حالتنا النفسية إلى ذروتها من الإرهاق والتعب، متسائلا لا أدري لماذا تنطفئ كثيراً أيام الامتحانات؟ أعتقد أن كل من يعمل في وزارة الكهرباء يتصور أن الطلبة في العراق تعودوا على الاطفاء فهم قد قضوا ما يقارب عشرين عاما بلا كهرباء وهذا يجعلهم ان يصلوا إلى أعلى درجات التفوق فلن يضرهم انطفاء الكهرباء
اما يوسف يعقوب فقد ناشد المسئولين في وزارة الكهرباء بقوله: ارحمونا.. فالكهرباء تظل مطفأة لساعات ولا نستطيع القراءة ولا نرتاح نفسياً، فأريحونا وحلوا هذه المشكلة.
مجلس المحافظة قرر شراء 40 مولدة لغرض توزيعها على القاعات الامتحانية
من جانبها قالت بشرى حسن عاشور أمين سر مجلس محافظة كربلاء المقدسة ان مجلس المحافظة قرر شراء 40 مولدة لغرض توزيعها على القاعات الامتحانية، واوضحت ان هذا القرار جاء استجابة للطلب المقدم من مديرية تربية كربلاء المقدسة ولغرض توفير الأجواء المناسبة للطلبة من اجل أداء الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية.
وكان وزير الكهرباء كريم وحيد قد اكد التزامه اثناء زيارته مدينة كربلاء مؤخرا بان يكون صيف هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية من خلال توفير التيار الكهربائي 12 ساعة يوميا أي بمعدل ثلاث ساعات تشغيل مقابل ثلاث ساعات اطفاء وان يشهد هذا العام ايضا العمل بمحطة كربلاء الغازية البالغة 250 ميكا واط من خلال وحدتين كل واحدة منها 125 ميكا واط
في حين اعلن (وحيد) وقت سابق ان العراق يحتاج الى احد عشر الف ميكا واط لتغطية احتياجاته من الكهرباء.
على كل حال طلبتنا لا يعرفون المستحيل فهم يواصلون تحصيلهم العلمي ويأملون بأن تصلح الاحوال ونحن معهم ننتظر ونرجو ان لا يكون انتظارنا طويلاً..
تحقيق تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر