حجم النص
بقلم: محمد حسن الساعدي ما حصل في سجن العدالة من هروب 22 سجيناً متهمين بقضايا إرهابية تمكنوا من الهروب من سجن العدالة في منطقة الكاظمية شمالي بغداد متنكرين بزي قوات الجيش حصلوا عليه من عدد من عناصر السجن وما قبلها من سجون التاجي وأبو غريب حقيقة شيء مؤلم، وفي نفس الوقت يثير الغرابة والتساؤل، في ظل التسلح والتسليح، وفي ظل القوات الأمنية الكبيرة، وفي ظل التواجد الأمني الذي يهز الأرض، نرى اعداداً من الإرهابيون وهو يهربون من سجن وسط بغداد، انه حقيقة لنصر ليس بعده نصر، انه فشل كبير وذريع للقوات الأمنية، من اعلى سلطة الى اقل رتبة عسكرية، ويعكس هشاشة الواقع الامني والفساد الكبير والخطير في مفاصل المؤسسة الأمنية، ولكن مع كل هذه الإمكانيات بالتأكيد هناك فشل واضح في كل قواعد وأسس المؤسسات الأمنية. > وما أن أعلن عن هروب هولاء السجناء، حتى كل طرف أعلن عن براءته، فخرجت العدل التي لاتملك العدل، لتقول أن لاعلاقة لها بهروب السجناء، وانه من اختصاص وزارة الداخلية، وسيتم تشكيل اللجان للوقوف على الفاعل، والجميع يعرف الفاعل، ولا تحتاج القضية الى لجان انه الفساد وشراء الذمم، ودخول الدولار حيز التنفيذ في سجون العراق ومؤسساته الأمنية. > سابقاً المشكلة تكمن في الخطط الأمنية ومحاربة الفساد والمفسدين في المؤسسات الامنية، واليوم في ظل هذا الفساد الواضح، وهروب أو تهريب هولاء القتلة والذي سيعيد لنا صفحة القتل والإرهاب بخروجهم من السجن، ولكن اليوم المشكلة ذاتها هي تفشي الفساد مؤسسات الدولة الأمنية، إذ لارقيب، ولا وزير يمكن ان يتابع ويحاسب موظفي وزارته، فما زالت الوزارة فارغة من الوزير، وهذا ما يجعل الأمور تسوء في حكومة الوكالات. > ان هروب هذا العدد الكبير يبين مدى هشاشة الوضع الأمني والإجراءات المتبعة من قبل وزارة الداخلية في حماية السجون التي هي من المفترض ان تكون من أكثر الأماكن تحصينا وحماية > أذ تعد منطقة الكاظمية تعد من المدن المهمة والمحصنة بشكل كبير وهذا يدل على أن هروب السجناء من سجن العدالة تم فعل فاعل، وهذا الهروب الجماعي للإرهابيين من سجن العدالة ما هي إلا انتكاسة جديدة إلى وزارة الداخلية، والتي تتحمل مسؤولية هروب هولاء الإرهابيون. > وهنا نطرح التساؤل كيف يمكن أن تُهزم الدولة بكامل أجهزتها ومعداتها أمام عدد محدود من المسلحين؟!! خلال بضع ساعات فقط ويُهرب عشرات السجناء من سجني العدالة المحصن، أننا نرى أن أي دائرة أمنية بسيطة في أي مدينة من مدن العراق محاطة بأسوار ومراقبة بالكاميرات ويصعب دخول حتى المراجعين المدنيين إليها، فكيف الحال مع السجون التي بداخلها عتات المجرمين من القاعدة والتكفيريين وغيرهم. > عملية الهروب لم تحصل في اية دولة لا تمتلك مثل هذه الأجهزة الامنية والاستخبارية المتوفرة في العراق الامر الذي يؤشر خرقا امنيا فاضحا بل هي فضيحة،وتؤشر مدى تردي وضعف وهشاشة الاستعدادات والتدابير الامنية بعد اعلان التنظيم عن العملية وقيامه بها وتحقيق اهدافه ومع ذلك لم نجد الاستعدادات الكافية ما يعكس عدم المبالاة وعدم الاكتراث من المسؤولين الامنيين الامر الذي يدمي القلب لما تركه في نفوس عوائل الضحايا من لوعة وحزن واسى لاسيما وان هذه ليست العملية الاولى بل ان بعض الاحصائيات تشير الى 12 عملية تهريب للسجناء والإرهابيين ولم نجد استعدادات تمنع حصولها بل وجدنا عدم اكتراث بل وصل الامر الى الاستهانة والاستخفاف من قبل تنظيم القاعدة بالاجهزة الامنية والاستخبارية حيث انهم روجوا قبل فترة في مواقعهم الالكترونية لهذه العمليات. > أن اختراق الأجهزة الأمنية واضح للعيان وهروب السجناء هو تحدي صريح للحكومة من قبل الجماعات الإرهابية والسياسيين الذين ينفذون أجندات خارجية، وهذا دليل على وجود فلتان أمني واضح والحكومة غير قادرة على مقارعة الإرهاب في العراق. >
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟