حجم النص
منذ مايقارب العشر سنوات والشعب العراقي المظلوم تتقاذفه الكتل السياسية الكونكريتية كريهة الطعم واللون والرائحة ذات المفخخة وذات الحزام وكلابهم باسطة ذراعيها ومكشرة أنيابها تنهش بهذا الجسد المذبوح من الوطن الى الوطن.. ولأن العراق أكبر " شحمة " غنية بالدهن الحر الوطني الخالص في " لشة " الوطن العربي المكتنزة كبالونةِ قاتٍ في فم يمانيٍ فايخ!! شاءت (الأقذار) أن ينطبق عليه وبزاويةٍ أحد من سيف الحجاج المثل العراقي الساخر (أمَّن البزون شحمة) إلا إنَّ الفارق في الأمر هو إننا لم نكتفِ بقطةٍ واحدة نودع لديها شحمة الوطن!! بل إبتُلينا بجوقةٍ من القطط السائبة في سكك وحارات وبازارات الدول الشقيقة والصديقة التي إختلفت ذات يومٍ مع العتوي الكبير – الذي هلك وخلف لنا العديد من أبناء جلدته في النضال البزوني – وكان سبب الخلاف في طريقة أكل الشحمة الوطنية شوياً حتى الموت أم حمساً بالرصاص أم النهب على نارٍ هادئة!! ليأتي (البغلمان) العراقي اليوم – عذراً فأنا ألثغ اللسان في هذه الكلمة فقط!!- ليضع لنا في قانون تقاعده الموحد الذي جاء به بعد عقمٍ تشريعيٍ طويل يضع فيه فقرة تنص على إحتساب الفترة الجهادية التي قضاها السياسي خارج البلاد معارضاً للنظام البائد لأغراض التقاعد، وهذه الفترة - مع إحترمنا لكل من حمل السلاح فعلاً ضد الدكتاتور وعلى رأسهم شهداء الإنتفاضة الشعبانية- هي الفترة التي قضاها سياسيو العراق بين المنتجعات السياحية والمؤتمرات الشكلية في واشنطن ولندن يتلذذون بطبق الكافيار ويحتسون المشروبات الروحية (والغازية) بكؤوسٍ علمانيةٍ وإسلامية!!، وتأتيهم رواتبهم كاملةً غير منقوصة وبالدولار تحت مسمى اللجوء السياسي، في الوقت الذي أكل فيه العراقي " الغير مجاهد " رغيف خبزٍ إشتملت مكوناته على النخالة والرمل والتبن في أحسن الظروف، ورقـّع مدرعتهُ حتى إستحى من راقِعها كأبيه علي بن أبي طالب عليه السلام. هذا الشعب الذي تحمّل ظلم أعتى دكتاتورٍ شهده العصر الحديث وقسوة حصارٍ تخر له الجبال هدا، ألا يستحق أن تصرف له مكافأة على جهاده السرمدي من فائض نفطه الذي تكرعوه كالهيم ويحترق هو بلعنته يومياً ؟!! ألا تستحون من أنفسكم ؟! وهيهات يعرف الحياء طريقاً الى هذه الأنفس الشُح التي جاعت ثم شبعت. نقول إنَّ الأسد البابلي لن يطول صمته، وسيرتفعُ زئيرهُ عاجلاً يرعدُ بالويل والثبور على قتلة الشعب وسُراق القوت، وينزع عنهم جلود القطط التي يرتدون لتنفضح الفئران على حقيقتها. عقيل الحمداني