حجم النص
تحقيق /حازم الطائي
امراة برداء غريب تتنقل وسط كربلاء وتمتم بكلمات لا يفهم منه غير انها مسكينة تستعطي راكبي السيارات والجالسين في المقاهي وتتلقفها نظرات الاستعطاف من قبل المارة فيقبل البعض منهم على إعطائها القليل من المال ,هذا ما شاهدناه عند تجوالنا في أسواق كربلاء ومحالها وقد يبدوا الامر معتادا لمن يقرا هذه الاسطر الا ان المفاجئ ان هذه المراة هي ليست مواطنة من مواطني كربلاء بل هي من بلد يبعد الاف الكيلو مترات عن العراق انها من باكستان فشدنا هذا الموضوع كثيرا وحاولنا ان نتعرف على هذه المراة عن قرب اضافة لتحمسنا في معرفة اراء المواطنين بهذه الظاهرة وبتدئنا من اراء المواطنين :
ليست هي المتسولة الوحيدة !
بعد ان خرجت المراة الباكستانية من احدى المقاهي قررنا سؤال احد الشباب عن هذه المراة وهو محمد جاسم فقال : نحن نشاهد هذه المراة التي تتسول من الناس بكثرة داخل محافظة كربلاء وهي تتردد مرار في اليوم على مقهاناوليست هي المراة الاجنبية الاولى التي تتسول في كربلاء فهنالك هنود وباكستانيون اخرون نشاهدهم وهم يستعطون الناس وعادة ماتكون اقامتهم في كربلاء طويلة وعندما نحاول معرفتهم نتاكد انهم يسكنون في اماكن اعدة للزائرين او في البيوت المفتوحة على مدار السنه لزائري كربلاء ولا اخفيك ان هذه الاعداد ورغم انها قليلة لكنها في بعض الاحيان تثير خوفنا منها كوننا لايمكن ان نعرف ما يكنون من افكار . ومن ثم بابتسامت عبرت عن استهزائه بواقع الحال تسائل جاسم قائلا ما سبب تواجد اجانب متسولين في العراق هل وصلنا الى هذا التطور لكي يتسول لدينا الاجانب ؟
اكثر من خمسين الف مردودات كل متسول يوميا !
ونحن نتعقب خطواتها عن بعد كي نعرف حقيقة الأمر دارة في أذهاننا تساؤلات عديدة منها : إذا كان الأسيويون بدئوا بالتسول في كربلاء فكيف حصلو جواز وتذكرة سفر ووو للوصول الى العراق وكم هي ارباحهم يوميا من التسول ليقدمو الى كربلاء لكي يستجدوا الناس مقارنة بمصاريفهم اليومية؟ وبقيت هذه أسئلة تدور في اذهاننا لم نجد لها أجوبه حتى التقينا بجابي موقف السيارات سعد حسين حيث قال : ان هذه المرأة وغيرها من الاسيوين الذين قدمو الى العراق هم ممن دخلو لاجل العمل ولكنهم اتجهو الى عملية التسول فهي طريقة اسهل وانفع مالا مع الكرم المعروف عن ابناء العراق فهؤولاء قد ياكلون ويشربون وحتى ينامون مجانا بينما يحصلون يوميا على اكثر من 50 الف دينار وهذه المراة الباكستنيه كونها لاتعرف عد النقود عادة ما اعد لها نقودها واقارن لها ذلك بالدولار واخر مرة عددت لها نقودها تجاوزت أرباحها الستين الف.
وبعد ان لاحظت تلك المراة الباكستانية التقاطي الصور فطلبنا منها الحوار فقبلت فحدثناها بالانكليزية لكنها لم تفهمنا وبقية تقول انا مسكينه وووو . فسالناهم بلغت الاشارة عن مكان سكناها فاخرجت لنا كارت تعريفيا باحد الفنادق في كربلاء . كما اومئت الى انها تجمع المال لذهاب الى بلدها وهنا بدا التناقض واضحا فكيف لاتملك مال لذهاب الى بلدها وهي تسكن في احدى الفنادق في كربلاء . اضافة إلى إن احد الأشخاص من الواقفين اثناء حديثنا معها قال : طلبنا من هؤولاء الاجانب مرارا ان ناخذهم الى جهات حكومية او شخصيات ليتمكنو من العودة الى بلدانهم لكنهم رفضوا .
مختصون :ظاهرة التسول تشوه منظر المدينة المقدسة ..
الأهم من كل ذلك هل لهؤلاء تأثير مادي او معنوي على البلد ؟ وللاجابة على هذا السؤال حملنا مفكرتنا وقلمنا متجهين نحو أستاذ الاقتصاد في جامعة كربلاء الدكتور عباس ألدعمي ليبدي رأيه فقال : إن ظاهرة التسول بحد ذاتها هي ظاهرة مستهجنه وغير محبذه من قبل المجتمعات وتدل على عدم ادارة لاموال البلدان بصورة صحيحة من قبل المسؤولين في تلك الدول والا فان التاريخ ينقل لنا ان زمن حكم الإمام علي (عليه السلام ) قد خلا من المتسولين فدول التي يكون التسول فيه بكثرة بل قد بتسول البعض خارج دولته أيضا فان ذلك دليل واضح على ضعف ادارة اموال تلك الدول أما بخصوص اسيويين يقدمون الى كربلاء للتسول فهذا امر جديد وظاهرة يجب ان يوضع لها حلول جذرية خصوصا وان لها تأثيرات سلبية عل اقتصاد المحافظة كونها اولا محافظة مقدسة وسياحية يامها الملاين سنويا مما ادعى الجميع للسعي في اعمارها وتطويرها ومطالبات الجميع بجعلها من ارقى مدن العالم ومن المعروف التسول يعكس بضلاله السلبية على السياحة إضافة إذا تزايد أعداد هؤلاء المتسولين الأجانب قد ينعكس ذلك على اقتصاد المدينة كونهم قد لا ينفقون المبالغ التي يجنوها داخل العراق وبالتالي سيكون ذلك عملا لإخراج العملة الصعبة رغم الأعداد القليلة جدا التي نلاحظها اليوم قد لا يبدو تأثيرها واضحا ولكن قد يكون التأثير مستقبليا إذا ازدادت أعدادهم داخل المحافظة .
ومن ثم اتجهنا نحو شبكة الرعاية الاجتماعية لنلتقي بهاتف كامل عبيد مدير الشبكة ليطلعنا عن رأيه حيث قال :
بالنسبة لمكافحة التسول فان في السابق كانت لجنة مكونة من دوائر عديد في محافظة كربلاء كانت تأخذ على عاتقها شمول المستحقين بالإعانات من المتسولين وترحيل من خارج المحافظة إلى محافظتهم إلا أن دائرتنا غير مسؤولية عن المتسولين من خارج البلد وهذه الظاهرة تبدو جديدة لذا أنا أؤكد إن الأمر لا يتعلق بدائرتنا وعلى جهات أخرى ترحيلهم او التعامل معهم قضائيا فدوائر الرعاية مختصة برعاية المواطن العراقي والذي يشمل بالضوابط بجميع الفئات.
وفي نهاية المطاف يبدو ان الإمكانية المادية وارتفاع قيمة الدينار العراقي مقابل العملات الأخرى وازدياد أعداد الوافدين إلى كربلاء قد جعل هؤلاء المتسولون الأجانب يلبثون في كربلاء وعلى الجهات المختصة التعامل معهم بحزم كما طالب المختصون لكي لا تزداد أعدادهم ويشوهون منظر المدينة التي يسعى المسلمون لجعلها اجمل المدن عمرانا ناهيك عن الاضرار الامنية التي قد يتسبب بها هؤلاء .
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها