- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المشترك بين الامامين الجواد والمهدي عليهما السلام
حجم النص
قلم:سامي جواد كاظم
ان العناية الالهية التي يحف بها الله عز وجل المعصوم تكون من بين اهم الادلة الاثباتية على حجية المعصوم على الخلق وقد يختلف الباحثون او الفقهاء في كيفية تشخيص ما يرونه لطف الهي او تحصيل حاصل او لربما يعتبره المخالف غلو ، ولهذا كثيرا ما احاول عند بحثي بين ثنايا التاريخ ايجاد ما هو اقرب الى العقل بثقافة اليوم اي ترجمة هذه الحقائق وفق معطيات المرحلة الفكرية التي تطفو على سطح الثقافة العالمية .
فكرة الامام المهدي عليه السلام تعتبر من الافكار التي يستسهل الطرف المخالف طعنها او انكارها لما فيها من ثقافة قد لا يستوعبها من يرى التطور العصري اليوم من جهة والتخلف لدى اكثر البلدان الاسلامية من جهة اخرى .والخطوة الاولى التي تعتبر هي الاهم وما دونها اسهل منها الا وهي رفع الشوائب ممن قد تترسخ في مفاهيمه ركاكة فكرة امامة المهدي (ع) من المسلمين .
ومن بين ما لفت نظري عن طبيعة تنصيب الحجة على الارض هي المشترك الوحيد بين الامام الجواد والامام المهدي عليهما السلام وسيتبادر الى الاذهان هو صغر السن في تقلد منصب الامامة وهذا هو مستهل بقية ما اشتركا فيه من العناية الالهية لامامتهما .
كل الائمة المعصومين عليهم السلام رافقت فترة امامتهم ادعاءات من البعض بجعل الامامة لدى اشقائهم فمنهم من دعاها لمحمد ابن الحنفية ومنهم من دعاها لزيد بن علي ولاسماعيل بن جعفر وهكذا ولكن طالما ان المعصوم كان في عمر يسمح له ان يثبت امامته لم تؤثر تلك الادعاءات عليهم ولكن بالنسبة للامام الجواد والمهدي عليهما السلام فانهما الوحيدان اللذان ليس لهما اشقاء اي انهما الولد الوحيد لابائهما وهذا دفع عنهما ما قد يثيره الاخوة من حسد او المخالف من وجد ولعل ما قام به جعفر ابن الامام الهادي (ع) وشقيق الحسن العسكري (ع) من ادعاء باطل بانه الامام لهو خير دليل على لو كان للامام المهدي اخوة لاثيرت الشبهات اكثر .
العناية الالهية الاخرى بخصوص الامام المهدي عليه السلام ان سفرائه الاربعة لم يكن فيهم ولا سفير نسبه يعود لرسول الله بل الكل من العوام لان النسب له الاثر في اختلاق الشبهات وان العناية الالهية التي جاء بسببها اختيار السفراء الاربعة نجد ان السفراء ادوا الامانة بشكل سليم ولم يدعي احدهما اختصاصه بالمنصب بل انه كان يجهل من هو بعده الا قبل وفاته بايام اي انهم كانوا لايهيئوا الاجواء للسفير الخلف حتى لا يستغلها بعض ضعاف النفوس لاثارة الشبهات ولعل محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني المعروف، الذي كان من أعلام الشيعة وألّف كتباً في التشيع،كان من الملازمين للسفير الثاني محمد بن عثمان رضوان الله تعالى عليه ولم يتصرف باي سوء مع السفير الثاني ولكن بعد ان اعلن السفير الثاني عن من سيكون السفير الثالث بدات المنافسة بينه وبين الحسين بن روح النوبختي أعلى الله مقامه الشريف النائب الثالث للامام المهدي سلام الله عليه، خرج عن طوره وأخذ يدّعي دعاوى غير صحيحة، وحكم الامام سلام الله عليه في توقيع من توقيعاته المقدسة بضلاله وانحرافه، وأعلن عن ذلك أيضاً سفيره الحسين بن روح النوبختي.
سيبقى من ترعبه فكرة الامام المهدي اختلاق الشبهات
أقرأ ايضاً
- المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)
- زيارة المصالح الاستراتيجية المشتركة