حجم النص
استطلاع – غازي الشايع
تبدو ظاهرة القسم او مايسمى بالحلف او الحلفان من الظواهر الخطيرة التي شغلت تعاملات الناس ولكل الفئات العمرية . وقد تميز العراقيون عن غيرهم عن البلدان بكثرة الحلفان لاسباب منها لاتليق ومكانة الاله سبحانه عزوجل او الرسول محمد صلى الله عليه وسلم او ال البيت عليهم السلام وحتى الصحابة الكرام . ولا نعرف هل ان هذه العادة قديمة او حديثة العهد لكن ومن خلال اكثر من 40 عاما كانت ومازالت باقية بل وتعدت الى الحلفان الى بقية الرسل والانبياء . واضافة الى الحلف او القسم بما اسلفت اعلاه فهناك ايضا الحلفان والقسم باهل العائلة مثلا القسم بمكانة الاب او الام او الاخت وايضا بالخال والعم وصولا الى رئيس العشيرةوغيرها من المسميات .
ومن الظواهر المشينة هو تعود الاطفال على الحلفان وهذا مايتاثر به الطفل من عادات اهله حيث يحلف الطفل ومن اتفه الاسباب على قضايا بسيطة ليبرأ نفسه خوفا من امه او ابيه او بقية اخوانه او اخواته ومن دون رادع من اهله وذويه اذ ان الطفل وببساطة يحلف باغلظ الايمان على شي تافه ككسر اناء او فقدان شي من البيت والحال نفسه للطلبة وخاصة التلاميذ في المدارس حيث يكون الحلف او القسم من المبررات التي يعتقد فيها التلميذ بانها سيخلصه من عقوبة المعلم او المدرس !
التقيت عددا من المواطنين من شرئح مختلفة حول رؤيتهم لهذا الموضوع عبر الاستطلاع التالي:
فوضى القسم او الحلفان !
من الامور الغريبة في مجتمعنا ان نسمع يوما من المسؤولين التربويين او الدينيين من يدعو الى معاقبة الذين يقسمون او يحلفون بالله او الرسول كذبا , او التوجيه والدعوة لهم بترك هذه العادة السمجة التي لاتليق ومكانة رب العزة والجلالة ومكانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وايضا بمكانة ال البيت والصحابه فمن غير المعقول ان ينهال احد بالحلفان ويذكر الخالق والرسول وال البيت بل وحتى امه وابيه وعرضه وشرفه على مسائل تافهة !! فالقسم وبالضرورة القصوى موجود في المحاكم والقضايا الكبرى التي تتدخل بها العشائر فليس من المعقول ان يحلف الانسان باغلظ الايمان على سعر كيلو الطماطة او البصل او الباذنجان وايضا من المعيب ان يدنس اسماء ال البيت الطاهرين على قضية بيع او شراء زوج من الطيور او الحمام !!!!
ذلك على مرأى من الاهل .. اما القسم والحلفان عند اهل العقارات فحدث ولاحرج والحال نفسه عند معارض السيارات فهناك الحلفان واليمين هي الوسيلة الوحيدة لاقناع الطرفين البائع والمشتري !!!
نحن فقط من دون العالم
سنحت لي فرص عديدة بزيارة دول عربية وغير عربية من اسيا وافريقيا واوربا ولم اشاهد او اسمع من يقسم او يحلف مثلما موجود عندنا فهناك تكفي كلمة – صدقني – والمقابل يتقبلها بصدق واطمئنان بل هناك وما هو شائع اذا تكلم صدقه المقابل .
هيكلة التربية
تقول المعلمة ومديرة مدرسة حمدية نعمة عبد معلمة ابتدائية : ان الواجب يدعو الى تعاون وثيق بين الاهل والمدارس فالتربية تبدأ اولا من البيت وهذا هو واجب الاب والام من تعليم اطفالهم الصدق والصراحة وبشكل مستمر لكي يتعودوا ويتجنبوا القسم وبالمقابل فعلى الهيئات التدريسية ومن خلال مديريات التربية ان توجه الهيئات التعليمية بضرورة تعلم التلاميذ والطلاب عدم القسم او الحلفان لاسباب تافهة وتعليمهم الصدق والصراحة .
شيء مخجل
اما السيدة سارة – مذيعة – فترى انه من المخجل ان تذكر اسماء لفظ الجلالة واسماء الانبياء والاولياء على امور لاتستحق حتى الكلام فيها فهذه العادة لاتليق ابدا بمكانة ربنا ونبينا ومن الواجب ان تجتث هذه الظاهرة المسيئة لمكانة الامور المقدسة لديننا الاسلام العظيم.
عادات مقيتة
يقول الدكتور محمد داود عيسى مدير تحرير جريدة ان الواجب يدعو الى مناقشة هذه القضية بشكل اوسع واشمل من خلال عمل لقاءات وجلسات مناقشة وتدخل اهل الشأن التربوي والاسلامي فيها بما يشكل تعبئة دينية واخلاقية وتربوية جديدة يلتزم بها الاباء والامهات قبل ان يلتزم فيها الاطفال والشباب ومن كلا الجنسين لان الاطفال وبكل مراحلهم العمرية وصولا للشباب فانهم يتأثرون بالبيئة التي يعيشون فيها وهي البيت وايضا المدرسة وصولا للجامعة . وعمل كهذا بالتاكيد سيحد من هذه الظاهرة التي تسيىء الى رموزنا المقدسة .
ظاهرة غير حضارية
نوهت السيدة ام علي –موظفه متقاعدة – ان هذه الظاهرة ليست بجديدة على مجتمعنا فهي نتيجة عادات وتقاليد تطبعت عليها الاجيال جيل بعد جيل ومع ان هذه الظاهرة صعبة في التخلص منها الا انها ليست مستحيلة . وعلينا اولا ان نبدأ باطفالنا وطلابنا وخاصة في المراحل الاولى من الدراسة وايضا الامهات واشدد على الامهات لان لهن دورا بارزا في تربية الاطفال وتوجييهم توجيها صحيحا وصادقا مبنيا على الثقة والاحترام .
اسباب عديدة
اما الانسه اسماء القيسي – صحفية – فتقول " ان من المخجل ان يكون بعض المسؤولين في الدوائر او المؤسسات وحتى البعض من البرلمانيين وخاصة ممن فازوا بالانتخابات ان تكون جدران غرفهم الفخمة مليئة بالصور والايات المقدسة وفي بداية اي حديث لهم يقسمون اويحلفون لخدمة الشعب ! في حين ان الوقائع تشير الى ان الاغلبية منهم قد اتخذ الشعارات والايات والقسم والحلفان طريقا لهم لكسب السحت الحرام وترك غالبية الشعب يئن من وطأة العيش فعلينا اولا ان نشخص هؤلاء لكي يكونو عبرة للبقية .. اما السبب الرئيس تفشي هذه الظاهرة تعود لاسباب عديدة منها عدم الثقة والخوف حتى من المجهول او الارتزاق بوسائل دنيئة .
الخلاصة !
في قول عراقي قديم مفاده – كالو للحرامي تعال احلف كال الحرامي اجاني الفرج -!!! المهم من كل ماتقدم فانه لاضير من ان يقسم او يحلف المواطن لامور قد تكون غاية في الاهمية له ولعائلته او حتى لرزقه لكن ان يكون الحلفان لامور تافهة ومخجلة كما نسمعها ونشاهدها من البعض – مثلا – بعرضي بشرفي وروح ابويه وامي وخالتي !!! الى حد هناك من يحلف بستر اخته وعرضه !!! ولا اعرف من اين جاءت هذه المسميات فالانسان الصادق والواثق من نفسه يقول مايعتقده مناسبا وصادقا كما ان هناك قولا اخر مفاده ان كثرة الحلفان يؤشر كذب القائل ! . فهل هناك من يسهم في تربية الكبار قبل الصغار باحترام مكانة ربنا العظيم و رسولنا الاعظم محمد رسول الله وال البيت الطاهرين والصحابة الكرام . انه امر متروك لكل الجهات التي يعنيها هذا الامر وخاصة رجال الدين !.
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد