اكثر من ستة قرون والعتبة الحسينية المقدسة لم تشهد اي اعمار لها يتناسب والراقدين فيها واولهم سيد الشهداء ابي الاحرار الحسين عليه السلام .
ولما آلت ادارة بعض العتبات المقدسة الى المرجعية العليا في النجف الاشرف بعد سقوط نظام الطاغية حيث اعتمدت الادارة الحالية للعتبة الحسينية المقدسة ،فان اول ما فكرت به الادارة هو كيفية استيعاب الملايين الذين يتوافدون على الحضرة الحسينية المقدسة لاداء الزيارة وتقديم افضل سبل الراحة والخدمات مع ادامة ما تهرأ من ابنية قديمة تحتاج الى التجديد والاعمار .
والابرز في اعمار العتبة الحسينية المقدسة هو انشاء الطابق الثاني مع التسقيف للصحن الحسيني الشريف والذي تعهدت فيه شركة عالمية في الهندسة والاعمارباشراف الخبير الهندسي السيد محمد علي الشهرستاني وبجهود الكوادر العراقية العاملة في قسم الشؤون الهندسية للعتبة .
هذا التسقيف الذي قد يقال انه اثّر على تراثية العتبة على اساس انها تعتبر من الاثار التي لا تتقبل التجديد حيث المعلوم والمعروف ان لكل مرقد صحن خارجي وحرم فاذا تم تسقيف الصحن يعني الغاء جزء مهم من العتبة وهذا الكلام يجانب المنطق والعقل ، حيث ان العتبة الحسينية وبقية العتبات هي ليست من الاثار او التراث بل انها منهل روحي لتجديد العلاقة الايمانية بين العبد ومولاه والتي يتوافد عليها محبي ابي الاحرار عليه السلام ابتداء من جابر الانصاري والى يومنا هذا .
ومن جانب اخر ان عملية توسعة الصحن لا زالت جارية حيث ان المحيط الذي حول العتبتين الحسينية والعباسية المطهرتين سيكون بمثابة الصحن لهما .
عندما زاره الانصاري رضي الله عنه كان القبر تل من تراب ومن ثم في زمن المختار اصبح عليه جريد من النخل وبدأت مراحل الاعمار الى ان وصل الى اخر مرحلة اعمارية هي في منتصف القرن الثامن للهجري على يد السلطان معز الدين أويس ابن الشيخ حسن الجلائري الذي تولى في (عام 757 هـ) سلطة العراق بعد أخيه السلطان حسين الصغير، وبنى حرم الإمام الحسين (عليه السلام) وأقام عليه قبة على شكل نصف دائرة محاطة بأروقة كما هو عليه الحال اليوم، وقد بوشر بالعمل في (عام 767 هـ) وأكمله ابنه أحمد بن أويس (سنه 786 هـ) فقد كان الواقف عند مدخل باب القبلة من الخارج يشاهد الضريح والروضة بصورة واضحة وجليّه، كما شيّد البهو الأمامي للروضة الذي يعرف بإيوان الذهب، ومسجد الصحن حول الروضة على شكل مربع، واعتنى عناية فائقة بزخرفة الحرم من الداخل والأروقة بالمرايا والفسيفساء والطابوق القاشاني. كما أمر السلطان أحمد الجلائري بزخرفة المئذنتين باللون الأصفر من الطابوق القاشاني، وكتب عليها تأريخ التشييد وهو (عام 793 هـ) .
اعمار هذا السلطان لم يلاقي بعض ردود الافعال على انه غيّر في التراث والاثار ولكن عندما بدأ تسقيف الصحن الحسيني الشريف والذي قطع مراحل متقدمة ظهر من يقول انه من الاثار وان هنالك من لايوافق على التسقيف .
وعليه اجرى موقع نون استطلاعا على شريحة معينة من المجتمع وبمختلف ثقافاتهم ومهنتهم واعمارهم لنرى ماهي ردود الافعال حول هذا التسقيف وقد راعينا عدة امور في استطلاعنا هذا ومنها عملية الاستطلاع تمت خارج العتية الحسينية وليسوا من الزوار هذا اولا كما واننا لم نفصح عن هويتنا اثناء اجراء الاستطلاع حتى لاتكون هنالك مجاملة او احراج في الاجابة وكذلك دونا اسماء وعناوين كل الاخوة المستطلعين للتوثيق فكانت النتيجة كما يلي :
عدد المستطلعين هو 136 شخص
112 شخص ...... جيد جدا
19 شخص ......جيد
5 شخص........ غير جيد
شمل الاستطلاع اراء المستطلعين من داخل كربلاء وخارجها من بقية المحافظات العراقية وكذلك تضمن راي بعض الاخوة العرب والمغتربين وعليه تكون النتيجة النهائية طبقا للنسبة المئوية كالاتي :
82,35% جيد جدا
13,97% جيد
3,67% غير جيد
وعند استطلاع اراء بعض القائلين بالغير جيد منهم سلام عبد السلام محمد من السماوة اجاب بالقول: شنو الفايدة حلو وبعد منشوف الگبة الشريفة، أهم شيء في الحضرة هو الگبة ولازم إيصعدوه عالي حتى تبين، وهذه الاجابة تقريبا هي بعينها لكل الرافضين للتسقيف .
اما الذين قالوا عنه جيد جدا بل وهنالك من قال ارقى من الجيد جدا فقد استطلعنا ارائهم وكانت كالاتي :
هاشم رضا – عضو مجلس النواب.
التسقيف صرح حضاري وعمراني جميل، يبهر الزائرين، ذو فائدة عظيمة على القادمين لزيارة الحسين 8 لكنه قليل للحسين عليه السلام وأي شيء عظيم هو قليل للحسين لما قدم الحسين، ونحن نشكر العاملين على إنشاء هذا الصرح ونشكر الإمانة العامة للعتبة الحسينية وكل الخيرين مَمن يسعى إلى تطوير خدمة زوار الحسين عليه السلام .
حسين وتوت/ هولنده – أمستردام – صاحب محل لبيع الأزهار.
التسقيف شيء جميل ومفيد، وهو صرفه حضارية وبصمة للخيرين تؤول بمنفعة كبيرة للصحن الشريف وزائريه.
جميلة جواد – موظفة – كربلاء.
الله يبارك لكل مساهم وعامل من كبيرهم إلى أصغر عامل وشكراً إلى كل من يقدم مثل هذا المقترحات المعمول بها وإنشاء الله يوم نشاهد حضرة العباس أيضاً تسقف وباقي العتبات المقدسة.
رضا عبد الحسين جاسم – أستراليا – سيدني – من أهالي كربلاء.
نبارك الجهود والأيادي التي عملت على إنشاء هذا التسقيف ونشكر مساعيهم، شيء يبهر الناظرين ويمتعهم، وذو فائدة عظيمة .
ثائر جبار – كاسب – الناصرية.
الحسين عليه السلام شوكة في عيون الظالمين وهذا التسقيف تحدي وشموخ يقارع كل من أراد السوء وتجسر على الصحن المقدس، وإذا أهالي كلمن اراد السوء والغوغاء وتعدى على الصحن الشريف موجودين خلي يشوفون شلون صارت الحضرة أحله وأجمل وخل يشوفون عاقبة أبناءهم وين صارت.
لكل مميز رافض هذه سنة الحياة والا الائمة المعصومون عليهم السلام الذين اوصانا بهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قائلا لقد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وبالرغم من ذلك فهل تمسك بهم الكل .
العاملون اليوم على التسقيف فكانهم ينفذون خطاب زينب عليها السلام عندما قالت مخاطبة الامام السجاد عليه السلام قائلة : وينصبون لهذا الطف علماُ لقبر ابيك سيد الشهداء عليه السلام لايدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والايام وليجتهدن أئمة الكفر واشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزاد اثره الا ظهورا وامره الا علوا
استطلاع أجراه /حسين النعمة
خاص موقع نون
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)