حجم النص
رأت سيدة الأعمال والمستثمرة، والصحفية الإعلامية الأميرة بسمة آل سعود أن النظام السعودي فاسد ويفتقد الى الشفافية حيث قالت إنه" قد أدى إلى أن 50 في المائة من السكان فقراء ومحتاجون، بالرغم من أننا دولة من أغنى دول العالم على وجه الأرض".
لطالما تميزت آراء الأميرة بالجرأة في إطار مجتمعها، تجمع بين السعي للتحديث والمعايير الإسلامية، وترى أن الواقع ضبابي وتحاول أن تجد الطريق بطرح التساؤلات وكتابة المقالات لتشجع المفكرين من أبناء وطنها للتعبير عما يخفونه في عقولهم.
فها هي تقول في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "أنا أتحدث بصفتي ابنة الملك سعود، الحاكم الراحل للمملكة العربية السعودية، والذي أسس أول جامعة للنساء في المملكة، وألغى العبودية، وحاول أن يؤسس نظاما ملكيا دستوريا يفصل بين منصب الملك ومنصب رئيس الوزراء".
وترى في نفس الوقت أن بلادها اليوم لم تنفذ هذه الوعود ورغم أنها تعتز بثقافتها الا أنها تفتقد إلى قوانين مدنية جوهرية تحكم المجتمع.
وتناولت الأميرة بسمة خمس نقاط أساسية فهي تتطلع لدستور يعامل الرجال والنساء على قدم المساواة أمام القانون، ورأت ان المحاكم السعودية تعتمد على تفسير القضاة لأحكام القرآن الكريم، وفقا لرؤيتهم الشخصية". واعتبرت أن قوانين الطلاق في المملكة هي قوانين مجحفة، فالمرأة لا تملك حقا بطلب الطلاق الا إذا أقامت دعوى "الخلع" وهذا يجردها من حق حضانة الأولاد بعد سن السادسة في أي تسوية عن طريق الطلاق.
ومن وجهة نظر الأميرة فإن الخطأ يكمن في وسائل التعليم التي تعتبر المرأة دون الرجل فالفتيات تحرمن بشدة من المشاركة في أي نشاط من أنشطة التربية الرياضية، وهذا "نتيجة لسوء فهم كامل للقرآن". وأضافت أن "وزارة الشؤون الاجتماعية تتساهل مع العنف ضد المرأة بدلا من حمايتها. وحتى ملاجئ الخدمة الاجتماعية التي يمكن أن تلجأ إليها المرأة هي نفسها التي تتعرض داخلها المرأة لقسوة في التعامل، وهي في الأساس "ملاجئ مملوكة للدولة". وأخيرا، رأت أن تحريم سفر المرأة دون محرم، هو حد لحريتها في أيامنا، فالتفسير المنطقي لهكذا قانون كان أيام الجاهلية بتواجد قطاع الطرق والحاجة لحماية المرأة آنذاك.
وفي مقابلة سابقة رفضت إطلاق تسمية "ربيع الأمة العربية" على الحراك الذي يعم البلاد العربية قائلة: "أنا ضد هذه المقولة فالربيع هو فصل جميل يزخر بالبراعم الا أن البراعم قد استوت، وحان قطافها، وأصبحت قوة تعبر عن مرحلة معينة في تاريخ الأمة العربية، الماضي نعرفه ويبدو أن هذه الثورات هي نتيجة ضغوطات مورست على الشعوب منذ أكثر من 100 عام."
هذا وقد كتبت الأميرة بسمة عن رؤيتها للحرية في مقال سابق لها تحت اسم "التحديات والحريات": "الحرية هي الاستطاعة على قول الحق من غير خوف ولا مقصلة، الحرية هي قبول الرأي الآخر، والتحاور للاستفادة...والحرية هي إعطاء المجتمع ما أمر الله به لتحريرنا من العبودية والطاعة إلا لله، وليس لأحد غيره. وأضافت: "لا نحتاج إلى جيوش من الفقهاء ليفسروا لنا ديننا ويتخذوه وسيلة للسيطرة، كما اتخذتها ديانات أخرى في قرون ماضية، وما كانت نتيجتها إلا الانهيار".
ومن الجدير بالذكر أن الأميرة ولدت في الرياض عام 1964 وهي الإبنة الصغرى لملك السعودية الراحل سعود بن عبد العزيز ووالدتها هي الأميرة جميلة مرعي والتي ترجع أصولها إلى منطقة اللاذقية بسورية. تلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط في لبنان، ثم انتقلت مع عائلتها إلى أوروبا حيث بدأت دراستها الجامعية، والى سورية فلبنان ثم تزوجت الأميرة في السعودية وأنجبت خمسة أطفال.
أقرأ ايضاً
- الداخلية: 5 آلاف زائر خليجي دخلوا سفوان خلال الـ 3 أيام الماضية
- قائد "قسد" يكشف ما دار في لقائه بمسعود بارزاني
- الرئيس اللبناني سيزور السعودية كأول زيارة رسمية بعد انتخابه