حجم النص
ابلغت مصادر عربية "الصباح" بوجود فكرة لعقد قمة استثنائية في بغداد قبل نهاية العام الجاري، في حال لم يتم حل بعض الملفات وفي مقدمتها الازمة السورية .
تأتي هذه المعلومات في وقت ما زالت فيه ردود الأفعال الايجابية تتوال بعد نجاح القمة العربية التي ضيفها العراق نهاية الشهر الماضي.وبحسب المصادر العربية، فان "مشروع العراق لحل الازمة السورية تم الاخذ باكثر من نصف بنوده"، مؤكدة ان "الجامعة العربية اطلعت مشروع العراق للمبعوث العربي – الاممي كوفي عنان، الذي اشاد باغلب بنوده وايدها".ويدعو المشروع العراقي الذي انفردت بنشر اغلب بنوده"الصباح"، ابتداء الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مكونات الشعب السوري، مع اعطائها صلاحيات التفاوض مع المعارضة، ثم يصدر مجلس الامن قرارا بمنع التدخل بالشؤون الداخلية السورية.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد في مؤتمر صحفي عقده الاسبوع الماضي ان "المبادرة العراقية بشأن القضية السورية موجودة وتم عرضها على وفود القمة العربية واطلعوا عليها".واشار الى ان "الازمة السورية بحاجة الى بحث ابعادها والتفاعل معها، لان البعض يتفاعل معها دون معرفة حقيقة الوضع في سوريا"، مضيفا بالقول:"انا اعتقد ان الجميع الان يتجه نحو المبادرة وحتى الدول الاجنبية بدأت تتحدث عن الخطر في سوريا".كما اوضح ان "استخدام القوة لن ينفع ولن يسقط النظام وهناك مشكلة في سوريا هي تشبث النظام والمعارضة بالمقاومة تجاه الاخر مع استمرار نزيف الدم وهذا ما يجعل العرب بحاجة الى تطويق الازمة وعدم تطويرها"، معلنا رفضه تسليح المعارضة السورية، كما رفض اسقاط النظام بالقوة، منبها الى ان "هذا الموضوع كان من المواضيع الستراتيجية التي نوقشت خلال القمة العربية وهو من المواضيع التي تؤثر في عمل المنظومة العربية في المنطقة".
يشار الى ان "اعلان بغداد" عارض بشكل صريح تزويد طرفي الصراع في سوريا بالسلاح، كما شدد على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية.وضمن ردود الافعال على نجاح قمة بغداد، اكد وزير العمل السوداني الدكتور فرح مصطفى عبد الله ان قيادة العراق للقمة العربية مثلت "نقلة كبيرة جدا" في اطار وحدة الدول العربية واهتمامه بقضايا الامة العربية لذلك فان مشاركة السودان في قمة بغداد كانت على اعلى مستوى برئاسة الرئيس عمر البشير.وبين عبد الله لـ"الصباح" ان "العراق سيحمي الدول العربية في جميع قضاياها، خاصة السودان الذي قدم له العراق الكثير من المساعدات المادة والمعنوية، كما اننا في السودان نمثل اطارا محوريا في القارة الإفريقية يساند ويدعم دور العراق في رئاسة منظومة العمل العربي المشترك".من جانبه، قال الدكتور محمد إبراهيم كركري مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي: "نحن في لبنان نهنئ الشعب العراقي والحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية العراقية على النجاح الكبير الذي حققته قمة بغداد وهذا يشكل عودة للعراق ليلعب دوراً أساسياً ومهماً في الوطن العربي".وتابع كركري لـ"الصباح": "كان هناك حضور لبناني مميزاً متمثلاً بالرئيس اللبناني ميشال سليمان".كما اشار الى ان "انعقاد قمة بغداد هو انطلاقة جديدة للعراقيين.. ونحن نرى في مؤتمر العمل العربي إن هناك انطلاقة جديدة للعراق من خلال تبوئه للعديد من المناصب، وهناك ثناء كبير من قبل الوفود العربية للوجود العراقي، كما ان في لبنان عقدت مؤخرا الجمعية العمومية للضمان الاجتماعي مؤتمرا كبيرا وانتخب العراق رئيسا لهذه الجمعية".وزاد بالقول: ان "العراق وبجميع المحافل بدأ يعود الى دوره الرئيس والاساسي كلاعب اقليمي مهم، خاصة على مجال الدول العربية.. ونحن في لبنان نتمنى الاستقرار والتطور ونأمل من قمة بغداد ان تشكل انطلاقة لعودة العراق للحاضنة العربية ونقطة انطلاق لكل الاخوة".بدوره، قال عبد الغني حسن العريبي رئيس الوفد الليبي المشارك في مؤتمر العمل العربي الذي عقد في القاهرة الاسبوع الماضي: انه "من المؤكد ان القمة العربية التي عقدت في العراق وشاركت بها ليبيا ايضا باعلى المستويات، حيث ترأس وفد ليبيا المستشار مصطفى عبد الجليل والقى كلمة قيمة بحق العراق واعلن عن عودة العلاقات الرسمية بين ليبيا والعراق بعد انقطاع دام سنوات".
وتابع: ان "عودة العلاقات بين ليبيا والعراق شيء جميل كون العراق يمثل لليبيين ملتقى العروبة والاخوة بين البلدين الشقيقين.. ونحن سعداء بهذه العودة لان العراق بوابة الشرق العربي وهو بلد تاريخي وله ثقل في العمل العربي وطوال المدة الماضية افتقدنا هذا الثقل، ولكن الان رجع لنا ونحن سعداء بهذا الرجوع وان ما عبر عنه المستشار مصطفى عبد الجليل في دعم العراقيين هو ما يدور في صدر كل الليبيين".اما الدكتور فتحي فكري حسنين وزير القوى العاملة والهجرة المصري فقد قال لـ"الصباح": "لا يستطيع احد ان ينكر ان العراق دولة مؤثرة في المنطقة العربية بتراثها الحضاري العميق ودورها الفاعل على مر التاريخ والاحداث التي مرت بها المنطقة.. ونحن في مصر وجميع الدول العربية كنا نتوق الى ان يعود العراق الى حضن الامة العربية لان كلاهما بحاجة الى الأخر ولعل التئام القمة العربية في بغداد اهم تعبير عن الرغبة المشتركة ان تعود الأمور الى سابق عهدها فالأمة العربية تقوي العراق، والعراق يقوي الأمة العربية، كما كان الأمر في الماضي فهنيئا للعراق على عقد القمة على أرضه وهنيئا للعرب عودة العراق إلى حضن الأمة العربية".
من جهته، قال يوسف محمد بوهندي ممثل عمال قطر: ان "عودة العراق الى بيته العربي مهمة جدا لنا نحن العرب".
وتابع بوهندي في تصريح لـ"الصباح": ان "هناك رغبة حقيقية من جميع الدول العربية في هذه العودة.. ونحن نلاحظ الحرص الكبير من جميع الدول العربية للمشاركة الفعالة في هذه القمة المهمة والحيوية، كما نطالب جميع القادة العرب بان يضعوا الخلافات الجانبية وراءهم وان ينهضوا بأمتهم العربية لمصلحة المواطن ويقوموا بتطوير منظومة العمل العربي بقيادة العراق".
أقرأ ايضاً
- ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يصل إلى محافظة ذي قار
- الداخلية توضح بشأن إلقاء القبض على 7 سوريين يمنتمون لداعش في بغداد
- وزير الكهرباء يوجه بإطلاق 19 مشروعا جديدا ببغداد وتشكيل غرفة عمليات للزيارة الرجبية