حجم النص
د. حميد عبد الله
سيناقش البرلمان العراقي مشروع قانون النشيد الوطني الجديد استلَ ثوار الربيع العربي الاعلام التي سبقت مجيء انظمة الفساد والتجبر الى الحكم واعتمدوها رايات لدولهم في حلتها وحالها الجديدين حُلت قضية العَلـَم في هذه الدول ببساطة، ولم ينشغل بها الشعب والبرلمان، وتتحول الى معضلة تضاف الى المعضلات المزمنة، كما حدث في العراق!
رفض النشيد الذي كتبه شفيق الكمالي، والذي يقول مطلعه:
وطن مد على الافق جناحا
وارتدى مجد الحضارات وشاحا
الكمالي محسوب على النظام السابق برغم انه مات بسم الثاليوم، كما يقال ويشاع، والكمالي هو نفسه من ألـَّه صدام حسين وشبهه بخالق السماوات والارض، حين قال:
تبارك وجهك القدسي فينا
كوجه الله ينضح بالجلال
نعم قالها ليدفع عنه البلاء، لكن البلاء حلّ به برغم ذلك!
اما قصيدة (موطني) للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان التي لحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل، فلم تعد تلائم الوضع في العراق الجديد، ففيها يقرن الشاعر وطنه بالجمال والجلال، وبالسناء والبهاء، وحين تأمّل النابهون من أولي الأمر ذلك النشيد اكتشفوا أن فيه تهكماً على العملية السياسية، وينطوي على خبث مبطن، يجعل الاعداء يتشفون بنا، لذلك اقترحوا تغييره، ووقع الاختيار على قصيدة الجواهري الكبير:
(سلام عليك على رافديك عراق القيم/ فأنت مزار و حصن و دار لكل ابن عم/ هنا المجد أمّ و صلى وصام/ وحج وطاف بدار السلام/ فبغــــــداد تكتب مجد العظام/ و ما جف فيها مداد القــلم).
نأمل أن لا ياتي من يشكك بولاء الجواهري للعراق، ويدعي ان اصوله فارسية، وهواه ايراني. أو يظهر لنا من ينبش في سجل الايام، فيعيدنا الى معارك الجواهري مع خصومه الذين ظلوا يجهلون حقيقة الشاعر حتى ماتوا ومات.
ربما يخرج لنا واحد من اولئك، فيقول: إن علينا ان نبحث عن شاعر نقي السلالة والمحتد، لا شائبة عليه، ليكتب لنا نشيدا تترنم كلماته بما تحقق من مآثر خلال السنوات العجاف.
اما العَلـَمُ فله قصة ذات فصول طويلة، آخرها كان فصل اجتثاث النجمات، التي خضعت لتفسيرات كثيرة لا مجال للخوض فيها!
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب