عودة الكعبي
تمرعلينا هذه الأيام ذكرى العاشر من محرم الحرام ذكرى استشهاد محطم قيود العبودية الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ذكرى الواقعة/ الثورة ضد الطاغية يزيد بن معاوية والتي انتصر فيها الدم على السيف تلك الثورة التي جاءت من اجل إعلاء كلمة الحق ودحض الباطل ، إن الحسين عليه السلام لما رأى خطر الفساد والظلم المستشري في الدولة الاسلاميه عرف مدى الخطورة التي أصابت الرساله المحمدية وماجاء به جده الرسول الكريم محمد (ص) حينها أطلق كلمته المشهورة ماخرجت أشرا ولا بطرا وإنما خرجت في طلب الإصلاح في امة جدي فخرج مع أهله وعدد من أصحابه الذين فضلوا الموت على الذل والاهانه فتوجهوا إلى كربلاء حيث ساحة الصراع الغير متكافئ والمواجهة مع جيوش الطغاة ليلبس أصحاب الحسين عليه السلام القلوب على الدروع وسطروا أروع ملاحم التضحية والفداء بما فيهم أخيه العباس الذي صار نبراسا للوفاء وكيف ليتساقطوا الواحد تلوا الآخر أمام الحسين وليثبتوا للعالم إن الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار هكذا قالها الحسين في ساحة المعركة وهذه النهضة التي قادها أبي الأحرار مع نفر قليل من الثوار الذين لم يتجاوز عددهم الاثنان وسبعون رجلا أختلطت دمائهم بدم زعيمهم الروحي لتكون بركانا من الدم يقتلع حصون الطاغية يزيد الذي تسلط على رقاب الناس وأوهمهم بانتصاره على الحسين ولم تستمر تلك الخديعة سوى بضعة أيام حتى وقفت بطلة كربلاء في بلاط الدولة الامويه مع ابن أخيها علي ابن الحسين وألقت خطبتها المشهورة بالزينبية السارية المفعول إلى يومنا هذا حينما قالت يايزيد اسعي سعيك وكد كيدك انك والله لاتمحوا ذكرنا ولا تميت وحيينا هذه الخطبة التي دكت معاقل حكمه لتنهي بذالك حقبه من الظلم والجور ظلت جاثمة على صدور المسلمين لتبقة الثورة الحسينية درسا ومثالا يحتذى به من قبل زعماء وقادة الثورات في العالم على مر العصور كما قالها غاندي ذالك الرجل البوذي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما لانتصر فسحق بمظلوميته الاحتلال البريطاني للهند هذا على صعيد الثوار أما على صعيد الكتاب فقد قال فيه الكاتب الانكليزي كارلس السيربرسي إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر قرون حتى يومنا هذا ، ان ثورة الحسين ألقت بضلالها على الثورات التي أعقبتها حتى أصبحت تعاليمها تشكل خطرا على عروش الديكتاتوريات والانظمه الفاسدة فالحسين عليه السلام حورب حتى بعد استشهاده وذالك من خلال محاربة محبيه الذين نشروا تعاليم ثورته وحتى مجالس عزاءه هي الأخرى أصبحت خطرا يداهم ممالك الطغاة المستبدين فاخذوا على عاتقهم ملاحقة كل من يروج لهذه الأفكار الثورية التي تنغص عليهم حلاوة العرش بل عمدوا إلى هدم قبره عدة مرات ليمحوا أثره ولكن هيهات فذكرى ثورة الحسين تتجدد وهي باقية على مر العصور ولا تنتهي أبدا