طالب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 28 ذي الحجة 1432هـ الموافق 25-11-2011م الأجهزة الأمنية بزيادة الهمّة وتوخي الحيطة والحذر إزاء ما يحدق بالبلاد من مخاطر، حيث لا يزال الطرف الآخر – الإرهابي- منغمس في غيه وضلاله وليس له ذمّة وبالتالي لا يرتجى منه الشفقة ولا يرتجى منه الرحمة! ولا يمكن أن يقال لِمَ استهدف هذا التجمع ولِمَ فَعل كذا، فإن ديدنه القتل والدمار والخراب لأجندات باتت معروفة للقاصي والداني.
وأهاب الإخوة في الأجهزة الأمنية أن يكونوا دائماً في أُهبة الاستعداد وان يعلموا إن التجمّعات البشرية دائماً هي محط أهداف هؤلاء المجرمين، وهذا الشهر الشريف هو شهر تجمّع ومناسبات وشهر عزاء والبلاد تكثر فيها هذه التجمعات وبالتالي لابد أن يكثر فيها جانب الحيطة والحذر وحالة الترصّد حفاظاً على أرواح الأبرياء وحفاظاً على الكثير من مجالس العزاء من أن يشوبها أي تكدير أو يدنسها أي عمل إجرامي قبيح.
ومن خلال مراقبة الأحداث الإقليمية التي تمّر الآن في محيطنا الذي نكون على تماس مباشر معه، توجه سماحته للإخوة الساسة في البلد قائلا: لابد أن تكون قراءتكم لهذه الأحداث قراءة دقيقة جداً وقراءة مشخّصة لمجموعة من الأمور حتى نكون قادرين على حلّ بعض المشاكل، فمثلا هناك بعض الساسة يعتقد أو يتصور إن حل المشكلة هو عن طريق الأجنبي !! وهو قد يتصور هذا وقد يكون مشتبه أو غافل أو أي سبب آخر ..هذا التصوّر خاطئ !!
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا: مُدَّ يدكَ إلى إخوتك والى الفريق الذي تعمل معه سوية ! الغافل لابد أن ينبّه وبعضكم قد يكون في غفلة ! فأنت المتفطن عليك أن تنبهه لذلك وتعطيه الشواهد تلو الشواهد على إنك في غفلة .. والذي يُصِر على إن الحل يكون عند الأجنبي حاول أنت أيضا أن تُصِر على إن الحل يكون بين إخوانك وبين أترابك .. فالحوار يحل مجموعة من المشاكل ..
وبين سماحته إن الذي تربّى على طريقة يُحِب أن يأكل حقّه وحق غيره .. علّمه إن هذه الطريقة لا تُنتج .. ويجب أن تأخذ حقك فقط لا أن تأخذ حق غيرك ..
وأضاف لقد تكلمنا مع الإخوة من خلال هذا المنبر والآن أُعيد : إن أزمة منح الثقة فيها مشكلة والإنسان عندما لا يثق بآخر تبدأ المشاكل ولا تنتهي .. وقطعاً العدو يستفيد من مسألة عدم الثقة لان العدو عمله أن يفتت وان يوجد تناحرات، وبالنتيجة كيف نُسقِط فلسفة العدو ونبني إزاءه جدار سميك ومنيع ..
وأوضح سماحته إن وجهات النظر أمر طبيعي وهي متعددة المشارب والمناهل لكن لابد أن تكون لها حدود ، ننظر إلى ما يحدث الآن في بعض الدول وهناك مشاكل قد تكون خارج العراق بدأت ولا تنتهي ويبدأ الشعب والمجتمع يدفع هذه الضرائب القاسية، ضريبة تلو ضريبة على أمل أن يصلح الحال ولا حال يُصلّح !! وبات العراق بحمد الله تعالى فيه من العقلاء وفيه من الطاقات الشيء الكثير فليأخذوا دورهم ولا يمكن أن نُراقب الأحداث فقط دون أن نحرك ساكنا.
وأكد على مسألة زرع الثقة بين الفرقاء السياسيين وتساءل كيف تزرع الثقة ؟! لابد أن نتقدم خطوات نحو الثقة إلى أن نعتقد حقيقة بالثقة، وهذا الاطمئنان للشركاء وللفرقاء أمر في غاية الأهمية.
ولفت سماحته إلى إن العراق بذل التضحيات تلو التضحيات ولا زال يدفع التضحيات فليس من المعقول انه قد كتب علينا أن نعيش في نكد ونصب! ولكن لابد علينا أن نحل المشاكل ..لنجلس ونتحاور ونتحدث فيما بيننا .. نستطيع أو لا نستطيع .. إذا كنا نستطيع فبها ونعمت، علينا أن نسعى في سبيل الخير والشعب والناس .. الله سبحانه وتعالى يبارك فيما بيننا، أما إذا بقينا في تناحر وتجاذب مع هذه المشاكل التي تعصف بنا ستأتينا مشاكل اشد واشد وبالنتيجة هذا الشعب الذي دفع تضحيات يبقى في دوامة المشاكل دونما حل، لابد أن يأتي يوم ونقول كفى تضحيات وكفى مشاكل، والآن جاء وقت كسب نتيجة هذه التضحيات، ويجب أن تكون هناك خطوة حقيقة فالإنسان عندما يخطو نحو الصلاح تتصالح القلوب.
ودعا سماحة السيد الصافي كل من له شأنية وجانب من المؤثرية أن يسعى لجمع هذا الشتات وجعل الإخوة في خانة واحدة، فان اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي فكل العالم تختلف لكن هناك نقاط وحدود حمراء ومن المفترض على الجميع أن لا يتخطوها، نحن نريد من الإخوة الأعزاء أن يهتموا بالبلد والذي يهتم بالبلد سيكون راعياً وأبا وبالنتيجة لابد أن يتحمل وجهات النظر المختلفة للنهوض بواقع البلد، فالمسؤولية لابد أن يتحملها المخلصون بكل جرأة ورباطة جأش حتى نتخطى تلك الصعاب ونعبر إلى شاطئ الأمان.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- السوداني يصل إلى محافظة نينوى
- محافظ النجف الأشرف: المرجعية الدينية تأمل التزام الكرد بالحفاظ على وحدة العراق وتماسكه الداخلي
- مكتب السيد السيستاني في بيروت يوزع لليوم الثالث مساعدات انسانية على العوائل السورية في أكبر مراكز النزوح في لبنان