ادت جموع الزائرين في مدينة كربلاء المقدسة صلاة العيد في منطقة بين الحرمين الشريفين بإمامة السيد محمد حسين العميدي .
ونقل مراسل وكالة نون ان ساحة بين الحرمين الشريفين والتي تبلغ مساحتها 25 الف متر مربع قد اكتظت بجموع المصلين القادمين من محافظات العراق وبعض الدول العربية والاسلامية .
واضاف مراسلنا انه وبسبب الاعداد الهائلة التي توجهت صوب منطقة بين الحرمين لإداء صلاة العيد قد اقيمت الصلاة لأكثر من مرة لعدم استيعاب المنطقة لهذه الاعداد الهائلة .
وتقوم وكالة نون الخبرية بنشر النص الكامل لخطبتي العيد والتي القاها السيد محمد حسين العميدي.
الخطبة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، وله الشكر فيما أولانا والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام
الله أكبر، الله أكبر الله أكبر زنة عرشه ورضى نفسه وعدد قطر سمائه وبحاره، له الأسماء الحسنى، والحمد لله حتى يرضى، وهو العزيز الغفور، الله أكبر كبيرا متكبرا، وإلها متعززا، ورحيما متحننا، يعفو بعد القدرة، ولا يقنط من رحمته إلا الضآلون.
الله أكبر كبيرا، ولا إله إلا الله كثيرا، وسبحان الله حنانا قديرا، والحمد لله نحمَدُهُ ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونشهد أن لا إله إلا هو، وأنّ محمدا عبده ورسوله، من يُطعِ اللهَ ورسولَه فقد اهتدى، وفاز فوزا عظيما، ومَن يعصِ اللهَ ورسولَه فقد ضلّ ضلالا بعيدا، وخسر خسرانا مبينا.
أوصيكم عبادَ الله بتقوى الله وكثرة ذكر الموت والزهد في الدنيا التي لم يتمتع بها من كان فيها قبلكم، ولن تبقى لأحد من بعدكم، وسبيلكم فيها سبيل الماضين ألا ترون أنها قد تصرّمت وآذنت بانقضاء، وتنكّر معروفُها، وأدبرت فهي تُخبر بالفناء، وساكنُها يُحدى بالموت فقد أمرّ منها ما كان حلوا، وكَدُرَ منها ما كان صفوا، فازمعوا عباد الله بالرحيل من هذه الدار المقدورِ على أهلها الزوال، الممنوعِ أهلُها من الحياة، المُذَلّلةِ أنفسُهم بالموت، فلا حيّ يطمع في البقاء، ولا نفس إلا مذعنة بالمنون، فلا يغلبنّكم الأمل، ولا يطول عليكم الأمد، ولا تغترّوا فيها بالآمال وتعبدوا الله أيام الحياة، فوالله لو حننتم حنين الواله العجلان، ودعوتم بمثل دعاء الأنام و(صرختم صراخ) متبتّل الرهبان، وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه، في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصتها كتبُه، وحفظتْها رسلُه، لكان قليلا فيما يُرجى لكم من ثوابه ويُتخوّف عليكم من أليم عقابه، وبالله لو سالت قلوبكم و عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دما، ثم عُمّرتم في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما جزت أعمالكم ولو لم تُبْقوا شيئا من جهدكم , لنعمه العظامِ عليكم، وهُداه إياكم إلى الإيمان ما كنتم لتستحقوا أبد الدهر بأعمالكم جنته ولا رحمته، ولكن برحمته تُرحمون وبهداه تهتدون، وبهما إلى جنته تصيرون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين.
وإن هذا يوم حرمته عظيمة وبركته مأمولة، والمغفرة فيه مرجوّة، فأكثروا ذكر الله تعالى واستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
وإذا ضحّيتم فكلوا وأطعموا واهدوا واحمَدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة وأحسنوا العبادة، وأقيموا الشهادة وارغبوا فيما كُتب عليكم وفرض من الجهاد والحج والصيام، فإنّ ثوابَ ذلك عظيم لا ينفد، وتركَه وبال لا يبيد، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وأخيفوا الظالم، وانصروا المظلوم، وخذوا على يد المريب وأحسنوا إلى النساء وما ملكت أيمانكم، واصدقوا الحديث، وأدّوا الأمانة، وكونوا قوامين بالحق، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
إنّ أحسنَ الحديثِ ذكرُ الله، وأبلغَ موعظةِ المتقين كتابُ الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمَدُهُ ونستعينُه ونؤمِن به، ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبدُه ورسولُه صلوات الله وسلامه عليه وآله ومغفرتُه ورضوانُه، اللهم صلِّ على محمد عبدِك ورسولِك ونبيِّك صلاة نامية زاكية، ترفعُ بها درجتَه، وتبيّنُ بها فضلَه، وصل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم عذّب الكفرةَ الذين يصدّون عن سبيلك ويجحدون آياتِك، ويكذبون رسلَكَ، اللهم خالف بين كلمتهم، وألق الرّعبَ في قلوبهم، وأنزل عليهم رجزَك ونقمتَك وبأسَك الذي لا تردُّه عن القوم المجرمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، اللهم اجعل التقوى زادهم، والإيمانَ والحكمة في قلوبهم، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه إله الحق وخالق الخلق، اللهم اغفر لمن توفى من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولمن هو لاحقٌ بهم من بعدهِم منهم، إنك أنت العزيز الحكيم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
اذكروا الله يذكركم فإنه ذاكرٌ لمن ذكره واسألوا الله من رحمته وفضله فإنه لا يخيب عليه داعٍ دعاه.
و أعلموا يرحمُكم الله أنّ من أحبِّ الأعمالِ إلى الله تعالى في هذا اليوم و في كل يوم إدخال السرور على المؤمنين.
فقد روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مَن سرَّ مؤمنا فقد سرّني ومَن سرّني فقد سرَّ الله.
وقال ( عليه السلام ) : تبسّمُ الرجلِ في وجه أخيه حسنةٌ وصرف القذى ( أي الأذى ) عنه حسنة، وما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ أحبَّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.
و كان ( عليه السلام ) يقول: إن فيما ناجى اللهُ عزّ وجلّ به عبدَه موسى عليه السلام قال: إنّ لي عبادا أُبيحُهُم جنّتي وأحَكِّمُهُم فيها.
قال موسى: يارب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟
قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به ( أي لاحقه ) فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما حضره الموتُ أوحى الله عزّ وجلّ إليه وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لاسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله.
وعن علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أحبَّ الأعمال إلى الله عزّ وجل إدخالُ السرور على المؤمنين.
و عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: قال: أوحى الله عزّ وجل إلى داودَ عليه السلام أنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، فقال داود: يارب وما تلك الحسنة؟ قال: يُدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حَقَّ لمن عرفك أن لا يقطعَ رجاءَه منك.
و قال ( عليه السلام ) : لا يرى أحدُكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل والله علينا، بل والله على رسول الله صلى الله عليه وآله.
و قال أبو عبدالله عليه السلام في حديث طويل: إذا بَعثَ اللهُ المؤمنَ من قبره خرج معه مثال يَقدِمُ أمامه، كلما رأى المؤمنُ هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عزّ وجل، حتى يقفَ بين يدي الله عزّ وجل فيحاسبَه حسابا يسيرا ويأمرَ به إلى الجنة والمثالُ أمامَه فيقول له المؤمن: يرحمْك الله نعْمَ الخارجُ خرجت معي من قبري وما زلتَ تبشّرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيتُ ذلك، فمَن أنت؟
فيقول: أنا السرور الذي كنتَ أدخلتَ على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عزّ وجل منه لأُبشّرَك.
و روى محمد بن جمهور قال: كان النجاشي وهو رجل من الدهاّقين عاملا على الأهوازِ وفارسَ فقال بعض أهل عمله لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: إن في ديوان النجاشيّ عليّ خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتبَ لي إليه كتابا قال: فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام " بسم الله الرحمن الرحيم سُرَّ أخاك يسرُّك الله " قال: فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتابُ أبي عبد الله عليه السلام فقبله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتُك؟ قال: خراجٌ عليَّ في ديوانك، فقال له: وكم هو؟ قال: عشرةُ آلافِ درهم، فدعا كاتبَه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها وأمر أن يثبتَها له لقابل ثم قال له: سررتُك؟ فقال: نعم جعلت فداك ثم أمر له بمركب وجارية و غلام وأمر له بتخت ثياب، في كل ذلك يقول له: هل سررتُك؟ فيقول: نعم جُعلت فداك فكلما قال: نعم زاده حتى فرغ ثم قال له: احمل فرُشَ هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك قال: ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله عليه السلام بعد ذلك فحدّثه الرجل بالحديث على جهته فجعل يُسَرُّ بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرّك ما فعل بي؟ فقال: إي والله لقد سرّ اللهَ ورسولَه.
و كان رجل عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام فقرأ هذه الآية " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ثواب من أدخل عليه السرور؟
فقلت: جعلت فداك عشرُ حسنات
فقال: إي والله وألف ألف حسنة.
و قال: من أدخل السرورَ على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل ذلك إلى الله وكذلك من أدخل عليه كربا.
وقال: أيما مسلمٍ لقيَ مسلما فسره سرّه الله عزّ وجل.
و قال: مِن أحبِّ الأعمال إلى الله عزّ وجل إدخالُ السرور على المؤمن، إشباعُ جوعته أو تنفيسُ كربته أو قضاءُ دينه.
واعلموا إخوتي وأخواتي الكرام
إنّ من أعظمِ ذلك بركةً هو إدخالُ السرور على الأيتام فلا تنسوا الأيتام و ارحموهم يرحمكم الله و استوصوا بهم خيرا زادكم الله بركة و خيرا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".
إنَّ أحسنَ الحديث وأبلغَ موعظةِ المتقين كتابُ الله العزيز الحكيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3).
وكالة نون الخبرية خاص
أقرأ ايضاً
- في جلسته المرقمة (38).. مجلس كربلاء: اجراءات عاجلة لتدارك مشكلة الوقود وتعيين (5771) موظف عقد
- القرارات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء اليوم
- السوداني يزور عبد المهدي ويبحث معه تطورات الأوضاع في المنطقة