جميل في كربلاء انها تعطي الطفل وتعطي الكبير وتعطي الامي وتعطي المتقدم علميا ، تعطي على المستوى الفكري .. وتعطي في البعد الروحي وفي كل الابعاد .
جميل في كربلاء أنها مدرسة حية ومعطاء في كل جنبات الحياة، لذلك يجب علينا نحن ككربلائيين عراقيين مسلمين اولا وكإنسانيين ثانيا ان نبني أنفسنا وان تدخل تجربة عاشوراء الحسين بارادة التعلم وارادة الأستفادة وارادة التتلمذ من اجل ان نخرج بجديد من كل يوم من ايام حياتنا ،لذلك فلنسأل أنفسنا أولا أين نحن من كربلاء ؟ اين نحن من الإمام الحسين \" عليه السلام \" ؟ ولتسأل المرأة اين هي من زينب \" عليها السلام \" ؟ وليسأل الجميع اين هم من اصحاب الحسين \" عليهم السلام \" ؟ علينا دائما ان نكبر بمعنى ان نتعظم و نتقدم مستوى عما نحن عليه ، من اجل ان نجيد عملية التعاطي مع كربلاء الحسين وكلما تقدم بنا المستوى وكنا اكثر نضجا، كلما استطعنا ان نعطي كربلاء وان ناخذ منها \".
ربما سيقول البعض انها مثالية في الطرح من شخص لايمكن ان يطـّبق هذه الابجديات على نفسه ،اقول ولكنني احاول من منطلق حسن الجوار لهذه المدينة التي تتمتع بخصوصية يجب ان يدركها الجميع، فقد اثيرت في الآونة الأخيرة جدالات حول قدسية المدينة وانتهاكها من خلال تصرفات غير مسؤولة لبعض من يعطي لنفسه حرية كان يمارسها في مناطق اخرى فجاء ليمارسها في هذه المدينة حيث ولدت فكرة هذا التحقيق الذي اخذنا فيه عينات مختلفة من شخصيات اغلبها ذات طابع ليبرالي يؤمن بحرية الرأي والتفكير وابتدأنا .
بالاستاذ (علي الريشاوي ) الإعلامي في وكالة الملف برس الذي \"اعتبر إن مدينة كربلاء مقدسة وان قدسيتها يأتي من خلال وجود المراقد المقدسة فيها وأي أمر أو تصرف مخالف للشريعة الإسلامية يعتبر انتهاكا واضحا لقدسيتها مبينا إن الإنسان المسلم الذي يتخذ من مراجع الدين رجال تقليد يجب ان يحترم الاماكن المقدسة في هذا البلد \".
وطالب (الريشاوي) الجهات الدينية ومنظمات المجتمع المدني بالقاء محاضرات تثقيفية بين المواطنين تحثهم على احترام المناطق المقدسة والابتعاد عن كل ما يسيئء الذوق العام \".
اما الإعلامي (حارث الخيون) الذي أكد على خصوصية كربلاء الدينية وتمييزها عن باقي مدن العراق الأخرى فقال\" إن على المواطن الذي يسكن مدينة كربلاء ان يراعي هذا الشأن والخصوصية من خلال ممارسته وتصرفاته إضافة الى ان الدستور العراقي يؤكد على احترام التقاليد الإسلامية والأعراف المحلية للمناطق عامة والدينية خاصة .
ثم انتقلنا الى احد أصحاب المحال المتخصصة في بيع الملابس الرجالية في مركز المدينة القديمة (علي الموسوي ) فقال\" ان قدسية المدينة محفوظة ولا غبار عليها ولكن بعض أصحاب النفوس الضعيفة من الذين لايراعون هذه القدسية هم من ينتهك المدينة، مبينا ان انتهاك قدسية كربلاء يبدأ من فرش الطعام في المراقد المقدسة وينتهي بالتصرفات التي تخدش الحياء العام كل هذه الأمور يجب ان يراعيها المواطن الكربلائي او الزائر إلى هذه المدينة .
واعتبر (الموسوي) ان عرض الملابس النسائية بشكل فاضح وخاصة في مركز المدينة هو انتهاك لقدسيتها كون ان هذه المنطقة تستقطب اكبر عدد من الزائرين من جميع بقاع العالم الاسلامي وغير الاسلامي\"
اما الشاعر عودة ضاحي التميمي فقد اعتبر ان مدينة كربلاء روحا وجناحا ايمانيا يعلو بالانسان الى اعلى عليين مؤكدا \" ان مايتم عرضه من ملابس فاضحة وتصرفات لبعض ضعاف النفوس وخاصة في حفلات الزفاف في وسط شوارع المدينة المقدسة هو انتهاكا لقدسية المدينة و الذوق العام ،مطالبا الجهات الدينية والحكومية بردع هذه الحالات ابتداء من المناطق القريبة عن العتبات المقدسة التي تمثل المرآة العاكسة لقدسية المدينة امام الوافدين الاجانب ومرورا بباقي الاحياء الذي اعتبرها مقدسة ايضا ولو انها بعيدة عن انظار الزائرين \"
مطالبا ان تكون تصرفاتنا كمجتمع عراقي تصرفات اسلامية بدلا من العناوين الاسلامية التي بدأت تغطي كل شبر من المدينة\" .
المواطنة هدى الموسوي تقول ان أهالي المدينة يحترمون قدسيتها فانا كفتاة جامعية رايت في فترة دراستي الجامعية شابات يحترمن الذوق العام وقدسية المدينة معا من خلال حجابها وتصرفاتها ،معتبرة بغير الامكان إن تكون تصرفات الشباب من كلا الجنسين في مدينة كربلاء كتصرفاتهم في مناطق اخرى ، وبيـّنت ان الظواهر الشاذة في المجتمع الكربلائي ستحارب اصلا من قبل الاهالي والاجهزة الامنية كونها غير مقبولة \"
من جانبه أكد محافظ كربلاء المقدسة الدكتور (عقيل الخزعلي )على ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار القدسية والمكانة العظيمة التي تتمتع بها المدينة المقدسة كونها تتسم بالجانب العقائدي وانتماءها لدائرة الإسلام ،مبينا \"إن على المخلصين من أبناء المدينة وزائريها وقاطنيها أن يحافظوا على هذه الرمزية الإسلامية لتكون بمنأى عن الممارسات الخاطئة التي لا تمت للإسلام المحمدي بأي صلة ،معتبرا ان الممارسات التي تخدش عنوان المدينة والتي قرر مجلس المحافظة وبالاجماع محاربته اعتبرها تشريع محلي ملزمة الجهات الأمنية بتطبيقه وتنفيذه
من جانب آخر أهاب ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) ومن خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف (24/10/2008) أهاب بجميع المسؤولين ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين \"بالوقوف أمام إقامة حفلات الرقص والغناء في الأعراس وغيرها وبصورة علنية ، وكذلك ظاهرة الإفطار العلني، وظاهرة عرض الملابس النسائية بصورة مثيرة ، والسب والكفر بالله تعالى ، وفتح أجهزة المذياع على الأغاني بصوت عال ٍ جدا، وعرض مسرحيات تتنافى مع مبادئ ديننا الحنيف، معتبرا ان \"هناك مسؤولية تقع على عاتق الجميع من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحفاظ على قدسية مدننا خصوصا مدينة كربلاء والنجف والكاظمية وكذلك بقية مدن العراق بما يتناسب مع التزام المجتمع بمبادئ الدين الإسلامي\".
وكان مجلس محافظة كربلاء قرر وقف عرض المسرحية لانها تتضمن كما اكد نائب رئيس مجلس المحافظة حميد الطرفي \"الكثير من حالات خدش الحياء وتخل بقدسية المدينة وفيها مشاهد مخلة ومنافية للاداب وهناك امور خلف الكواليس مثل شرب الخمر كما انها تتضمن السب والقذف ضد الحكومة.
فيما دافع مدير البيت الثقافي في كربلاء خالد الجبوري عن المسرحية قائلا ان \"قرار المنع ليس من صلاحية مجلس المحافظة ويتعارض مع توجيهات رئيس الوزراء (نوري المالكي) التي تؤكد دعم الفنانين واستقطابهم\".
نافيا \" ان تكون المسرحية تنتهك قدسية المدينة وفقا لقرار المنع \"فالكثير من مسؤولي المدينة حضروا العرض ولم يتحدثوا عن سلبيات تنتهك القدسية او تخدش الحياء او مشاهد مخلة بالآداب\".
تحقيق /تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)