لتكن أرواحنا راقية... نطلب بأدب... ونشكر بـذوق... ونعتذر بصـدق... نترفع عن التفاهات... والقيل والقال... نحب بصمت... ونغضب بصمت... وإذا أردنا الرحيل... نرحل بصمت...
لتكن علاقاتنا حضارية... نخدم أبناء جلدتنا دون أن نتوقع منهم جزاء ولا شكورا... لتكن خدمتنا من أجل حب الخدمة... حب الجميع دون استثناء... وهل الدين إلا الحب...
لننزع الحقد والإحن من النفوس... ونزرع بدلا عنها رياحين المحبة والتآخي والوئام... ما أحلى ديني حينما يوصي للجار قبل الدار... ويوصي لمحبة الآخرين قبل محبة النفس حتى... بماذا نفسر ذلك سوى الإيثار والمواساة... وهو الذي يرفع الشأن... ويهذب النفوس... ويجعلها كالعود البري... أصلبها في المراس وأجذرها في الصعاب...
لنتمعن في دراسة السير والتراجم... كتبت بأحرف من نور لأهل التقوى والأخلاق... وأبقت أهل الغدر والخيانة في الحضيض لا يذكرون إلا باللعن والاعتبار...
بصمات الإمام الحسين عليه السلام قبل الطف وبعدها تبقى خالدة مضيئة... تعلـّم الإنسانية الأدب والذوق والترفع عن سفاسف الكلام... وبصمات يزيد بن معاوية قبل الجريمة وبعدها... غدر وإرهاب وإيغال في الفسق والفجور والفساد... أيها المواطن العادي... أيها المسؤول في مؤسسات الدولة العراقية... أي الطريقين تنتخب... فالاختيار صعب والممارسة أصعب... ولكن أين حلاوة السماح من مرارة الحقد؟!.
لندع وراء ظهورنا موجبات الإثم والعدوان إذا ما أردنا الإصلاح... إصلاح الذات من موبقات النفس الدنية... إصلاحها من كل رين وغش ولف ودوران... إصلاحها من الكذب والخداع... إصلاحها من الفساد المالي والإداري... إصلاحها من النزعات الحزبية والشخصية الضيقة... وإذا ما غرسنا الحب والإصلاح في النفوس فنحن حسينيون وإن بعدت الشقة... أما إذا طفحت منا نتانة الكره والنفاق فإننا يزيديون وإن قربت الشقة...
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- فزعة عراقية مشرّفة
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة