بعد التغيير في تونس وبيان الملامح العربية الاصيلة للقومية ودعاتها ، والفكر الشوفيني للحكام المتمسكين بعروشهم الخاوية ، والتي اهتزت باول شرارة قبل أن ترى الشعلة الوهاجة ، فأعلنت الجكومات العربية الواحدة تلو الاخرى تنازلاتها ، لا حبا بالخالق أو المخلوق بل حفاظا على الكرسي ، إحدى تلك الحكومات بالامس فقط أعلنت دعم الصحة والعلاج للمواطنين مجاني الى أجل مسمى لم يتم بيانه والمحتمل في ذلك الوقت هو انتهاء الازمة ، الحكومة الاخرى دعمت أسعار الوقود والمحروقات وخفضت الاسعار وتبرع المحروقات من العراق الجديد ، وحكومة أخرى أعلنت توزيع وجبة غذائية كاملة مجانية و لمدة 14 شهر ، المظاهرات في الاردن واليمن والمغرب ومصر والمنتحرين بسبب العوز والبطالة ستؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي واجتماع الامس في شرم الشيخ لمناقشة الوضع الاقتصادي كان لدى البعض المتفائل أكثر من المعقول أن يحدث تغيير في الخطة الموضوعة للتكامل الاقتصادي نتيجة الرعب الذي يعيشه الحكام العرب ولكن كما في المثل الشعبي (الايده بالماي ميدري بالايده بالنار ) ، الكتاب من عنوانه قد اتضح (الاجتماع لا يصل الى نتيجة ) واذا وصل يكون سقطا .
الاصل في الموضوع هو مؤتمر القمة العربي القادم و الخوف من تقصير العراقيين بعدم القيام بالضيافة المطلوبة لكافة الاخوة العرب من ( البربر والكرد والاقباط والاحباش ) من أولاد حام ويافث والقليل من أولاد سام ، نصيحتنا الى حكومة العراق الجديد أن لا توجه دعوات الى مؤتمر القمة العربي القادم الى أن تنتهي هذه الازمة ، فان بوادر اتساع رقعة الدول العربية المشاركة سيكبر ويتسع ، فمن المؤمل القريب جدا أن تكون هناك ولادات لدول جديدة ، مايقارب من خمسين دول عربية ، فاول الاطفال الجدد السودان الجنوبي ، وقريبا جدا جدا لبنان الشمالي و جنوبي ، واليمن الشمالي والجنوبي ، وهناك الدول الاربعة [ الحجاز ونجد والاحساء والقطيف ] والامارات السبع، والصحراء الغربية ، ولكي تكونوا انتم بالذات متأكدين اذا ما حصل انفصال شمال العراق ولسلامة المولود وحجمه و لتكون الولادة للفرع الجديد من الشجرة الام المعطاء وكما قالوا العرب الام الولود (خير وبركة) أو ما تسمى (( المنيحة )) .
ولا أقصد هنا الاهانة والانتقاص ، بل تأكيدا على ماذكر قديما ، أن العرب شجعان وفرسان وسيوفهم لا تغمد إلا في نحور بعضهم البعض ، ولا تقطر الدماء منها إلا الدماء العربية الزكية ولو كانت من بني هاشم فأفضل وأشرف ، والان وعلى نفس المنوال لو تكون الدماء من العراق وألموالين للآل البيت عليهم السلام تكون أفضل وأشرف وأقرب الى نيل الثواب .
ونصيحتي الاخيرة الى كل الانظمة المتحولة في العالم العربي حديثا من النظام الشمولي الى النظام الاخر والدول التي إنتظمت بالدور بانتظار الفرج لن تتمكنوا من التحول اذا لم يكن لديكم رجل قائد يتمثل بمواصفات السيد السيستاني في أبوته الصادقة وحنكته السياسية والاجتماعية الشاملة لامور الحياة ، وما يحمله من نكران ذات وذوبان في المواطن دون الميل الى فكره ومعتقده وانتماءه الديني والطائفي والقومي ، اذا لم يكن فابحثوا عسى أن تجدوا ولن تجدوا فسيستاني العراق مستعد لتوجيهكم ونصحكم ( وما نيل المطالب بالتمني ) .وأقول هذا لأن كل ما جرى ويجري لاحقا من تغيير في هذا العالم العربي العجيب سببه العراق وما جرى فيه .
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي