- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق هو الحقيقة والمتربصون هم الأوهام
رغم أن سبع سنوات مضت على سقوط النظام البعثي وتفتيت أصنامه، ورغم مضي العراق قدماً الى الامام برغم الإرهاب والتفجيرات والحرب النفسية وابواق الاعلام المضاد وصراخات الفضائيات المعادية وكلمات بعض الكتاب المسمومة، ورغم ممارسة العملية الديمقراطية بأوسع اشكالها وافتخار العراقي بتلوين اصبعه بالبنفسجي ليرفعه بوجه الأعداء، ورغم محاولات الخيرين تجاوز كثير من جراحات الماضي الا أن بعض النفر الذين لايرضون بانجازات العراقيين في عهدهم الجديد مازالوا سائرين في غيهم من خلال ايجاد الثغرات لدق الأسفين بين ابناء الشعب وتشويه صورة الديمقراطية التي يتمتع بها العراق بخلاف دول المنطقة كلها.
* بعد أن فشل الذين كانوا يهددون بأنهم سيجعلون الأرض تزلزل تحت اقدام الناخبين ووعدوا بالويل لكل من لايساير دعواتهم وتبجحاتهم لم يبق لهم الا استغلال بعض الشوائب التي رافقت الانتخابات، رغم ان هذا كما يقول المصريون (يحدث في احسن العائلات)، فتارة يقولون جاءت الانتخابات لرفض الطائفية ورفض التقسيم - وهنا لا أدري عن اي تقسيم يتحدثون- وتارة أخرى يتحدثون بسرور وإنشراح عن فوز قائمة معينة والتهجم على القوائم المنافسة ومن هذا المنطلق ظهر كاتب آخر يدعى عبدالجبار الجبوري، نشر مقالاً في صحيفة (الزمان- طبعة لندن) بعنوان (العراق.. الحقيقة والوهم) من خلال مقاله هذا الشبيه بالهذيان، يقول (ظلت كركوك عراقية الى الأبد وانتخبت العراق ورفضت الإنفصال المهين الى مايسمى كردستان وردت كيد الخاسرين الى نحورهم وأذلت طموحاتهم الانفصالية).
* الجبوري الذي يظهر أنه طارئ على السياسة وظهر مع موجة الدعايات المضللة التي كانت تبشر بعودة البعث الى الحكم، عليه اولاً أن يعرف بأن احداً لم يقل كركوك هي خارج حدود العراق بل ما أكدت عليه القيادة الكردستانية هو ان كركوك مدينة كردستانية ولكنها بالطبع ضمن الجمهورية العراقية الموحدة وستبقى مدينة التآخي للكرد والعرب والتركمان والآشوريين والكلدان، وعليه ألا ينسى برغم ماحدث في الحويجة الا ان قائمة التحالف الكردستاني الفائزة في كركوك كانت في المقدمة برغم خسارتها ما لايقل عن 60 الف صوت، وهذا الفوز كان لطمة لكل من يفكر بمثل تفكير الجبوري وان كركوك اثبتت من خلال الانتخابات انها كردستانية والى الأبد برغم كل حملات التهجير والتعريب والترويع التي مارسها حزب البعث الحاكم في هذه المدينة.
وثانياً ان الجبوري يعتبر اقليم كردستان المتمتع بالفيدرالية والمرتبط بالحكومة الاتحادية انفصالاً مهيناً حسب تعبيره، ليقرأ الكاتب التاريخ ويتعرف على انظمة الحكم الفيدرالي ومزاياها والقوة التي تضخها الى نظام الحكم، ثم ما هي حكاية تشبثه بالإنفصال، وأين هذا الإنفصال الذي خلقه في أوهامه؟.
وثالثاً: لايستطيع الكاتب اخفاء حقده الدفين تجاه الكرد وكردستان فيقول بصلافة لامثيل لها (مايسمى بكردستان)، فهو يريد ان تمسح كردستان من الخارطة كما حاول النظام المباد إبادة الكرد فنطح رأسه بجبال كردستان وسقط النظام وبقى الجبل شامخاً، وهكذا ستبقى كردستان غصة في حلق كل من لا يستسيغ العيش الكريم والتآخي والمحبة بين الشعب العراقي بجميع قومياته وطوائفه ومذاهبه، وهنا نسأل الجبوري ماذا يقول بصدد ما قاله شعراً بحق كردستان الجواهري والسماوي والحيدري ولميعة عباس عماره وغيرهم من كبار الأدباء والشعراء الذين تغنوا بكردستان وصمودها ونضالها؟، وكلمة أخيرة أود أن اقول بأن ما كتبه الجبوري بحق الكرد لا يعبر عن رأي عشيرة الجبور التي ترتبط بالكرد وكردستان بعلاقات أخوية طيبة، ومازال هناك زيارات متبادلة ومشاركة فاعلة بين الجانبين في السراء والضراء، فليبق الكاتب يزمر وحده لنفسه.
نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً