لا أحد ينكر أهمية صيانة حقوق الإنسان بإعتبارها أحد أهم الركائز التي إرتكز عليها الإسلام ، وأكد عليها خالق الانسان نفسه في جميع كتبه المنزلة على أنبيائه ورسله، ولكن أن تنتقى بعض هذه الحقوق ويركز عليها دون الأخرى هو تجاوز على حقوق الإنسان نفسه ، فخلال الفترة الماضية إهتم السياسيون (أعضاء البرلمان) و بعض (الأحزاب) بملف واحد هو حقوق السجناء في السجون العراقية ، مع تأييدنا الكامل لهذه الحقوق ولمن يستحقها فعلا، بينما تركوا آلاف الحقوق المشروعة لأبناء العراق التي يجب أن يطالبوا بها بإعتبارهم ممثلين لأبناء العراق، وهم من أوصلهم الى كرسي المسؤولية.
وأنا أتساءل هل أن الإنسان العراقي نال كل حقوقه الإنسانية التي أقرها القانون الإلهي والوضعي..؟، حتى لايبقى أمامهم إلا المطالبة بحقوق شريحة واحدة فقط وهي السجناء..؟
وهنا اتساءل أيضا أين حقوق الشهداء الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الأعمى وحقوق اليتامى والأرامل والثكالى..؟
أين حقوق المهجّرين الّذين هجرتهم الأيادي الخفية من قاعدة وبقايا البعث..؟
أين حقوق العراقيين الذين لازالوا يسكنون في بيوت لاتتوفر فيها أدنى شروط السكن الإنساني ،ولاتصلح لسكن الحيوانات، وهم يمتلكون أغنى بلد على البسيطة..؟
اين حقوق المرضى الذين لاتتوفر لهم بنى تحتية لمؤسسات صحية ولايجدون فيها ابسط الادوية والعلاجات..؟!!
ولماذا لايطالب الأخوة أعضاء البرلمان واعضاء الاحزاب السياسية (المناضلة) بحقوق كل هؤلاء بنفس الهمة التي يطالبون فيها بحقوق السجناء..؟
فاذا كانت هذه المطالبات لأغراض سياسية إنتخابية فأعتقد أن العراقيين يعرفون هذه المناورات ، وأن الفوز بالإنتخابات يجب أن لايكون عبر بوّابة خداع البسطاء والفقراء من أبناء هذا الوطن، كما أن العراقيين رغم بساطتهم فإنهم يميّزون بين من يعمل حقا لخدمتهم بصمت بعيدا عن الأضواء الإعلامية ، وبين من يريد أن يسقط الآخر ،سعيا إلى الدخول إلى مراكز السلطة ،عبر بوابة حقوق الإنسان .. فالإنتخابات لم تعد بعيدة .. وسينتخب العراقيون من يعمل لمصلحتهم لا لمصلحته الشخصية ..وإن غدا لناظره لقريب..
رئيس تحرير جريدة كربلاء اليوم
أقرأ ايضاً
- اكذوبة سردية حقوق الانسان
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها