يروى عن السيد الطبأطبائي صاحب تفسير الميزان انه قال عندما فرغ من قراءة احد كتب الفيلسوف والحكيم الصيني (لاوتسة) هذا اهم واعظم كتاب قرأته في حياتي .وهو موقف قد يبدو غريبا ان يصدر من رجل عاش جل حياته في محيط حوزوي ومحيط نمطي يبدو لاول وهلة انه جاف جامد الا ان الواقع غير ذلك فهذا المحيط نفسه انتج ان صح التعبير واحدا من اكبر مثقفي العصر تمثل الفكر والفلسفة والاقتصاد الغربي وراح ينتقدها نقدا صار امثولة ومرجعا لمن يريد التصدي لافكار ومذاهب كان لها تأثيرها الهائل في بدايات القرن الماضي ذلك هو الشهيد السيد (محمد باقر الصدر) وهو الذي وهب لنا رائدا من رواد المنبر خاطب الفكر والوجدان بلغة شفافة واثقة انفتحت قريحته على الشعر والتاريخ والثقافة العربية الاسلامية فكان بحرا دافقا يعبر عن وعيه الخلاق يحترم الاخر دون ان يخسر خصوصيته ذلك هو الشيخ ( احمد الوائلي) وغير هؤلاء كثير ممن لم تمنعهم بيئتهم من الانفتاح على الثقافة والادب والفلسفة وغيرها من رؤى وافكار وتوجهات انسانية مختلفة لم يمنع الشارع المقدس الانفتاح عليها مادامت لاتمس جوهر الدين .اسوق هذه المقدمة لأرد على اشكالية المؤمن الملتزم والمثقف والتي صارت تطرح بتعسف وكأن المؤمن والمثقف ثقافة اسلامية في تقاطع مع المثقف بالمعنى التقليدي والشائع للمثقف ،او ان الاخير لايكون ذو ثقافة اسلامية وهذا الاشتباك يظهر جليا في مناطق خلافية يحاول فيها من يتصور نفسه حارسا للدين والشريعة اتهام الاخر، النقدي ،الراصد للحدود الفاصلة بين حقيقة الاسطورة بين الواقعي والخيالي الطوباوي وهو مايحدث في شرق عالمنا الاسلامي وغربه من تكفير واتهام بالزندقة والخروج عن الملة لمجرد التفكير بعقلانية .
هذه دعوة للانفتاح على الاخر فكما ادخل سلفنا الصالح المنطق والاصول وغيرهما من العلوم والمناهج لفهم الشريعة علينا ان نفهم لغة العصر ونستوعب آلياته وثقافته ،ذلك ان المؤمن المثقف خير من .....
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- المقاومة اللبنانية والفلسطينية بخير والدليل ما نرى لا ما نسمع