- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زلازل الحسين عليه السلام على راس ابن العاص(4)
اشارة مهمة هنالك بعض الروايات المتشابهة تروى لعدة ائمة عليهم السلام ، مثال ذلك قصة العفو عن الجارية التي ضربت راس الامام بابريق الماء من غير عمد فانها نسبت الى الامام الحسن والحسين والسجاد والكاظم والرضا عليهم افضل الصلاة والسلام والنتيجة مهما يكن الامام صاحب الرواية فان التصرف الذي بدر منهم هو واحد .
رواية المقال تقول : محاسن البرقي : قال عمرو بن العاص للحسين : يا ابن علي ! ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟ فقال : بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلاة نزور فقال : ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟ فقال : إن نساءكم نساء بخرة ، فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه ، فيشاب منه شاربه . فقال : ما بال لحاؤكم أوفر من لحائنا ؟ فقال : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) .
فقال معاوية : بحقي عليك إلا سكت ، فإنه ابن علي بن أبي طالب ،
فقال الحسين : إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة
قد علم العقرب واستيقنت * إن لا لها دنيا ولا اخرة
عمرو بن العاص يقول العرب عنه انه ضمن دهاة العرب الاربعة ولو تفحصنا افعاله واقواله لاستبان لنا العكس واذا ما اردنا الدليل على ذلك نرى كيف تصرف الامام المعصوم مع افعال هذا الرجل .
اين دهائه في معركة ذات السلاسل التي خسرها وعاد يجر ورائه اذيال الخيبة ؟ اين ذكائه عندما بارز الامام علي (ع) ؟ فهل كشف العورة دهاء ؟!!
ولحظه العاثر وعقله الشاغر وغبائه الظاهر اعترض الامام الحسين عليه السلام ببعض الاسئلة اعتقدها انها ستحرجه ويتمكن منه ، الملاحظ ان اغلب حوارات هذه الشلة تكون بمحضر من معاوية حتى يكون الشاهد والمطبل لها اذا ما اعتقدوا انهم سيتمكنون من الحسين او أي امام معصوم من اهل البيت على مر الخلافة الاموية الا ان النتائج دائما تاتي عكس ما تشتهي نفوسهم .
تخيلوا السؤال الاول الذي وجهه ابن العاص (ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟) الى الامام الحسين (ع) والذي ينم عن مستوى الغباء الذي يتمتع به هذا ( الداهية ) فكان جواب الامام (ع) كالسهم الذي اصاب قلب فريسته مع الابعاد اللغوية والمتاهات التي تاه فيها ابن العاص .
جواب الامام الحسين عليه السلام هو بيت شعر لشاعر يعتبر من الصحابة وممن شارك بمعركة او معركتين مع الرسول (ص) انه عباس بن مرداس المسلمي ، وبيت الشعر هذا هو ضمن قصيدة تدل انه لا عبر بالاكثرية فالتشبيه الرائع للاكثرية ببغاث الطير ومعناها كما جاء في الجواهري هي شرار الطير وما لا يصاد منها وانها ثقيلة الطيران مغبرة اللون ، فكان هذا التشبيه جواب رائع لسؤال ابن العاص بدليل ان ابن العاص لم يعقب او يجادل بل انتقل الى سؤال اخر اتعس من الاول وهو (ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟) فما هي الفائدة المرجاة من هكذا سؤال ؟ ولعل القاريء اللبيب يدور في خلده رواية الذي يقول للامام علي (ع) كم شعرة في راسي ؟ فهذا من ذاك وجاء جواب الامام الحسين عليه السلام على نفس الشاكلة وببلاغة رائعة ،جمع ابن العاص ومن على شاكلته في السبب الذي اراد منه الامام الحسين عليه السلام كشف صفاتهم اكثر من تعليل السبب فمعنى جواب الامام الحسين عليه السلام نساء بخرة هي التي في فمها نتن واما سبب نكهن هو لشمهن رائحة الخمر في فم زوجها عندما يقترب منها ليلا فتطلق زفيرا منتن من فمها بوجه زوجها فيشيب شاربه ، فقد جمع كل الصفات الرذيلة التي يتمتع بها عمرو بن العاص ومن على شاكلته بهذا الجواب .
وكالعادة لا تعقيب من ابن العاص خوفا من الرد الاوجع الما والافضح لمستورهم فاعقبه بسؤال ثالث فكان هذا السؤال هو الخاتمة والذي جاء جواب الامام الحسين عليه السلام بكشف علامة بارزة على وجوه من يكن في قلبه العداء لاهل البيت وذلك من خلال النظر الى اللحاء أي اللحية فاذا ما كانت شعثة مثل لحية ابن العاص الذي سال عن السبب فكانت الاجابة من الامام (ع) قرانية رائعة وهي الاية الكريمة (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) فشعرات اللحية كالنبتة بالضبط كما شبهها الامام الحسين عليه السلام ويكون منبتها تبعا لما يحمل في طيات نفس الرجل فاذا خبث خرجت شعرات اللحية تحمل النكد وشعثة ومتفرقة لا تدل على حسن المظهر عكس من كانت نفسه واساريره طيبة .
واليوم نظرة فاحصة الى الوهابية وعلمائهم سيتبين لكم صدق الحديث والاية فان لحية الوهابية على الاطلاق هي شعثة وشكلها غير نظامي حتى اني اتذكر زميل لي وهو وهابي ايام الطاغية يسالني لماذا لحيته لا تشبه لحيتي فكنت عندما اخفف لحيتي لا يرضى فيقول لي لو كانت لحيتي مثل لحيتك لاطلقتها .
وهذه الاجوبة الثلاثة اجزعت معاوية واصابته بالغم فوق غمه من جهل ابن العاص فطلب من صاحبه ان يكف عن الاسئلة خوفا من كشف المزيد من فضائحهم .
وانظروا الى خاتمة الحوار والتي كانت حسينية عندما شبه الحسين (ع) كل من يعود على مثل امرهم هذا كالعقرب والاتعس هو ذكر العلاج لهذه العقرب وهو النعل الذي كان صفعة قوية على افواههم ، كما وان العقرب لا دنيا لها ولا اخرة هو طبيعة حياة هذه العقرب التي تكون نهايتها طعام لفراخها فانتم يا بني امية لا دنيا لكم ولا اخرة وكم من خليفة غدر به ذويه.
اجوبة الامام الحسين عليه السلام جاءت من ثلاثة مصادر فالجواب الاول بيت شعر والثاني مثل وقصة والثالث اية قرانية ، هذا ان دل على شيء فانما يدل على سعة علم الامام (ع) وانه اجاب بكل المصادر التي لايمكن لابن العاص ان يرفضها جميعا
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد