تطرق سماحة السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة السياسية من صلاة الجمعة التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف في 18 رمضان 1429 هـ الموافق 19/9/2008م إلى أن السياسة في العراق بعيد السقوط قد وضع لها برنامج حل المسائل العالقة عن طريق التوافقات السياسية، واستطرد سماحته قائلا: انتم تعلمون جيدا أن البلد خرج من صراعات متعددة وظلم انتشر في أكثر من كيان فتحاول هذه الكيانات أن تجمع شتاتها وتبدأ تتعافى شيئا فشيئا، ودرءا لمحرومية هذه الكيانات تحاول أن تتوافق على عمل يرضي الجميع، اعتقد أن هذا المقدار في الجملة جيد ولا باس به لكن بالتأكيد هناك بعض المسائل المهمة تبقى عالقة وبقاؤها على هذا المستوى قد يضر بمصالح الشعب.
وذكر سماحة السيد الصافي عما تناقلته وكالات الأنباء من التماهي في بعض القضايا الحساسة من قبل بعض الأطراف ( أن هناك كبريات المسائل المهمة في البلد لا تتحرك بشكل يتناسب مع حجم التحديات القائمة، فالمجلس يعقد عدة اجتماعات بشأنها ثم تؤجل القضية إلى حين التعطيل الصيفي وبعد الفصل التشريعي الجديد تعاد الكرة مرة ثانية وتطرح قضايا جديدة وهكذا دواليك من دون أن نصل إلى نتيجة، وقانون الانتخابات في الحقيقة يعول عليه كثيرا والسبب في ذلك أن مراحل النضوج السياسي مراحل طبيعية، فالإنسان عندما ينمو شيئا فشيئا فإنه يمر بتجارب قد لا ينجح 100% بيد أنه يحاول الكرة مرة ثانية حتى ينجح، وهكذا عندما نروم بناء المؤسسات الدستورية التي من خلالها يستشعر المواطن بقيمته بشكل أساسي ).
وأضاف سماحته في هذا المضمار قائلا: ( اعتقد أن قانون الانتخابات قد اخذ حصة من النقاش كافية واعتقد انه لا تبرز حلول مرضية لكل طرف من الأطراف بمفرده، إذن يجب أن نقبل بما يقبل به الجو العام أي بالتوافق بين الأطراف جميعا، ونرجو من الإخوة أن يحثوا الخطى ويبذلوا قصارى الجهد من اجل أن يخرجوا بنتائج طيبة في اقرب وقت حتى نستريح من هذا الملف، لأنه لدينا الكثير من الملفات تحتاج أيضا إلى إبداء الرأي، ونتمنى أن نسمع في اقرب وقت انتهاء الإخوة من هذا الملف في مجلس النواب بشكل يحقق مقبولية الجو العام) .
وفيما يتعلق بمشكلة الكهرباء طرح سماحته السؤال التالي: (نحن كمواطنين نقول هل من المعقول أن هناك مشاكل ليس لها حلول؟ طبعا عندما نتكلم عن أداء لا نتكلم عن شخص مسؤول، فإنه قد لا نعرفه ولكن نتكلم عن أداء جهة يفترض أن تأخذ على عاتقها مجموعة أمور فيما يتعلق بالجانب التنفيذي... هناك مشكلة الكهرباء التي أصبحت كما يعبر البعض من الذاتيات، فعندما ننظر إلى حالة من المراوحة والتأخر نسأل هل من المعقول أنه لا يوجد حل حقيقي لمسألة الكهرباء بعد خمس سنوات؟! وهذه المشكلة ليست من كبريات مشاكل العالم!! فالعالم يمر بمشاكل تحاول دول كبرى أن تسقط ثم يتداركوا ذلك ويمنعوا الانهيار، ونحن الآن لا نشعر بخطوات في الشأن الكهربائي تلوح في الأفق تجعل المواطن يأمل منها خيرا ) .
وتمنى السيد الصافي على المعنيين( أن نذهب إلى مكان ما فيقولون لنا هذا أساس لمحطة كهربائية بعد سنة أو سنتين تنتج الكهرباء، ولكننا لا نجد ذلك فأين المشكلة لا نعلم هل هناك مشكلة ليس لها حل ؟ لا اعتقد ذلك فالدول تتسابق إلى توفير مصادر الطاقة السريعة والمتطورة ).
وفي مفصل آخر من خطبته تساءل سماحته قائلا: هل من المعقول إننا في العراق عاجزون عن أن نستورد الشاي الجيد؟!
( فالعراق فيه عقول وتجار وأناس فاهمون ، فهل يعقل أننا لا نستطيع أن نأتي بشاي جيد!! لا نستطيع إلا أن نأتي بسكر متكلس!! هل معقول هذا الكلام فالمواطن من حقه أن توفر له هذه الضرورات، فالمواطن تعطى له الوعود ..لا انجاز، يتكلم .. لا جواب ... مشكلة الفساد المستشري في الدوائر .. لا جواب ... هل من المعقول أن تبقى الأمور عالقة هكذا من دون حل!!.
هناك أشياء لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه، فقبل أكثر من أسبوع نقل لي الإخوة هذه القضية: تعاقدت شركة طيران بطائرة واحدة مع الجهات المعنية أن تنقل الوقود من مصفى الدورة إلى مطار بغداد بملايين الدولارات، خرجت هذه الشركة بعد مدة بعشر طائرات من أرباح هذه الطريقة!! فانا أقول هل عجزنا عن أن نوفر المواد الأساسية للعراق ونبني أنفسنا كما يفعل الآخرون، فهناك كفاءات وبحمد الله تعالى وهناك طاقات تريد أن تعمل، لماذا لا تعطى فرصة إلى هؤلاء وبالنتيجة نصل إلى سعادة وراحة المواطنين، فالناس تبني أنفسها بأموال العراق والعراقي يتعذر عليه ابسط المقومات الموجودة!! ).
اما بالنسبة لأزمة مرض الكوليرا قال سماحة السيد ( أن الأمور وباتصالنا مع الإخوة المسؤولين إن شاء الله مسيطر عليها، لكننا نحتاج إلى وعي صحي، فعندما تأتي نصيحة من طبيب لا بد أن نتقيد بها، لان الطبيب ذو خبرة في هذا المجال فالذي نأمله هو الحرص والالتزام والتقيد بالنصائح والإرشادات المقدمة للمواطنين حتى يتم السيطرة على المرض والقضاء عليه بصورة نهائية إن شاء الله تعالى ).
وفي الختام تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا إلى مسألة نظافة مدينة كربلاء المقدسة وتساءل مستغربا: ( أنا أعجب من مشكلة النظافة التي تعاني منها هذه المدينة المقدسة، فمسألة النظافة هي مسألة تربية فلماذا هذا الإصرار على بقاء المدينة متسخة، فكربلاء في كل ليلة جمعة يفدها الزوار تجد أن المنطقة المحيطة بقلب المدينة كأن لجان التنظيف هجرتها منذ زمن بعيد!! وللإنصاف فالمواطن يجب أن يتحمل جزءا من ذلك حفاظا على مدينتنا الغالية، والأجهزة المختصة بالنظافة هي البلدية وغيرها فإننا نعتقد أن توفر شركات التنظيف ليس بالأمر المتعذر، والاتفاق مع أناس لتنظيف المدينة ليس بالأمر الصعب!! بان تأخذ على عاتقها تنظيف مناطق كربلاء وجعلها في حلة وصورة جميلة، فإلى متى يبقى الأمر على ما هو عليه؟! فمفصل النظافة في المدينة يحتاج إلى إعادة نظر).
وأهاب السيد الصافي بالجميع مسؤولين ومواطنين بضرورة تحمل المسؤولية والارتقاء بمدينة نظيفة تزهو بمناظرها وعتباتها الشامخة ( أننا يجب أن نبدأ خطوة .. خطوة واعتقد أننا إذا بدأنا بداية جميلة وجيدة، فإننا قادرون أن نصل إلى ما يليق ومكانة هذه المدينة المقدسة، لاسيما أنها ظاهرة حضارية قد أكد عليها الإسلام مرارا) .
أقرأ ايضاً
- مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية برئاسة السوداني
- مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المشهداني
- المشهداني يوجه برفع القوانين المعطلة لرئاسة مجلس النواب