بين سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 27 شعبان 1429 هـ الموافق 29/8/2008 م بين ضرورة حفاظ جميع المسلمين على حرمة ورعاية قدسية شهر رمضان المبارك وعدم هتك هذه الحرمة، فلابد هنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذه الحرمة وعدم تعريضها للهتك، وقد اتخذت وزارة الداخلية مشكورة ـــ كما نشرت بعض وسائل الإعلام ـــ إجراءات للحفاظ على قدسية وحرمة هذا الشهر المبارك، نحن نأمل من جميع الأجهزة التنفيذية تفعيل هذه الإجراءات، بل كل إجراء يؤدي إلى إظهار هذا الشهر بالمظهر القدسي اللائق به والحفاظ على حرمته، ومن المعلوم كان هناك تهاون في السنوات السابقة في هذا الأمر ولكن لا يمكن السكوت عنه في هذه المرحلة بالذات، فلابد للحكومة المركزية والحكومات المحلية من اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع أية ظاهرة فيها هتك لحرمة وقدسية الشهر الشريف ومنها الإفطار العلني ومحاسبة أي شخص يخالف ذلك، ولابد للناس المؤمنين من أن يمارسوا دورهم في الرقابة والردع لأية ظاهرة تنافي قدسية هذا الشهر من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالردع الاجتماعي من قبل الناس أقوى من إجراءات الدولة في المحافظة على قدسية الشهر المبارك، فيمكن للمؤمنين إقامة مجالس الوعظ والإرشاد وكل ما من شأنه أن يعكس اهتمامهم وقدسية هذا الشهر كرفع اللافتات وإعداد البرامج الإذاعية والفضائية التي تصب جميعها في خانة الحفاظ على مضامين وقدسية هذا الشهر الفضيل.
وعن الأخبار الكاذبة التي بثتها بعض وسائل الإعلام المغرضة حول تدهور صحة سماحة المرجع الديني الأعلى رد الشيخ الكربلائي على هذه الإشاعات بقوله: ( نشرت بعض وسائل الإعلام قبل أسبوع أخبارا كاذبة حول اعتلال صحة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) في حين كان سماحة السيد يستقبل الوافدين إلى مكتبه من عموم الناس وكان يتحدث إليهم ويقدم لهم النصائح والإرشادات، والعجب من هؤلاء الإعلاميين الذين لا يراعون الضوابط الشرعية والمهنية في نقل الأخبار، حيث يفترض بكل وسيلة إعلامية إذا كانت تتوخى نشر الحقيقة أن تكون دقيقة وتتحرى الصدق والواقعية في الأخبار التي تنشرها، وفي الواقع أن هدف بعض وسائل الإعلام هو تشويش أفكار الناس وإثارة القلق والهواجس، حيث يهمهم صحة سماحة المرجع الديني الأعلى ونشر مثل هذه الأخبار لا شك أنها تقلقهم وتجعلهم في اضطراب، وعلى كل حال فسماحة السيد في أتم الصحة والعافية ويمارس نشاطه اليومي في استقبال الوفود والزائرين والتحدث إليهم حول مختلف القضايا العامة وتوجيه النصائح والارشادات وفق ما يقتضيه الموقع الأبوي للمرجعية الدينية العليا.
وعن المفاوضات بشأن الاتفاقية طويلة الأمد الجارية بين الجانبين العراقي والأمريكي ذكر سماحة الشيخ الكربلائي انه (ما تزال المفاوضات جارية بين المسؤولين العراقيين والمفاوضين من الجانب الأمريكي، وفي الحقيقة فإن موقف المسؤولين العراقيين تجاه ما يطرح في هذه المفاوضات والمحاور الأساسية هو موقف وطني يعبر عن الشعور بالمسؤولية تجاه مصالح هذا الشعب وصون السيادة الوطنية وعدم الإخلال بمصالحه العليا، ونحن نشد على أيدي هؤلاء المسؤولين ونأمل أن يستمر موقفهم ولا يتزعزع حفاظا على مصالح هذا البلد، فإن قوة موقعهم التفاوضي أساسه مدى رضا الله سبحانه وتعالى والشعب والتأريخ، وإن موقف الشعب من المحاور التي يجري التفاوض حولها ينبغي أن تكون نصب أعينهم، هل أن الوفد يحرص على حفظ مصالح هذا الشعب وعدم تعريضها للخطر والتفريط بها؟! إذ من المعلوم أن أي مسؤول حينما يقف الشعب خلفه فليطمئن أن موقعه وموقفه رصين ويتمتع بالقوة وعليه أن لا يخشى أي ضغوط تمارس عليه، ولا يحتاج لأن نذكر بالمبادئ الوطنية الثلاثة والإصرار على تطبيقها وهي الحفاظ على المصالح العليا للشعب، وصون السيادة الوطنية في جميع الميادين وعدم جعل ارض ومياه وأجواء العراق منطلقا للاعتداء على الجيران.
وتطرق سماحته إلى تفاقم أزمة الكهرباء التي تشهدها معظم محافظات البلاد بقوله: ( لقد تفاقمت أزمة الكهرباء في الفترة الأخيرة حيث زادت ساعات القطع إلى أكثر من عشرين ساعة يوميا وخصوصا في الكثير من مناطق بغداد، واني أوجه ندائي إلى جميع المسؤولين المعنيين وخاصة مسؤولي الكهرباء بضرورة اتخاذ الإجراءات وبذل المستحيل من اجل رفع معاناة المواطنين خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك وما يشهده من حر شديد في هذا الموسم، فكيف يطيق المواطن أن يجمع بين العمل والصوم في هذه الأيام شديدة الحرارة؟!
وفي ما يتعلق بضرورة الاعتناء والاهتمام بعوائل الشهداء أكد ممثل المرجعية الدينية العليا انه أثناء زيارة مجموعة كبيرة منهم إلى العتبة الحسينية المقدسة تكلم البعض منهم عن معاناتهم بشأن تحقيق حقوقهم وأن الإجراءات المتخذة معهم ليست متناسبة مع تضحياتهم وما قدموه لهذا البلد.
موقع نون
أقرأ ايضاً
- 350 صاروخا على إسرائيل
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي