
أكد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، أن العراق يشهد مرحلة غير مسبوقة منذ عقود، حيث يجتمع الاستقرار السياسي مع الأمني، إلى جانب حالة من الوئام المجتمعي والانتعاش الاقتصادي، فيما حذر من خطورة الانزلاق نحو سياسات شعبوية تجاه سوريا قد تؤدي إلى قطع جسور التواصل بشكل غير مدروس. وأوضح الحكيم خلال الملتقى الرمضاني السنوي الذي حضرته نخب صحفية ووسائل اعلام مختلفة امس أن (العراق يشهد مرحلة غير مسبوقة منذ عقود، حيث يجتمع الاستقرار السياسي مع الأمني، إلى جانب حالة من الوئام المجتمعي والانتعاش الاقتصادي، فضلًا عن حركة عمرانية نشطة وعلاقات إقليمية ودولية متوازنة تحقيق، وهذا التوازن في وقت واحد ليس بالأمر السهل).
تعزيز الإستقرار
مشددًا على (أهمية استثمار هذه المرحلة لتعزيز الاستقرار والتنمية)، وأضاف إن (العراق وبرغم ما يواجهه من تحديات سياسية، إلا أنه ليس غارقًا في الفوضى)، ولفت إلى (وجود اختلافات في وجهات النظر داخل الإطار التنسيقي، لكنها تدار بآليات واضحة لحل الخلافات، ما يضمن عدم تعقيد المشهد السياسي، أما على الصعيد الأمني، فقد شهدت الأشهر الماضية تطورات تستدعي الحذر، ولاسيما في ظل تداعيات الأحداث السورية، التي تمتلك حدودًا مشتركة طويلة مع العراق، الأمر الذي يفرض انعكاسات مباشرة على الوضع الإقليمي ككل)، وأوضح الحكيم أن (ما تقوم به إسرائيل من استهداف للقيادات الفلسطينية واللبنانية، فضلًا عن الاعتداءات المستمرة في غزة ولبنان وسوريا، يعكس محاولتها ترسيخ معادلة أمنية جديدة في المنطقة، وهو ما يثير القلق في الأوساط الإقليمية والدولية)، كاشفاً (عن لقاءاته مع عدد من القادة الإقليميين، ومن بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمسؤولين في الامارات)، مشيرًا إلى أن (هذه اللقاءات تطرقت إلى تصاعد الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة وحالة النشوة التي تعيشها تل أبيب، إضافة إلى المخاوف المتزايدة من تفاقم الأوضاع)، مؤكدًا أن (هناك تهويلًا غير مسوغ لبعض المخاطر، مقابل التقليل من شأن تحديات حقيقية يجب التعامل معها بجدية)، وبشأن السياسة الأمريكية تجاه العراق والمنطقة، أوضح الحكيم أن (إدارة الرئيس ترامب تتجنب المواجهة المباشرة، وان هناك توجهًا داخل الإدارة الأمريكية للتركيز على مواجهة الصين بحلول عام 2027، وهو ما يدفع واشنطن إلى محاولة إبعاد حلفاء الصين عنها، بما في ذلك إيران)، وأضاف أن (سياسة الضغط على طهران تهدف إلى إدخالها في مفاوضات جديدة)، ومضى إلى القول إن (إيران تنظر إلى المسألة من زاوية مختلفة، حيث ترفض تقديم تنازلات تمس نقاط قوتها الاستراتيجية، مع تأكيد حقها في امتلاك طاقة نووية سلمية ضمن إطار التوازن الإقليمي)، وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أكد الحكيم أن (العراق يعد متنفسًا اقتصاديًا وأمنيًا لإيران، ما يجعله موضع تدقيق دائم من قبل الولايات المتحدة، وتحديداً بما يتعلق بملفات الغاز والكهرباء)، واستطرد بالقول إن (العراق يبحث عن بدائل لضمان إمدادات الطاقة، بما في ذلك استيراد الغاز من تركمانستان عبر الأنابيب الإيرانية، ما يوفر حلاً اقتصاديًا يحقق مكاسب للجميع دون تجاوز الخطوط الحمراء)،أما عن الموقف العراقي تجاه القضية الفلسطينية، فأشار الحكيم إلى أن (العراق كان في طليعة الدول التي دعمت فلسطين سياسيًا وإعلاميًا وإنسانيًا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وبرغم ذلك فقد نجح في تجنب الاستهداف المباشر الذي تعرضت له دول أخرى)، مشدداً على (أهمية الحفاظ على الثوابت الوطنية واتخاذ مواقف متزنة تخدم مصلحة البلاد)، وفي الشأن السوري، قال الحكيم أن (هناك تباينًا في الآراء داخل العراق بشأن كيفية التعامل مع دمشق، حيث يرى البعض ضرورة إعادة فتح قنوات التواصل بحذر، بينما يدعو آخرون إلى عدم الاستعجال في استئناف العلاقات الرسمية).
إدارة جديدة
واضاف أن (العراق أرسل رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري إلى سوريا، بدلاً من وزير الخارجية، في رسالة تعكس أولوية البعد الأمني في العلاقة بين البلدين، ولاسيما إن هدف التواصل مع الإدارة السورية الجديدة يهدف إلى بناء علاقات متوازنة تخدم مصالح البلدين)، محذرًا من (الانزلاق إلى سياسات شعبوية قد تؤدي إلى قطع جسور التواصل بشكل غير مدروس)، وعلى صعيد الانتخابات، أعلن الحكيم أن (الإطار التنسيقي سيدخل الانتخابات المقبلة عبر قوائم متعددة)، وتابع أن (تحالف قوى الدولة، الذي يجمعه برئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي سيكون أحد الأقطاب الرئيسة في المشهد الانتخابي، أما بشأن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، فأكد أن عودته إلى العراق طبيعية، وأنه يدرس إمكانية خوض الانتخابات ضمن مشهد سياسي متغير).
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء باليوم الوطني للمقابر الجماعية: العراقيون بذلوا النفوس في سبيل حرية الوطن
- بيان إشادة أميركي بالقوات العراقية بعد اعتقال "أم حسين"
- كردستان العراق: عطلة بغداد غداً لا تشملنا