كثيرة هي المساعي الحكومية لتطوير قطاع الطاقة الشمسية لمواجهة أزمة ندرة الكهرباء التي تنعكس في انقطاعاتها المتكررة لساعات طويلة قد تزيد على 10 ساعات يوميًا في بعض المناطق.
إلا أنه، بعد إلغاء الرسوم المفروضة على منظومات الطاقة الشمسية، والإقرار الحكومي بإدخالها إلى المنازل، كشفت لجنة الطاقة النيابية، عن عزوف المواطنين عن مبادرة البنك المركزي لتمويل قروض شراء منظومات الطاقة الشمسية للمنازل والبالغة تريليون دينار، مبينة أنه لم يتم انفاق سوى 250 مليون دينار منها حتى الآن، وذلك بالرغم من مرور حوالي عام ونصف على إطلاقها.
يشار إلى أن البنك المركزي العراقي أعلن في عام 2022 عن تخصيص تريليون دينار (حوالى 750 مليون دولار) لتأمين قروض مدعومة للقطاع الخاص، تشمل المنازل والشركات الخاصة لتشجيع السكان على تركيب منظومات للطاقة الشمسية، إلا أنه كشف في 2 تشرين الثاني 2023، عن عزوف المواطنين عن مبادرته في تقديم قروض لاستخدام الطاقة النظيفة ومنها اقتناء ألواح الطاقة الشمسية، بسبب أسعارها.
إذ قال عضو اللجنة النائب أمانج الهركي، إن "مبادرة البنك المركزي لتمويل الطاقة الشمسية لم تتوقف، والمبلغ المخصص للمشروع يبلغ تريليون دينار (800 مليون دولار)، تم صرف 230 مليون دينار منه حتى الآن، رغم ذلك، فإن مشكلة المبادرة تكمن في التعامل مع البنوك التي تواجه صعوبات في تسيير الآلية المقررة، إلى جانب غياب التوعية الكافية لدى المواطنين حول فوائد هذه المبادرة".
وأشار النائب، إلى أن "المبادرة تقدم قروضاً بفائدة منخفضة تصل إلى 5 في المئة موزعة على خمس سنوات، ما يعني أن المواطن سيتحمل 1 % فقط سنوياً، ورغم وضوح الفكرة إلا أن المواطنين لم يتعرفوا بعد على مدى فائدتها، وهذا يعد جزءاً من المشكلة".
وأوضح عضو اللجنة أن "هناك خلافات فنية في المواد المطلوبة لتنفيذ المشروع"، مستدركاً بالقول: "تم التغلب عليها من خلال اجتماع اللجنة النيابية مع لجنة 54 الحكومية، حيث تم تحديد المواصفات الفنية التي ستوزع على جميع المنافذ والمناطق الحدودية والجمارك لضمان تطبيق مواصفات عالمية".
ووقع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، حيدر محمد مكية، في 1 تموز الماضي، الإجازة الاستثمارية الخاصة بمشروع محطة كهرباء الطاقة الشمسية مع شركة "توتال انيرجي" الفرنسية بسعة 1000 ميغاواط في محافظة البصرة، وقال مكية إن المشروع أول فرصة استثمارية لمنح محطة كهرباء بالطاقة الشمسية ضمن خطة الحكومة للتنوع في مصادر الطاقة المتجددة.
ويعتمد توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على زاوية سقوط أشعة الشمس لضمان الحصول على أعلى نقطة للطاقة بالتالي يجب الانتباه لهذه النقطة من قبل منصبي وفنيي العمل بها، ومعدل إنتاج الطاقة الشمسية على اختلاف فصول السنة.
وأصبح توجه دول العالم نحو الطاقة النظيفة بعد الخوف من قلة وشح مصادر الطاقة الأخرى ونضوبها، لذلك هي خطوة أثبتت نجاحها في الكثير من الدول مع المحافظة على البيئة ونظافتها وبالتالي عدم وجود مشاكل إنتاج الطاقة الكهربائية وتزويدها لمواطنيهم.
فضلا عن ذلك، فإن استخدام الطاقة الشمسية ليس على الصعيد المنزلي فقط وأنما تحويل ما فاض عن ذلك إلى الشبكة الكهربائية الوطنية فيكون تزويد الشبكة عن طريق ألواح شمسية موضوعة على سطوح المنازل في ساعات النهار ليتم بعد ذلك تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية خلال ساعات الليل عن طريق الشبكة الكهربائية الوطنية مما يقلل العبء عن كاهل المواطن بأجور استهلاك الكهرباء.
وكان الخبير في الطاقة كوفند شيرواني، أكد في تصريح صحفي سابق، أن "توجه العراق لمشاريع الطاقة الشمسية هو أمر في غاية الأهمية لأن الطاقة النظيفة كلفتها قليلة ويمكن الاستفادة من أشعة الشمس المتوافرة بشكل كبير في العراق بحدود 300 يوم من مجموع أيام السنة".
وأضاف أن "كلفة إنتاج ميغاواط من الطاقة الشمسية تقل عن كلفة الوقود الأحفوري بمقدار الربع أو الثلث، وهذه المشاريع قد تكون مكلفة في البداية، لأن أغلب المواد والألواح والبطاريات وأنظمة الربط مستوردة، لكن من حسن الحظ أيضا، تخطط وزارة الصناعة اليوم لإنجاز ألواح للطاقة الشمسية في العراق عن طريق دمج شركتي الزوراء والمنصور التي كانت متخصصة بصناعة المعدات الشمسية كالألواح والخلايا".
ويعاني العراق منذ تسعينيات القرن الماضي من تردي إنتاج الطاقة الكهربائية، وتفاقمت الأزمة بعد العام 2003 جراء قيام القوات الأمريكية بقصف محطات الإنتاج خلال حرب الإطاحة بالنظام السابق، ما أدى إلى انهيار الإنتاج، وعلى الرغم من صرف عشرات المليارات من الدولارات طوال العشرين سنة الماضية إلا أن المشكلة لم يتم حلها بشكل جذري.
أقرأ ايضاً
- البنك المركزي العراقي يحث تركيا على فتح حسابات للمصارف العراقية
- مستشار حكومي يعلن عن آليات دعم الخزانة الأميركية للعراق
- وزارة الإعمار: إطلاق استمارة التقديم على قروض الإسكان بداية 2025